أطلق التجمع المهني، الذي يضم تسعة مكونات نشأت من ساحة الكرامة، بياناً شاملاً، اليوم الأربعاء، وتبعته تظاهرة حاشدة انطلقت في شوارع مدينة السويداء، جنوبي سورية، معتبراً هذا الإعلان بداية للنشاط النقابي عقب الانتفاضة المستمرة منذ أربعة أشهر.
وأكد البيان على وحدة الشعب والأرض السورية، ويعبر عن رفض للاحتلالات، مشدداً على أن ممارسات التجمع تستند إلى الدستور السوري الذي وضعه النظام بنفسه. وفي السياق، حمّل البيان النظام السوري مسؤولية التشظي والانقسامات في البلاد، مشيراً إلى أن الانتفاضة ناتجة من المعاناة والمظالم السياسية والاقتصادية والاجتماعية على مدى عقود في سورية.
وأوضح الدكتور عاطف عامر لـ"العربي الجديد"، أن التجمع يضم فئات متنوعة من المجتمع، وفيها مهندسون، محامون، معلمون، مهندسون زراعيون، كتاب، فعاليات اقتصادية، كوادر في القطاع الصحي، فلاحون، وفنانون تشكيليون. ويُعتبر ظهور هذه الفئات نقطة مميزة في حراك السويداء، وتتسم جميع تحركاتها بالالتزام بالشرعية الدستورية
وأشار إلى أن رؤية التجمع تؤكد على أن الشرعية الحقيقية والدستورية تعود للشعب، مشيراً إلى عدم وجود شرعية لسلطة الأمر الواقع.
ويُؤكد التجمع، بحسب عامر، على ضرورة الانتقال السياسي السلمي، ويدعو إلى تنفيذ القرار 2254 بهدف بناء دولة ديمقراطية، تكفل حقوق المواطنة، وتحقق العدالة والمساواة، وتضمن سيادة القانون واستقلال القضاء وفصل السلطات، والمحاكمة العادلة لكل من تورطت أيديه في سفك الدماء السورية، ولكل من ثبتت تورطه في الفساد ونهب المال العام، مؤكدًا على ضرورة محاسبة هؤلاء.
وجاءت التظاهرة اليوم الأربعاء لتأكيد وحدة سورية، سواء على مستوى الأرض أو الشعب، مع رفض قوي للدعوات الانفصالية والانعزالية التي ظهرت في الأيام الأخيرة. تندرج هذه التظاهرة تحت إطار بيان التجمع، الذي يطالب برحيل جميع الاحتلالات الأجنبية عن سورية، وحفظ حقوق الشعب السوري بالمطالبة بالتعويض عن الأضرار الجسيمة الناجمة عن تلك الاحتلالات، سواء على الصعيدين المادي والمعنوي.
بدوره، أوضح المهندس نضال سلوم لـ"العربي الجديد"، مهام التجمع بالعمل المستمر في النقابات التي ينتمي إليها التجمع بهدف استعادة الاستقلالية، ورفع سيطرة الأمن والهيمنة الحزبية التي يفرضها حزب البعث. يدعم التجمع الحراك الشعبي السلمي بكل السبل الممكنة، مؤكدًا على أهمية الاستمرارية والزخم في هذا السياق.
وأضاف: "نسعى لنكون عاملاً موحداً لكافة فئات الحراك، ووسائلنا تشمل قراءة الواقع والتحليل والتعبير عن الرأي. نعمل بجميع الوسائل المتاحة للإفراج عن المعتقلين بسبب آرائهم والمختفين قسرياً، والعمل مع السوريين في المحافظات الأخرى لتحقيق تطلعات الشعب السوري، وتقديم المبادرات الإنسانية والخدمية التي تساهم في تحسين الأوضاع".
وأكد أن "أعضاء من التجمع بدأ بمتابعة ملفات الفساد والعمل على فضح ممارسات تجار الحروب ومرتكبي الجرائم بحق الشعب السوري".
من ناحية أخرى، شدد الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز الشيخ حكمت الهجري أمام زواره على رفض المشاريع التقسيمية، ووحدة الشعب السوري، فيما ذكر شيخ عقل الطائفة حمود الحناوي أن أي دويلة مصيرها الفشل، ولن تمر.