يعقد البرلمان العراقي، غداً الأربعاء، جلسة استثنائية لانتخاب رئيس جديد له، خلفاً لرئيسه السابق محمد الحلبوسي، الذي أنهت المحكمة الاتحادية العليا عضويته بعد اتهامه بالتزوير، وسط توقعات بإخفاق البرلمان في إكمال نصابه القانوني للجلسة المقررة.
ونشر البرلمان العراقي وثيقة لجدول أعماله ليوم غد الأربعاء، تؤكد عقد جلسة لاختيار رئيس جديد له، وسط استمرار الخلافات بين الأحزاب السنية على المنصب وفقا لآلية المحاصصة الطائفية المعمول بها في العملية السياسية بعد الاحتلال الأميركي للبلاد عام 2003.
ومنذ قرار المحكمة الاتحادية القاضي بإنهاء عضوية الحلبوسي، منتصف الشهر الماضي، تعيش القوى السياسية العراقية خلافات وصراعات بشأن اختيار رئيس للبرلمان العراقي، فيما أخفق مجلس النواب باختيار بديل الحلبوسي في نهاية الشهر نفسه، ما دفعه لتأجيل الاختيار إلى إشعار آخر.
وقال النائب عن "الإطار التنسيقي" ثائر الجبوري، لـ"العربي الجديد"، اليوم الثلاثاء: "حتى الساعة لا يوجد أي اتفاق سياسي على اسم المرشح، لوجود عدة مرشحين وهذا الأمر يصعّب عملية الاختيار من قبل النواب، خصوصاً مع التوجهات السياسية المختلفة حتى داخل التحالف الواحد".
وبيّن الجبوري أنّ الحوارات مستمرة من أجل الوصول إلى توافق ما بين الأطراف السياسية المتحالفة ضمن ائتلاف إدارة الدولة، مشيراً إلى أن لا توافق على مرشح محدد رغم كل الحوارات خلال الأيام والساعات الماضية.
وقال إنّ "قوى الإطار تدفع القوى السنية لغرض الاتفاق على مرشح واحد، حتى تسهل عملية التصويت ولا تكون هناك خلافات جديدة".
انتخاب رئيس البرلمان العراقي إلى ما بعد انتخابات مجالس المحافظات
وأضاف: "نتوقع إخفاقاً جديداً بقضية انتخاب رئيس جديد يوم غد، بسبب عدم وجود التوافق السياسي"، لافتاً إلى أن "الانتخاب سيكون بعد انتخابات مجالس المحافظات (مقررة في 18 ديسمبر/ كانون الأول الجاري)، وبعد انتهاء العطلة التشريعية، خصوصاً أنّ النواب حالياً منشغلون في الدعاية الانتخابية لمرشحي كتلهم وهناك صعوبة في جمعهم وتحقيق النصاب، لكن يبقى الأمر مرهوناً بحصول الاتفاق ونعتقد أن هناك صعوبة بذلك حالياً".
من جهته، قال محمد العلوي القيادي بحزب "تقدم"، الذي يرأسه الحلبوسي في تصريح صحافي، إنه "حتى اللحظة لا يوجد أي اتفاق سياسي على دعم القوى السياسية لمرشح محدد لرئاسة البرلمان العراقي، ونحن في حزب (تقدم) حتى اللحظة لم نقرر المشاركة أو عدمها بجلسة يوم الأربعاء، وهذا الأمر يعتمد على نتائج الحوارات المرتقبة وننتظر التوجيه بذلك من قبل الحلبوسي".
وبيّن العلوي أنّ "منصب رئيس البرلمان العراقي من استحقاق حزب (تقدم) وسيبقى من حصتنا، كما نعتقد أن حسم اختيار رئيس البرلمان سيكون بعد انتخابات مجالس المحافظات، وجلسة يوم الأربعاء ربما تؤجل من جديد إلى إشعار آخر، خصوصاً وأن حزب (تقدم) منشغل حالياً فقط بملف الانتخابات".
وقال المحلل السياسي ماهر جودة، لـ"العربي الجديد"، اليوم الثلاثاء، إنّ "الخلافات مستمرة بين كل الأطراف السياسية، والصراع ليس منحصراً في القوى السنية، وهذا يؤكد صعوبة انتخاب رئيس جديد للبرلمان خلال جلسة يوم غد، والمعطيات تؤكد أنها ستؤجل إلى إشعار آخر، كحال الجلسة السابقة".
وبيّن جودة أن "هناك توجهاً سياسياً من قبل أطراف سياسية شيعية وسنية من أجل تأجيل انتخاب رئيس البرلمان العراقي الجديد، إلى ما بعد انتخابات مجالس المحافظات، فهناك أطراف تريد استغلال هذا الملف كورقة ضغط على الأطراف السياسية بشأن تشكيل الحكومات المحلية".
وأضاف أنّ "انتخاب رئيس البرلمان العراقي لا يمكن إلا من خلال الاتفاق السياسي الجامع، وأي تغيير بهذا العرف السياسي، سيخلق مشاكل سياسية جديدة، وهذا ما لا تريده غالبية الأحزاب، فهي تريد استمرار الاستقرار السياسي، حتى لا يؤثر على العمل والأداء الحكوميين".
وبحسب مصادر سياسية مطلعة تحدثت لـ"العربي الجديد" في وقت سابق، فإنّ أبرز المرشحين لشغل منصب رئيس البرلمان العراقي هم: سالم العيساوي، وشعلان الكريم، وعبد الكريم عبطان، وفلاح زيدان، ومزاحم الخياط، وزياد الجنابي، ويحيى المحمدي، ومحمود المشهداني.