قررت الجزائر، للمرة الأولى منذ قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين قبل عامين، فتح مجالها الجوي المغلق أمام عبور رحلات الطائرات المغربية، الخاصة بنقل المساعدات الإنسانية، إثر الزلزال الذي ضرب مناطق من المغرب، مساء أمس الجمعة.
وأفاد بيان للرئاسة الجزائرية، اليوم السبت، بأنّ "السلطات الجزائرية العليا قررت فتح مجالها الجوي أمام الرحلات لنقل المساعدات الإنسانية والجرحى والمصابين".
وأبدت الجزائر استعدادها تقديم مساعدات للمغرب، ووضع جميع الإمكانيات المادية والبشرية، تضامناً مع الشعب المغربي، في حال طلب منها المغرب ذلك.
وأشار البيان إلى أنّ فتح الأجواء يشمل الرحلات الإنسانية والإغاثية ونقل الجرحى، دون أن يشمل الرحلات الجوية التجارية لنقل المسافرين.
وتأتي الخطوة الجزائرية، في سياق دبلوماسية الأزمات التي تفتح بين الفترة والأخرى منافذ للتعامل بين البلدين الجارين، خاصة في قضايا إنسانية، بما فيها فتح الحدود البرية (المغلقة منذ عام 1995) لتسليم جثث متوفين أو تبادل مطلوبين للقضاء، أو لعبور قوافل إغاثية موجهة إلى فلسطين.
وتسهم هذه الخطوات الإنسانية في خفض التوتر السياسي، إذ سبق للمغرب أن اقترح إرسال طائرات إطفاء إلى الجزائر للمساعدة في إطفاء حرائق الصيف الماضي.
وأعلنت الجزائر قطع العلاقات الدبلوماسية مع الرباط، في أغسطس/ آب 2021، بسبب اتهامات جزائرية للمغرب بانتهاج "توجه عدائي مغربي يبرز تخلياً جلياً من المملكة المغربية عن القاعدة التوافقية التي ارتكز إليها البلدان لرسم ملامح علاقة أخوية مبنية على حسن النية والثقة المتبادلة وحسن الجوار والتعاون، بدعم تنظيم انفصالي يطالب بانفصال منطقة القبائل شرقي الجزائر".