استبقت الجزائر قراراً جديداً يعتزم مجلس الأمن الدولي إصداره بشأن قضية الصحراء بين المغرب وجبهة البوليساريو، وأطلقت تحذيرات مسبقة ضد المسودة الأولية للقرار، ووصفتها بـ"غير المتوازنة".
وحذرت الجزائر من أن "إصدار القرار بهذه الصيغة سيفشل مهمة المبعوث الأممي الجديد ستيفان دي ميستورا حتى قبل استلام مهامه".
وقال مساعد وزير الخارجية الجزائري المكلف بملف الصحراء والمغرب العربي عمار بلاني، في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية، اليوم الجمعة، إن "القرار الجديد الذي تعد مسودته الأولى غير متوازنة، لن يكرس سوى حالة انسداد مبرمجة للعملية السياسية والفشل المسبق لجهود المبعوث الشخصي الجديد (قبل أن يباشر مهامه)"، إذ من المقرر أن يستلم الدبلوماسي السويدي ستيفان دي ميستورا مهامه في الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
وأضاف الدبلوماسي الجزائري: "نظراً لكل هذه الأسباب الموضوعية المرتبطة بوضع متدهور بشكل كبير، فإنه كان من المتوقع أن يعتمد مجلس الأمن مقاربة متوازنة وشفافة وحيادية تتكفل بالحقائق الجديدة على أرض الواقع، وبالتوقعات المشروعة للشعب الصحراوي، وفقا لمخطط التسوية"، وفق كلامه.
وأشار إلى أنه بات "من المشروع الآن التساؤل حول تنفيذ عهدة بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية المينورسو، في هذا السياق الجديد، بحيث لم يعد هناك وقف لإطلاق النار، منذ 13 نوفمبر 2020، ولكون إجراء استفتاء تقرير المصير، وهو سبب وجود البعثة، معلق منذ حوالي ثلاثين عاما".
وحذر مساعد وزير الخارجية الجزائري من "مخاطر التصعيد في النزاع القائم، بسبب المخاطر المتعلقة بالسلم والاستقرار في المنطقة".
وأشار إلى أن "الضم غير القانوني للمنطقة العازلة بالكركرات يجعلنا أمام حالة حرب، ويجب أن نعترف أن مخاطر التصعيد جادة"، وطالب، في السياق، مجلس الأمن بـ"التعامل مع هذه القضية بوضوح ومسؤولية أكثر من أي وقت مضى، لأن الأمر يتعلق بالسلم والاستقرار في شبه المنطقة، لأنه وبخلاف ذلك سيكون أمراً مشروعا التساؤل حول جدوى وفائدة إعادة إطلاق عملية سياسية غير مجسدة لا تتماشى مع الحقائق الجديدة الموجودة على أرض الواقع، والتي من شأنها إضفاء الشرعية على الأمر الواقع".
وجدد مساعد وزير الخارجية الجزائري رفض بلاده لفكرة استئناف الحوار حول القضية بصيغة المائدة المستديرة، والتي كانت تشارك فيها الجزائر في السابق كطرف ملاحظ برفقة موريتانيا.
وأضاف أن "صيغة المائدة المستديرة رفضناها علنا بالفعل، والجزائر لم تلتزم أبدا بأن تكون جزءا منها في المستقبل، لأننا نعتقد أن هذه الصيغة بعيدة كل البعد على أن تكون الحل المثالي، بل أصبح الأمر عكسيا منذ أن قرر المغرب بطريقة غير مسؤولة ولا نزيهة استخدامه كمحاولة بائسة للتهرب من طابع تصفية الاستعمار لقضية الصحراء الغربية، وتقديمه على أساس أنه صراع إقليمي ومصطنع قد تكون الجزائر طرفا فيه"، وفق تصريحه.