نقلت القوات الأميركية ضمن التحالف الدولي ضد "داعش" خلال اليومين الماضيين، بالتعاون مع "قسد"، المئات من عناصر تنظيم "داعش" المعتقلين، إلى سجن في ناحية المالكية بريف الحسكة الشمالي الشرقي، في حين اتهم النظام السوري التحالف باستثمار التنظيم الإرهابي لـ"فرض مخططاته على شعوب المنطقة".
وقال مراسل "العربي الجديد"، إن القوات الأميركية نقلت المئات من عناصر "داعش" المعتقلين في دير الزور والحسكة إلى سجن جرى بناؤه في ناحية المالكية شمال شرقي الحسكة، مشيراً إلى أن عملية النقل جرت بحراسة مشددة، ورافقها قطع للطرقات.
وقال المراسل إن عملية النقل تجري بهدف وضع العناصر الخطرين من التنظيم تحت مراقبة شديدة، مشيراً إلى أن القواعد الأميركية في سورية تضمّ سجوناً غير معلن عنها، وخصوصاً في القواعد الضخمة مثل الموجودة في حقلي كونيكو والعمر بريف دير الزور.
وبحسب المراسل، فإن سجن المالكية المذكور ليس جديداً تماماً، إنما جرى تحصينه وزيادة عدد أبنيته، وهو إلى جانب "سجن هيمو" الذي يقع شرق القامشلي، من أكبر سجون محافظة الحسكة التي تشرف عليها القوات الأميركية إلى جانب "قسد"، إضافة لـ"سجن علايا" الواقع بالقرب من مدينة القامشلي أيضاً.
بدوره، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن "قسد" نقلت بالتعاون مع التحالف، نحو 1200 عنصر وقيادي بتنظيم "داعش" من سجن يقع في منطقة الشدادي جنوب مدينة الحسكة، إلى سجن آخر جرى إنشاؤه أخيراً بتمويل من دولة غربية في الشهر الأول من العام الجديد. وأشار المرصد إلى أن السجن المذكور يقع شرق مدينة الحسكة، من دون تحديد اسمه أو مكانه بالضبط.
وقال المرصد إن جلّ المنقولين كانوا من غير السوريين، بينما بقي السوريون من عناصر التنظيم في سجن الشدادي جنوبي الحسكة.
من جانبها، أكدت وكالة أنباء النظام الرسمية "سانا"، أن القوات الأميركية، بالتعاون مع "قسد"، نقلت العشرات من عناصر التنظيم المحتجزين في كامب البلغار والشدادي والصور بريف الحسكة الجنوبي، إلى سجون أخرى بالريف الشمالي.
وزعمت الوكالة أن "قسد" والتحالف نقلوا أيضاً سجناء إلى "سجن الثانوية الصناعية" في حي غويران بالحسكة، وكان السجن قد شهد في يناير/كانون الثاني الماضي معارك طاحنة إثر هجوم من "داعش"، أسفر عن مقتل وجرح المئات من عناصره وعناصر "قسد".
وزعمت الوكالة أن من المتوقع أن يقوم التحالف الدولي بنقل هؤلاء العناصر لاحقاً إلى التنف، من أجل تنفيذ هجمات ضد "الجيش العربي السوري"، مستندة في زعمه إلى "تجارب سابقة"، مضيفة أن حافلة مبيت عسكرية في بادية تدمر تعرضت لهجوم إرهابي في السادس من الشهر الجاري، ما أدى إلى مقتل 13 عسكرياً وجرح 18 آخرين.
من جانبها، زعمت قناة "الميادين" نقلاً عن مصادر، أن التحالف يقوم بنقل السجناء من عناصر تنظيم "داعش" بسبب وجود معلومات عن نية التنظيم مهاجمة سجني الكم في الشدادي والصور في ريف دير الزور.
ويذكر أن السجون التي تديرها "قسد" أو التحالف الدولي تضم آلاف السجناء من عناصر "داعش" السوريين والأجانب، من بينهم عناصر "أطفال وقاصرون"، ولا توجد تقارير رسمية تؤكد عدد السجناء في تلك السجون.