نقل موقع "أكسيوس"، الأربعاء، عن ثلاثة مسؤولين إسرائيليين وأميركيين، قولهم إنّ البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأميركية أبلغا الحكومة الإسرائيلية بأنهما لم يكونا وراء قرار مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي (إف بي آي) بفتح تحقيق في اغتيال الصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة.
وفي أوائل يوليو/ تموز الماضي، قالت إدارة الرئيس جو بايدن إنّ أبو عاقلة، التي تحمل أيضاً الجنسية الأميركية، قُتلت على الأرجح بنيران إسرائيلية غير مقصودة، لكن اختبار المقذوفات لشظية الرصاصة التي أزيلت من جسدها كان "غير حاسم".
وبعد طول إنكار اغتيال أبو عاقلة برصاص جنوده، قال جيش الاحتلال في سبتمبر/ أيلول إنها قُتلت على الأرجح بـ"نيران غير مقصودة" من جندي إسرائيلي.
واجهت الإدارة الأميركية ضغوطاً من عشرات الديمقراطيين في الكونغرس، وعائلة أبو عاقلة، لبذل المزيد لضمان المساءلة. ووقّع أكثر من 20 عضواً ديمقراطياً في مجلس الشيوخ خطاباً يدعو إلى إجراء تحقيق مستقل من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي.
وأفاد "أكسيوس"، وفقاً للمسؤولين الإسرائيليين والأميركيين، باتخاذ قرار مكتب التحقيقات الفيدرالي بفتح تحقيق قبل انتخابات الكنيست الإسرائيلي في 1 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، لكن وزارة العدل أبلغت الحكومة الإسرائيلية رسمياً بعد ثلاثة أيام من الانتخابات.
وتابع، أنه بمجرد إخطارهم طلب مسؤولون إسرائيليون كبار من السفير الأميركي توم نايدز الحصول على مزيد من المعلومات. ووفقاً للمسؤولين أنفسهم، قال نايدز إنه لا يعرف شيئاً عن التحقيق وإنه سيتحقق منه.
كذلك نقل الموقع عن مسؤولين إسرائيليين أنّ مستشار الأمن القومي الإسرائيلي إيال حولاتا، والسفير الأميركي لدى الولايات المتحدة مايك هرتسوغ، والمدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية آلون أوشبيز، أجروا اتصالات مع نظرائهم في إدارة بايدن مطالبين بتفسير.
وفي هذا السياق، قال مسؤول إسرائيلي كبير لـ"أكسيوس": "تحدثنا إلى كل مسؤول في إدارة بايدن نعمل معه وأوضحنا مدى غضبنا".
وأكد مسؤولون إسرائيليون للموقع نفسه أنّ وزير الأمن الإسرائيلي بني غانتس أجرى مكالمة صعبة مع مسؤول أميركي رفيع المستوى، في وقت سابق من هذا الشهر، وأوضح أنّ إسرائيل لن تتعاون بأي شكل من الأشكال مع تحقيق مكتب التحقيقات الفيدرالي.
وقال المسؤولون الإسرائيليون إنهم حثوا إدارة بايدن على "إصلاح الوضع" قبل تسريب التحقيق للصحافة، محذّرين من أنه بمجرد نشر أنباء التحقيق، سيتحول الوضع إلى أزمة ثنائية، لكن البيت الأبيض ووزارة الخارجية أبلغا الحكومة الإسرائيلية بأنهما لم يكونا جزءاً من عملية صنع القرار في وزارة العدل في ما يتعلق بالتحقيق، الذي كان قراراً مستقلاً من وزارة العدل ولم يكن مدفوعاً بقرار سياسي، وفقاً للمسؤولين.
The White House and the State Department told the Israeli government they were not behind the FBI decision to open an investigation into the killing of Palestinian American journalist Shireen Abu Akleh. https://t.co/mWcctwfXs5
— Axios (@axios) November 16, 2022
وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية يئير لبيد، قد قال في تغريدة على "تويتر": "لن يتم استجواب الجنود الإسرائيليين من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي أو أي هيئة أو دولة أجنبية أخرى، مهما كانت صديقة".
ووصف لبيد الجيش الإسرائيلي بأنه يتمتع بـ"الأخلاق"، زاعماً أنّ "الجنود وقادتهم... يحققون بدقة في أي حدث غير منتظم ويلتزمون بقيم الديمقراطية وقوانينها". وقال: "تم إبلاغ الأميركيين باحتجاجنا القوي".
ختم الموقع بقوله، إنه قد يكون هناك فرصة لحل الأزمة المتعلقة بتحقيق مكتب التحقيقات الفيدرالي قبل وصول الحكومة الإسرائيلية القادمة الأكثر تشدداً. لكن مع ذلك، لا يرى المسؤولون أنّ التحقيق سيكون له أي تداعيات عملية، وأنه سيبقى "خطوة رمزية من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي".
واستشهدت أبو عاقلة في 11 مايو/ أيار الماضي، وخلصت تحقيقات مؤسسات إعلامية وحقوقية فلسطينية وإسرائيلية ودولية إلى أنها أصيبت برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، خلال تغطيتها اقتحامه مدينة جنين، شماليّ الضفة الغربية المحتلة.
وجاء في بيان صدر عن عائلة الصحافية الفلسطينية الأميركية: "هذه خطوة مهمة"، مشيرة إلى أنّ السلطات الأميركية تتحمّل مسؤولية إجراء تحقيق "عندما يُقتل مواطن أميركي في الخارج، وخصوصاً عندما تتم عملية القتل بأيدي جيش أجنبي، كما هو الحال بالنسبة إلى شيرين".