الجزائر تنقل جثث 3 مواطنين قضوا خلال حادث "استهداف" الشاحنات في الصحراء وترقب لتقرير "المينورسو"
نقلت السلطات الجزائرية، اليوم الإثنين، جثث مواطنيها الثلاثة، الذين قالت إنهم قتلوا مطلع الشهر الجاري، واتهمت القوات المغربية بالتسبب في مقتلهم، من مستشفى تندوف جنوبي البلاد، قرب الحدود مع موريتانيا، حيث تم تأبينهم لتسليمهم إلى عائلاتهم للدفن.
وتم تحديد هوية القتلى في مستشفى تندوف، وهم أحميدة بومدين وإبراهيم عرباوي، اللذان ينحدران من منطقة الأغواط وسط البلاد، ولشطم أحمد، الذي ينحدر من مدينة ورقلة جنوبي الجزائر. ونُقلت الجثث في طائرات عسكرية إلى مناطقهم لتسليمهم إلى عائلاتهم.
ووصف وزير الداخلية الجزائري كمال بلجود، اليوم الإثنين، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الموريتاني محمد ولد سالم المرزوق، بمناسبة اجتماع للجنة الحدودية بين البلدين، "الاعتداء الذي طاول التجار الجزائريين" على الحدود الموريتانية الصحراوية بـ"العمل الجبان"، مشددا على أن "الجزائر تعمل على تأمين جميع المناطق".
ولم يقدم الوزير بلجود توضيحات أكثر بشأن ما يقصده بأن بلاده ستعمل على تأمين المناطق، وهو ما كانت أكدته رسالة وجّهها وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة بعد الحادث إلى الأمم المتحدة بشأن "استعداد الجزائر وقدرتها على تحمّل مسؤولياتها في حماية مواطنيها وممتلكاتهم في جميع الظروف".
وكانت شاحنات تجارية تحمل بضائع إسمنت وشحنة طلاء متجهة ضمن قافلة تجارية إلى موريتانيا تعرضت لـ"عملية قصف"، وفق ما تقول الرواية الجزائرية الرسمية. واتهمت الرئاسة الجزائرية المغرب بالمسؤولية عن "قصف الشاحنات الجزائرية بسلاح متطور".
وأخطرت الحكومة الجزائرية، قبل أيام، منظمة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي وعددا من المنظمات الإقليمية بشأن الحادث.
وكان مصدر مغربي قد أكد، لـ"فرانس برس"، أن المملكة لن تنجرّ إلى حرب مع جارتها الجزائر، تعليقاً على ما وصفها بأنها "اتهامات مجانية"، مشددا على أن "المغرب لم ولن يستهدف أي مواطن جزائري، مهما كانت الظروف والاستفزازات".
من جهته، قال الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، مصطفى بيتاس، الخميس الماضي، إن الرباط "تتمسك باحترام دقيق لمبادئ حسن الجوار مع الجميع"، في تعليقه على الحادث.
وكان نائب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق، قال، أمس الأحد، في إيجاز صحافي، إن بعثة الأمم المتحدة في الصحراء (مينورسو) بحثت حادثة الشاحنات الجزائرية، وأرسلت دورية أولية إلى موقع الحادث، الذي أكد أنه "يقع في الجزء الشرقي من الصحراء الغربية بالقرب من منطقة بئر لحلو".
وأضاف فرحان أن "الدورية الأممية رصدت في المكان شاحنتين تحملان لوحتي ترقيم جزائريتين، مركونتين إلى جانب بعضهما البعض"، مشيراً إلى أنه ليس لديه "تفسير لسبب وجود الشاحنات في ذلك المكان، وهذه مسألة يتم النظر فيها".
ويُترقب إعلان النتائج التي توصلت اليها بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء "المينورسو" بشأن ظروف وملابسات الحادث.