أدانت الجزائر، اليوم الخميس، إعلان إسرائيل الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء، معتبرة أن الخطوة لن تغير واقع الشرعية الدولية بشأن النزاع في الصحراء، الذي يمتد لنحو خمسة عقود.
وذكر بيان لوزارة الخارجية الجزائرية أنّ الجزائر "أخذت علماً بإعلان السلطات المغربية اعتراف الاحتلال الإسرائيلي بالسيادة المزعومة للمغرب على أراضي الصحراء"، مضيفاً "هذا الفعل الصادر عن سلطة احتلال لها سجل أسود في خرق القوانين الدولية وقرار الشرعية الدولية يعتبر حلقة جديدة في سلسلة المناورات وسياسة الهروب إلى الأمام".
واعتبر البيان أن "هذا القرار الذي يعد خرقاً فاضحاً للقانون الدولي ولقرارات مجلس الأمن ولوائح الجمعية العامة للأمم المتحدة بخصوص قضية الصحراء الغربية يؤكد، بما لا يدع مجالاً للشك، تناسق سياسات المحتلين وتواطئهما المشترك في خرق القوانين الدولية والدوس على الحق المشروع للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وللشعب الصحراوي في تقرير مصيره کاملاً غیر مبتور".
واعتبرت الخارجية الجزائرية أنّ "هذه الخطوة التي لا تعدو إلا أن تكون صفقة مفضوحة لا يمكنها بأي الأحوال إضفاء الشرعية على احتلال الأراضي الصحراوية ولا المساس بحق الشعب الصحراوي".
وأعلن الديوان الملكي في المغرب، الاثنين، أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وجّه رسالة إلى العاهل المغربي الملك محمد السادس، يبلغه فيها بقرار إسرائيل "الاعتراف بسيادة المغرب على أراضي الصحراء"، لافتاً إلى أنّ "موقف بلاده هذا سيتجسد في كافة أعمال ووثائق الحكومة الإسرائيلية ذات الصلة".
وشدد نتنياهو، في رسالته، على أنه سيجري "إبلاغ الأمم المتحدة، والمنظمات الإقليمية والدولية التي تُعتبر إسرائيل عضواً فيها، وكذلك كلّ البلدان التي تربطها بإسرائيل علاقات دبلوماسية"، بهذا القرار.
واعترفت الولايات المتحدة، في 10 ديسمبر/ كانون الأول 2020 في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، بسيادة المغرب على الصحراء المتنازع عليها مع جبهة "البوليساريو"، فيما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، أول أمس الثلاثاء، إنّ اعتراف واشنطن بالسيادة المغربية لم يتغير، وإنّ الإدارة الأميركية الحالية لم تتراجع عن القرار الذي اتخذته إدارة ترامب بهذا الخصوص.
ويتهم المغرب الجزائر بدعم جبهة "البوليساريو"، فيما كان العاهل المغربي محمد السادس قد شدد، في خطاب سابق له، على أن ملف الصحراء هو "النظارة التي ينظر منها المغرب إلى العالم وهو المعيار الواضح والبسيط الذي يقيس صدق الصداقات ونجاعة الشراكات".