وصل قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، اليوم الأحد، إلى مدينة بورتسودان المطلة على البحر الأحمر في شرق البلاد، في خروج نادر له من العاصمة منذ بدء الحرب بين الجيش و"قوات الدعم السريع" قبل أكثر من أربعة أشهر.
وأفاد بيان صادر عن مجلس السيادة السوداني الذي يترأسه البرهان بأنه "وصل اليوم (الأحد) إلى مدينة بورتسودان بولاية البحر الأحمر".
وأضاف البيان أن نائب رئيس المجلس السيادي مالك عقار "كان في استقباله (البرهان) بمطار بورتسودان"، المدينة التي تقع بمنأى من أعمال العنف والقتال التي تتركز في العاصمة وضواحيها وإقليم دارفور في غرب البلاد.
وبشكل مفاجئ، ظهر البرهان، الخميس، في مدينة أم درمان، غربي الخرطوم، وهو يتجول بين جنود ومواطنين قبل أن يغادر إلى مدينة عطبرة شمالي السودان، ومنها إلى مدينة الدامر، أمس الجمعة، قبل وصوله إلى مدينة بورتسودان التي تحوّلت إلى عاصمة إدارية للبلاد عقب اندلاع القتال بين الجيش و"قوات الدعم السريع" في 15 إبريل/ نيسان الماضي.
وفي بورتسودان، كما ترجّح التوقعات، يدير البرهان الدولة بصفته الأخرى رئيساً لمجلس السيادة الانتقالي، وسط تسريبات عن نيته تشكيل حكومة تصريف أعمال. كما تشير التوقعات إلى أنّ البرهان سيتوجه في جولة خارجية إلى كل من مصر والسعودية.
وكان البرهان قد قضى حوالي 4 أشهر و10 أيام في مقر القيادة العامة للجيش وسط الخرطوم، وهو واحدة من النقاط الساخنة في القتال، وظهر خلالها مرات قليلة وهو يخاطب الضباط والجنود داخل القيادة، كما زار سلاح الإشارة على بعد كيلومترين تقريباً من مقر القيادة، في وقت كانت قوات الدعم السريع تتحدث فيه عن حصار تفرضه على البرهان وكبار ضباط الجيش في سرداب داخل القيادة، مهددة بالقبض عليهم في أي لحظة.
ولا يعرف على وجه الدقة كيف خرج البرهان من القيادة ووصل إلى أم درمان، لا سيما في ظل الانتشار الواسع لقوات الدعم السريع على طول المسافة بين الخرطوم وأم درمان، وسيطرتها على الكباري والجسور الرابطة بين المدينتين.
ميدانيا، استمرت الاشتباكات والغارات الجوية في العاصمة وضواحيها، بحسب ما أفاد شهود عيان.
وقال مصدر طبي في الخرطوم لـ"فرانس برس" الأحد: "قتل خمسة أشخاص من جراء سقوط صواريخ على المنازل".
وأسفرت الحرب عن مقتل نحو خمسة آلاف شخص، وفق منظمة "أكليد" غير الحكومية. لكن الحصيلة الفعلية تبدو أكبر لأن العديد من مناطق البلاد معزولة تمامًا، كما يتعذر دفن الكثير من الجثث المتناثرة في الشوارع، ويرفض الجانبان الإبلاغ عن خسائرهما.
وفي أربعة أشهر، أُجبر أكثر من 4.6 ملايين شخص على الفرار، وفق منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، التي أكدت أن "أكثر من 700 طفل ينزح بسبب الحرب في كل ساعة تمر".
والجمعة، حذرت الأمم المتحدة في بيان من أنّ الحرب والجوع يهددان بـ"تدمير" السودان بالكامل وبدفع المنطقة إلى كارثة إنسانية.
(فرانس برس، العربي الجديد)