أفاد مساعد رئيس مجلس النواب التونسي، المجمدة أعماله بقرارات وصفت بـ"الانقلابية"، ماهر المذيوب بأن مكتب البرلمان، المنعقد اليوم الاثنين، قرر عقد جلسة عامة الأربعاء المقبل للنظر في إلغاء "الإجراءات الاستثنائية" التي أقرها الرئيس قيس سعيّد في 25 يوليو/تموز 2021.
وانعقد مكتب مجلس النواب، صباح الاثنين، برئاسة راشد الغنوشي وحضور أغلبية أعضائه.
وبحسب المذيوب في بيان نشره على صفحته في "فيسيوك"، فإن مكتب المجلس نظر في طلب كتابي مقدم من 30 نائباً لعقد جلسة عامة لإلغاء العمل بالإجراءات الاستثنائية، وطلب ثان بعقد جلسة للنظر في الأوضاع المالية والاقتصادية والاجتماعية الخطيرة البلاد.
وأشار المذيوب إلى أن "مكتب المجلس يتكون من الرئيس راشد الغنوشي والنائب الأول سميرة الشواشي، والنائب الثاني طارق الفتيتي"، فضلاً عن 10 مساعدين، هم "عبد اللطيف العلوي وسامية عبو ومبروك كورشيد وسفيان طوبال وجميلة دبش الكسيكسي وخالد الكريشي وماهر المذيوب وحافظ الزواري ونوفل الجمالي وعبير موسي".
وأوضح مساعد رئيس مجلس النواب التونسي: "جميع أعمال رئيس مجلس نواب الشعب وأعضائه المتعلقة بمهامهم النيابية تخضع حالياً للفصل 80 من دستور الجمهورية التونسية، الذي ينص على بقاء مجلس نواب الشعب بالجمهورية التونسية في حالة انعقاد دائم".
واستطرد: "لذلك، يعد تأويل سعيّد بتعليق ثم تجميد أعمال المجلس وبقاء أعضائه رهائن لأجندته الشخصية غير دستوري".
وكان عدد من النواب المستقلين وقعوا، أول من أمس السبت، على بيان لعقد جلسة برلمانية تشاورية لـ"بحث السبل الدستورية وإيجاد مخرج دستوري للأزمة السياسية والاقتصادية في البلاد، بغاية إنهاء الإجراءات الاستثنائية، ووضع أسس لحوار وطني يفتح لمسار تصحيح حقيقي، يؤدي إلى إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية سابقة لأوانها".
وقال العياشي الزمال، أحد النواب الموقعين على البيان، في تصريح سابق لـ"العربي الجديد"، إن "مجموعة من النواب المستقلين قرروا، بعد التشاور، تحمل المسؤولية، لأن الوضع بعد مضي 8 أشهر من الفترة الانتقالية تميز بغياب الإصلاحات والمحاسبة ومقاومة الفساد".
وأكد الزمال: "تبين أن رئيس الجمهورية له برنامجه الخاص الذي يسير في اتجاهه، وكان لا بد للنواب من التحرك".
وسخر الرئيس قيس سعيّد من دعوات نواب البرلمان لعقد اجتماع لهم، قائلا: "ليجتمعوا في مركبة فضائية".
وقال سعيّد، خلال استقباله أمس الأحد بقصر قرطاج رئيسة الحكومة نجلاء بودن، إن "من يحلم بالعودة إلى الوراء واهم وواهم وواهم. ولن تتحقق أضغاث أحلامه". وأضاف: "من يريد أن يجتمع خارج هذا الفضاء فليجتمع في المركبة الفضائية في السماء. لكن المجلس مجمّد، وأي قرار سيتم اتخاذه هو خارج التاريخ والجغرافية".
وكان مساعد الغنوشي أكد، السبت، أن "برلمان تونس ينوي تنظيم جلسة عامة" على الرغم من قرار التجميد الذي أعلنه سعيّد قبل أشهر.
وسبق للبرلمان أن نظم جلسة "عن بعد" بمشاركة عدد من النواب، لكن لا تأثير لقراراته على الوضع السياسي المتأزم في البلاد.
وأغلقت قوات الأمن البرلمان منذ قرار سعيد إعلان التدابير الاستثنائية في البلاد في يوليو/تموز الماضي.
وتعاني تونس من أزمة سياسية منذ 25 يوليو/ تموز 2021، حين بدأ سعيّد فرض إجراءات استثنائية، منها تجميد اختصاصات البرلمان، وإصدار تشريعات بمراسيم رئاسية، وإقالة الحكومة وتعيين أخرى جديدة.
وترفض غالبية القوى السّياسية والمدنية في تونس تلك الإجراءات، وتعتبرها "انقلاباً على الدستور".