التوحش الإسرائيلي يرفع الكلفة على مدنيي غزة

21 أكتوبر 2023
أبراج الزهراء المدمرة في غزة، أمس (شادي طباطيبي/رويترز)
+ الخط -

تعمل إسرائيل منذ اليوم الأول لحربها على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الحالي على استخدام قوتها الجوية وكل ما تملكه من أسلحة لتدمير البنية التحتية والأبراج السكنية ومنازل المواطنين، سواء بشكل جماعي من خلال استهداف وتدمير مربعات سكنية كاملة أو بقصف منزل يدمره الطيران الحربي ويلحق أضراراً بعدد من المنازل المجاورة وكثيراً ما يصبح جزء منها غير صالح للسكن.

تحويل مربعات سكنية إلى ركام في غزة

وتحوّلت مربعات سكنية بالكامل لركام على مدار الأيام الماضية، بعد أن حولتها الطائرات الحربية الإسرائيلية لأثر بعد عين، وأضحت جزءاً من الماضي والذكريات في قطاع غزة الذي لم يبقَ منه منزل إلا وأصابته هذه الحرب بأذى.

فجر أمس الجمعة أكمل الطيران الحربي الإسرائيلي تدمير ما تبقى من أبراج منطقة الزهراء، جنوبي مدينة غزة، وهي منطقة سكنية أنشأتها السلطة الفلسطينية بعد اتفاق أوسلو الموقع في عام 1993، لإسكان عناصرها وقياداتها التي عادت إلى القطاع مع وقبل عودة الرئيس الراحل ياسر عرفات.

والمنطقة التي كانت أحدث الأحياء السكنية التي تمحوها إسرائيل عن الخريطة، ولا معالم عسكرية فيها ولا تطلق من جوارها الصواريخ، ولا يُعرف عنها إلا أنها منطقة سكنية وكانت جزءاً من المنطقة الآمنة، التي طلب الاحتلال الاسرائيلي من سكان محافظة الشمال ومدينة غزة النزوح إليها.

عاطف محمود: الاحتلال يعمل على تدمير الأبراج السكنية والأحياء لتهجير السكان 

ووفق إحصاءات رسمية حكومية، لكنها غير مكتملة لصعوبة التوثيق، فإن الاحتلال دمر نحو 12 ألف وحدة سكنية بشكل كامل، إضافة لتضرر 130 ألف وحدة سكنية بشكل جزئي، ومن ضمنها 8 آلاف وحدة سكنية تضررت بشكل بالغ، بمعنى أنها لم تعد صالحة للسكن ويجب إزالتها.

وتجد طواقم الحكومة القائمة على التوثيق صعوبات بالغة في الذهاب إلى المناطق المستهدفة بالقصف الإسرائيلي وسترتفع بكل تأكيد الأعداد في إحصاءات المنازل المدمرة حين ينتهي العدوان ويتمكن الأهالي والطواقم الحكومية من العودة للتوثيق وتفقد المنازل.

وإلى جانب ذلك، فإن شبكات الكهرباء والمياه تضررت بشكل كبير خلال العدوان، وبات إصلاحها بحاجة إلى ملايين الدولارات وآلاف الطواقم والمعدات غير المتوفرة في القطاع المحاصر.

وفي حال تشغيل محطة الكهرباء المتوقفة عن العمل لنفاد الوقود وقطع خطوط الكهرباء الإسرائيلية فإن مناطق كاملة لن تستفيد منها قبل أشهر، وفق ما أفصح أحد مسؤولي شركة توزيع الكهرباء في شمال قطاع غزة لـ"العربي الجديد".

تهجير الفلسطينيين إلى سيناء

بدوره، اعتبر الكاتب الفلسطيني عاطف محمود في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، أن الاحتلال الإسرائيلي يعمل على تدمير الأبراج السكنية والأحياء والمنازل على رؤوس ساكنيها، من أجل دفع الفلسطينيين للنزوح إلى جنوب القطاع وقرب الأراضي المصرية لتنفيذ مخططه بتهجير السكان إلى سيناء، رغم الموقف الوطني الرافض والمصري الذي يبدو رافضاً لهذا المخطط.



دمّر الاحتلال أبراج منطقة الزهراء فجر أمس الجمعة

كذلك أشار محمود  إلى رغبة اسرائيل في تدفيع المدنيين أثماناً باهظة أكثر من أي وقت مضى، انتقاماً منهم ومن المقاومة، في ظل استمرار الحاضنة الشعبية في دعم الفصائل، خصوصاً حركتي حماس والجهاد الاسلامي.

وأبدى اعتقاده أن إسرائيل ستواصل سياسة التدمير التي انتهجتها منذ اليوم الأول للعدوان، لأن المجتمع الإسرائيلي يطالب بالمزيد من الدماء والدمار في غزة، انتقاماً لما جرى في 7 أكتوبر الحالي، واستكمالاً لمخطط إعادة قطاع غزة للعصر الحجري.

ورأى محمود أن السلوك الإعلامي الإسرائيلي هو انعكاس لواقع المجتمع، ويحرّض على استمرار العدوان وتدفيع المدنيين الفلسطينيين أثماناً باهظة وتصعيب عملية الإعمار فيما بعد لسنوات، ما يعني استمرار معاناة الناس لسنوات طويلة في مسعى لتحريض السكان على المقاومة وأفعالها ودفعهم لمواجهتها وتحميلها المسؤولية عما يجري.