لم تصدر وزارة الخارجية الجزائرية، حتى مساء الثلاثاء، أي بيان أو تصريح بخصوص الزيارة التي قام بها مساعد وزير الخارجية الأميركي، جوشو هاريس، الخميس الماضي إلى الجزائر من أجل الدفع باتجاه إيجاد حل للنزاع في الصحراء بين المغرب وجبهة البوليساريو التي تدعمها الجزائر.
وفضلت الخارجية الجزائرية عدم الحديث عن الزيارة أو إصدار بيان أو توضيحات عن طبيعة ومضمون اللقاءات التي تمت بين المسؤول الأميركي، ووزير الخارجية أحمد عطاف، ومسؤولين آخرين في الحكومة الجزائرية تتعلق ببحث قضية الصحراء.
وكانت الخارجية الأميركية قد أعلنت في التاسع من الشهر الجاري، عن وصول هاريس إلى الجزائر لبدء جولة من المشاورات تخص تعزيز السلام الإقليمي وتكثيف العملية السياسية التابعة للأمم المتحدة في الصحراء للتوصل إلى حل دون مزيد من التأخير.
وشملت جولة هاريس المغرب أيضاً، وجاءت في أعقاب زيارتين قامت بهما السفيرة الأميركية لدى الجزائر، إليزابيث ماري أوبن، إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين في منطقة تندوف جنوبي الجزائر، في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
ويفسر الصمت الجزائري بشأن زيارة هاريس وتجاهلها، والتعامل معها على أساس أنها "لا حدث"، بكونها على الأرجح تحمل مؤشرات استياء جزائري من ضغط أميركي محتمل للدفع إلى خيارات حل معينة تعترض عليها الجزائر، خاصة وأن واشنطن تميل إلى الطرح المغربي بشأن خطة الحكم الذاتي في منطقة الصحراء.
وبخلاف الصمت الجزائري بشأن زيارة مساعد وزير الخارجية الأميركي جوشو هاريس، نشرت السفارة الأميركية في الجزائر، بياناً عن المسؤول الأميركي، أعلن من خلاله أنه "سعيد بالتشاور مع شركائنا الجزائريين بشأن مجموعة واسعة من التحديات التي نواجهها في المنطقة".
وأضاف في البيان ذاته "تركز الولايات المتحدة بشكل كبير على تمكين الأمم المتحدة من تحقيق عملية ناجحة في الصحراء الغربية. ونعتقد أنه من الملح للغاية تمكين المبعوث الشخصي (ستافان) دي ميستورا من إحراز تقدم دون مزيد من التأخير".
واعتبر هاريس أن "التصعيد واحتدام الصراع العسكري أمر مثير للقلق للغاية وسيبعدنا عن الحل السياسي الذي نحن في أمس الحاجة إليه. موقفنا واضح ومعروف لدى الحكومة الجزائرية وغيرها. وفي الوقت نفسه، لا يوجد طريق مختصر، ولا يمكن فرض السلام من الخارج. الحل الدائم والوحيد هو عملية الأمم المتحدة التي ستمكن الأشخاص الذين يعيشون في الصحراء الغربية من تقديم إسهام مناسب بشأن مستقبلهم".
ودعا المسؤول الأميركي الجزائر إلى المساهمة في مساعي التسوية، مشدداً على أن "صوت الجزائر حاسم للغاية في دعم عملية الأمم المتحدة، لذلك أتطلع إلى الاستماع من أصدقائنا الجزائريين حول كيفية رؤيتهم للوضع وكيف يمكننا معاً تهيئة الظروف اللازمة لعملية الأمم المتحدة".