قال التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية في العراق، إنه يعمل في العراق بدعوة رسمية من حكومته، ويتعاون مع القوات العراقية وقوات البشمركة، لهزيمة تنظيم "داعش" الإرهابي، مؤكداً احترامه سيادة العراق.
يأتي ذلك في وقت تتعرّض فيه أرتال الدعم اللوجستي الداعمة للتحالف الدولي إلى عمليات استهداف شبه يومي من قبل مليشيات عراقية موالية لإيران، فضلاً عن مطالبات وضغوط تمارسها قوى سياسية مرتبطة بتلك المليشيات على الحكومة لإخراج القوات من البلاد.
ووفقاً للمتحدث الرسمي لقوة المهام المشتركة في التحالف الدولي العقيد واين موراتو، فإن "قوة المهام المشتركة في العراق موجودة بدعوة من الحكومة العراقية، وتعمل بتنسيق وثيق معها، مع الاحترام الكامل لسيادة العراق"، مبيناً أن "مهمة قوة المهام المشتركة بالتعاون مع القوات الأمنية العراقية والبشمركة هي هزيمة "داعش" الإرهابي وفلوله في مناطق محددة في العراق وسورية"، مضيفاً في حديث أوردته وكالة الأنباء العراقية (واع) أن "ذلك يتبع شروطاً لعمليات المتابعة التي تصب في زيادة الاستقرار الإقليمي".
وكان التحالف الدولي قد نفى في وقت سابق وجود قوات قتالية في العراق، وذكر المكتب الإعلامي لقوة المهام المشتركة لعملية "العزم الصلب" أن جميع أفراد التحالف الموجودين في العراق هم مستشارون يعملون بإمرة وتحت قيادة العمليات المشتركة العراقية والحكومة العراقية.
وكثفت قوات التحالف الدولي أخيراً ضرباتها الجوية على أهداف لتنظيم "داعش" في المحافظات العراقية المحرّرة، وزادت من حجم التنسيق مع القوات العراقية.
ووفقاً لضابط في قيادة العمليات المشتركة، فإن "دور التحالف الدولي في العمليات التي يتم تنفيذها لمطاردة بقايا التنظيم مهم جداً وحقق نتائج كبيرة"، مبيناً لـ"العربي الجديد" أن "هناك أهدافاً حيوية تمكّن طيران التحالف من قصفها، وأسهم بقتل عدد من قيادات مهمة من التنظيم".
وأشار الى أن "التعاون الاستخباري بالحصول على المعلومات عن تحركات "داعش" من قبل التحالف من جهة، ومن قبل القوات العراقية وتحليل المعلومة من جهة أخرى، أسهم بتحقيق تقدم واضح في عمليات ملاحقة التنظيم"، قائلاً: "نعول على التعاون مع قوات التحالف لهزيمة بقايا التنظيم".
يأتي ذلك في وقت لوّحت فيه القوى القريبة من إيران باللجوء إلى الشارع والضغط البرلماني على الحكومة، من أجل تطبيق قرار إخراج القوات الأجنبية من البلاد.
وأكد النائب عن "تحالف الفتح"، الجهة السياسية الممثلة لـ"الحشد الشعبي" فاضل جابر أن "الاستراتيجية الأميركية التي تسعى لتنفيذها في العراق تنصّ على بقاء قواتها إلى أمد طويل، وفقاً لما تقتضيه مصالحها الخاصة".
وشدد في تصريح صحافي على أنه "لا يمكن التعويل على الحكومة لتطبيق قرار البرلمان بإخراج القوات الأجنبية من البلاد، فالحكومة لن تنفذ القرار من دون ضغط"، مبيناً أن "القرار ملزم للحكومة، ويحتاج إلى ضغط برلماني وشعبي لتنفيذه على أرض الواقع، وأن تكون هناك جدولة حقيقية وليس كلاماً أو تصريحات فقط".