الجزائر: الأحزاب تبدأ بتشكيل التحالفات لحسم رئاسة أكثر من ألف بلدية

01 ديسمبر 2021
تعقيدات تنتظر المجالس البلدية الجديدة في الجزائر (العربي الجديد)
+ الخط -

مبكرا، بدأت الأحزاب السياسية الجزائرية في التفكير في عقد التحالفات في المجالس المحلية المنتخبة، للفوز برئاسة البلديات وتوزيع المناصب، وضمان أكبر قدر من التوافق في المجالس الولائية، وفيما تركت بعض الأحزاب لقواعدها مسألة حسم التحالفات بحسب ظروف كل بلدية وولاية، فضلت أخرى وضع اشتراطات غير سياسية قبل عقد أية تحالفات على الصعيد المحلي.

بخلاف 386 بلدية حسمها حزب ما بالأغلبية المطلقة، دون الحاجة إلى تحالفات، فان 1155 باقية فاز بها حزب ما بأغلبية نسبية أو تقاسمت مقاعدها بتقارب أكثر من قائمة، ستحتاج إلى تحالفات لتشكيل أغلبية في المجلس

 وقررت حركة مجتمع السلم منح منتخبيها في البلديات والولايات حرية اتخاذ قرار التحالف، وأفاد بيان للمكتب الوطني للحزب الثلاثاء بأنه تقرر "ترك مسألة التحالفات الانتخابية إلى الديمقراطية المحلية وتقدير مؤسسات الحركة المحلية، حسب المعطيات والظروف المحيطة بكل بلدية وولاية"، لكنها حددت في الوقت نفسه جملة من اشتراطات غير سياسية" وفق المعايير والأولويات، قدم التحالف مع مَن تحوم حولهم شبهات الفساد، وإعطاء أولوية في التحالف بما يحقِّق الانسجام والاستقرار، وبما يحقق مصلحة المواطن وخدمة التنمية المحلية في البلديات والولايات".

حركة البناء الوطني: التعددية خطوة إيجابية

وبادرت حركة البناء الوطني مبكرا إلى الإعلان عن "مد يدها إلى التحالفات مع الشركاء السياسيين والمستقلين تمتينا للجبهة الداخلية أمام إكراهات الوضع الاقتصادي الداخلي، وتحديات الضغوطات، و المخاطر الخارجية على الجزائر"، ودعت" كل مكونات الساحة السياسية إلى التعاون المسؤول على خدمة الصالح العام وحماية الاستقرار والمساهمة في التنمية المحلية"، مشيرة إلى أن قوائم الأحزاب الفائزة، وحالة التعددية في المجالس المحلية ، هي خطوة إيجابية في مسار بناء الديمقراطية".

شددت "جبهة التحرير الوطني" على ضرورة أن تتم مراعاة المصلحة الحزبية عند عقد أي تحالف، بعيدا عن الطموحات والمصالح الشخصية، وأعلنت جبهة المستقبل ترحيبها بالتحالف مع كل القوى السياسية دون أي استثناء

وبخلاف البلديات التي حسمها حزب ما بالأغلبية المطلقة، وبلغ عددها 386 ، ما يعني فوزه برئاسة البلدية أو المجلس الولائي دون الحاجة الى أي تحالف، فان باقي البلديات وعددها 1155 بلدية، والتي فاز بها حزب ما بأغلبية نسبية أو تقاسمت مقاعدها بتقارب أكثر من قائمة، ستحتاج الى تحالفات لتشكيل أغلبية في المجلس، قبل إجراء انتخابات داخلية بين الأعضاء الفائزين بالمقاعد لانتخاب رئيس البلدية والمجلس الولائي، وعمدت بعض القوائم في بعض البلديات إلى صياغة أرضية توافق سياسي بين القوائم الفائزة لضمان سلاسة في اختيار رئيس البلدية وتسهيل بدء العمل لخدمة الصالح العام.

 من جهته وجه الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، أبو الفضل بعجي، تعليمة إلى القيادات المحلية للحزب، تتضمن الضوابط التي يتأسس عليها عقد التحالفات مع القوائم الفائزة، سواء المستقلة أو الحزبية، تشدد على ضرورة أن تتم مراعاة المصلحة الحزبية عند عقد أي تحالف، وكذا ما يخدم مصالح المواطنين وفقا لظروف كل بلدية وولاية، وحث على استبعاد الطموحات والمصالح الشخصية.

جبهة المستقبل: نرحب بكل القوى دون أي استثناء

وأعلنت جبهة المستقبل ترحيبها بالتحالف مع كل القوى السياسية دون أي استثناء، وقال رئيس الجبهة، بلعيد عبد العزيز، في مؤتمر صحافي عقده الأربعاء: "جبهة المستقبل ليست جمعية وليست بوق مساندة لأي أحد ونرحب بكل القوى السياسية التي تريد التنسيق وليس لدينا مشكل مع أي أحد، لقد قررنا ترك الحرية للمنتخبين في مسألة التحالفات"، نافيا إعطاء أي أوامر لتوجيه المنتخبين الفائزين، و"لا نقول لهم اتخذوا اليمين أو اليسار".

وتنتظر رؤساء البلديات الجدد والمجالس المحلية المنتخبة، مشكلات اجتماعية وتنموية عويصة، هي تراكمات للتسيير السابق للبلديات، وجهود كبيرة يتوجب بذلها لتنفيذ مشاريع البنى التحتية، وتحسين خدمات الصحة والتعليم والسكن والبيئة، وتوصيل المياه والكهرباء إلى القرى وأحياء الظل، وغيرها من الأزمات العالقة في البلدات والمدن الجزائرية. 

 

المساهمون