استمع إلى الملخص
- أرسل التحالف الدولي تعزيزات عسكرية إلى عين العرب، تضمنت مدرعات وصهاريج وقود، وسط توترات سياسية ودبلوماسية حول المنطقة، التي تُعتبر ورقة تفاوض بيد قوات سوريا الديمقراطية.
- تخضع عين العرب لتفاهمات روسية تركية منذ 2019، لكن التطورات الأخيرة قد تؤدي إلى سيطرة تركية بدعم أميركي، وسط مخاوف أمنية تتعلق بوحدات حماية الشعب الكردية.
أكدت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) لـ"العربي الجديد" أنه لا توجد أي خطط لبناء قاعدة عسكرية أميركية في منطقة عين العرب (كوباني) في ريف حلب الشرقي، شمالي سورية، وأشارت الوزارة إلى أن القوات الأميركية تواصل وجودها في سورية بهدف منع إعادة تنظيم صفوف تنظيم "داعش".
وفي غضون ذلك، قام التحالف الدولي بإرسال تعزيزات عسكرية إلى مدينة عين العرب، ووصلت دفعات جديدة، اليوم الجمعة، استكمالاً لتعزيزات وصلت إلى المنطقة يوم أمس الخميس. وأشار "المرصد السوري لحقوق الإنسان" إلى وصول 13 مدرعة إلى عين العرب قادمة من قاعدة قسرك الواقعة في ريف الحسكة. كما قامت القوات الأميركية بنقل صهاريج وقود وعربات عسكرية من قاعدتي تل بيدر وقسرك إلى المنطقة.
ووفقاً للمرصد، فإن تعزيزات أمس الخميس تضمنت حوالي 20 شاحنة محملة بمدرعات وصناديق مغلقة وصهاريج وقود قادمة من إقليم كردستان العراق. كما أشار إلى وصول 47 شاحنة إضافية تحمل معدات عسكرية ولوجستية وكتلاً إسمنتية ومدرعات وصهاريج وقود إلى قاعدة قسرك، قبل أن تتوجه إلى عين العرب.
وقال الناشط الإعلامي جان علي، لـ"العربي الجديد" إن "خسارة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) السيطرة على منطقة عين العرب تعني خسارة سد تشرين، وهذا يتيح التقاء فصائل الجيش الوطني المسيطرة على أجزاء من ريف الحسكة الشرقي وريف الرقة الشمالي مع مناطق سيطرتهم في ريف حلب شمالي البلاد". وأضاف علي: "لعين العرب رمزية، نظراً إلى مجريات الحرب ضد تنظيم داعش عام 2014، حيث أصبحت نقطة تحول في الحرب ضد التنظيم"، مشيراً إلى أن "المنطقة نقطة تجاذب سياسي ودبلوماسي حالياً، وورقة تفاوض بيد قسد للمساومة مع تركيا و الحكومة السورية".
وتخضع منطقة عين العرب (كوباني) منذ عام 2019 لتفاهمات روسية تركية تقوم على تسيير دوريات مشتركة بعمق خمسة كم، لضمان خلو المناطق المحيطة بها من أي وجود عسكري لـ"قسد"، وهذه التفاهمات حالت دون سيطرة الفصائل السورية المدعومة من تركيا على المنطقة. إلا أن هذه التفاهمات فقدت قيمتها بعد سقوط نظام بشار الأسد في الثامن من ديسمبر/كانون الأول الماضي، وهو تطور يُرجَّح أن يليه انسحاب روسي من الأراضي السورية. في هذا السياق، يبدو أن أنقرة حصلت على ضوء أخضر من واشنطن الداعمة لـ"قسد" للسيطرة على عين العرب وإبعاد القوات الكردية منها.
وفي هذا الإطار، صرح منسق السياسات الاستراتيجية والاتصالات في مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي، الشهر الماضي، بأن الإدارة الأميركية تتفهم المخاوف الأمنية المشروعة لتركيا، لا سيما في ما يتعلق بالتهديدات الناجمة عن وحدات حماية الشعب الكردية وحزب العمال الكردستاني في سورية.