أدان القضاء العسكري، ليلة الخميس/ الجمعة، المدير السابق للأمن الداخلي (جهاز الاستخبارات) واسيني بوعزة، وأربعة من معاونيه، بالسجن، عقب محاكمته بتهم الفساد والثراء غير المشروع، والتدخل في عمل القضاء.
وقضت المحكمة العسكرية بالبليدة، قرب العاصمة الجزائرية، بسجن بوعزة 16 سنة نافذة، بعدما كانت النيابة العسكرية قد طالبت بحبسه عشرين سنة، فيما أدين أربعة من مساعديه للتورط في القضية نفسها، حيث قضت المحكمة بسجن ضابطين 14 سنة سجناً نافذاً، وآخر بالسجن 12 سنة، وضابط رابع بعشر سنوات.
وكانت النيابة العسكرية بالجزائر طالبت بتسليط أقصى عقوبة سجن بحق الجنرال واسيني بوعزة، والذي وجهت له تهم متعددة تتعلق بفساد مالي وعدم احترام القانون العسكري، والتزوير في الانتخابات الرئاسية التي جرت في ديسمبر/كانون الأول 2019.
قضت المحكمة العسكرية بالبليدة، قرب العاصمة الجزائرية، بسجن واسيني بوعزة 16 سنة نافذة، بعدما كانت النيابة العسكرية قد التمست حبسه عشرين سنة
وطالب النائب العام العسكري بتسليط عقوبة تصل إلى 20 سنة سجن بحق مدير الأمن الداخلي السابق، خلال جلسة محاكمة دامت ثلاثة أيام، بدأت أول أمس الثلاثاء، حيث لوحق بوعزة بتهم الثراء غير المشروع والفساد المالي، وتوبع رفقة ضباط آخرين من جهاز الاستخبارات في قضية تتعلق باختفاء الأموال، قدرت قيمتها بما يعادل مليون يورو، إضافة إلى كمية من المجوهرات (17 كيلوغراماً من الذهب)، ومبالغ بالعملة الأجنبية، كانت الأجهزة الأمنية قد حجزتها في بيت سيدة أعمال كانت تزعم أنها ابنة الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، إضافة إلى السعي للتدخل في القضاء، حيث حاول استصدار قرار إفراج مؤقت لصالح ابنة المدير العام السابق للأمن العام عبد الغني هامل، سعياً لإبطال قرار صدر بحقها بالإيداع في السجن في قضية فساد.
وهذه ثاني قضية يلاحق فيها القائد السابق لجهاز الأمن الداخلي التابع للمخابرات، الذي أقيل من منصبه في إبريل/نيسان 2019، حيث سبق أن تمت إدانته قبل أسابيع قليلة في قضية سابقة بالسجن لثماني سنوات بتهمة رفض أوامر عسكرية، كما يواجه الجنرال بوعزة قضية ثالثة يجري التحقيق فيها، تخص محاولة التزوير والتدخل في نتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت في 12 ديسمبر/كانون الأول 2019، حيث يشتبه في محاولة الجنرال بوعزة الدفع باتجاه دور ثانٍ في الانتخابات النيابية، وتصعيد المرشح الثالث عز الدين ميهوبي، ومحاولة الضغط على مسؤولين محليين للعمل لصالحه ضد المرشح حينها عبد المجيد تبون، حيث كان رئيس الهيئة العليا للانتخابات محمد شرفي قد لمّح عند إعلانه عن النتائج النهائية لتلك الانتخابات إلى تعرضه لضغوط من مسؤولين وأنه أبلغ قائد الجيش بذلك.
ويعد واسيني بوعزة أحد أكثر الجنرالات الذين هاجمتهم مظاهرات الحراك عام 2019، وبشكل خاص بسبب ملاحقته للناشطين وسجنهم، واستحداثه لقضية رفع الراية الأمازيغية، وتنسب له حملة دعائية لشق صفوف الحراك الشعبي باختلاق تعبيرات عنصرية وإثنية كادت تؤدي إلى صدام مجتمعي في الجزائر.