البرلمان الإيراني: أميركا وأوروبا تستدرجان إيران إلى التراجع عن مواقفها في مباحثات فيينا
أصدر مركز البحوث التابع للبرلمان الإيراني، وهو مركز بحثي مهم يقدم المشورة لصناع القرار الإيرانيين، اليوم الأحد، تقييماً لجولات المباحثات النووية الدائرة في فيينا بين إيران والولايات المتحدة بشكل غير مباشر، وبحضور جميع أطراف الاتفاق النووي المكونة من فرنسا وبريطانيا وألمانيا والصين وروسيا.
وقال المركز البحثي الإيراني إن الولايات المتحدة "ليست لديها إرادة سياسية لرفع جميع العقوبات"، مؤكداً أن "تقييم اجتماعات فيينا يظهر أن أميركا وأوروبا تعملان على تطبيق مسار يجبر فريق إيران المفاوض على التراجع عن مواقفه الأساسية".
وأضاف المركز في تقييمه، الذي نشره على موقعه، أن "ثمة قناعة بدأت تتشكل لدى الدول الغربية بأن إيران قد قبلت بعودة متزامنة للاتفاق النووي والتحقق الروتيني من رفع العقوبات"، مؤكداً أن هذه الأطراف بعد تشكل هذه القناعة لديها، تسعى إلى "إرغام إيران على القبول برفع جزء من العقوبات تحت ضغط سياسي وإعلامي".
واتهم مركز بحوث البرلمان الإيراني، الذي يسيطر عليه المحافظون، جهات داخل إيران بتقديم الدعم لهذه الخطة الغربية من خلال التركيز على "عدم إهدار الفرصة" و"منع تحميل إيران المسؤولية".
وأضاف أن الانتخابات الرئاسية الإيرانية المزمع إجراؤها يوم 18 يونيو/ حزيران المقبل، وانتهاء صلاحية الاتفاق الموقت بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية خلال يونيو/ حزيران المقبل، "لا يشكلان تبريراً مناسباً للاستعجال في المفاوضات".
وأوضح أن "من وجهة النظر الأميركية، على إيران تنفيذ جميع تعهداتها مقابل قبولها بتنفيذ أميركا الحد الأدنى من التزاماتها"، منتقداً تصريحات رئيس وفد إيران التفاوضي، عباس عراقجي، حول العودة (الأميركية الإيرانية) إلى الاتفاق النووي "في مرحلة واحدة"، و"التحقق السريع والمريح" من رفع العقوبات، وأضاف أن هذا الموقف "أثار غموضاً وإبهامات".
وشدد المركز البحثي الإيراني على أن التحقق الحقيقي من رفع العقوبات "لا يمكن خلال عدة ساعات أو عدة أيام، والعملية بحاجة من 3 إلى 6 أشهر".
وقدم توصيات بضرورة التزام "السياسة القطعية" في التعامل مع تنفيذ الاتفاق النووي، داعياً إلى ضرورة رفع جميع العقوبات المرتبطة بالملف النووي أو غير المرتبطة به، والتحقق العملي من رفعها، قبل عودة إيران إلى التزاماتها.
وعقدت أطراف الاتفاق النووي جولتين من المباحثات في فيينا الجمعة (2 إبريل) والثلاثاء الماضيين، مع كل من إيران والولايات المتحدة، على أن تستكمل الأربعاء المقبل.
ومن المقرر أن تلتئم اللجنة المشتركة للاتفاق النووي على مستوى مساعدي وزراء الخارجية اليوم لتقييم نتائج مشاورات مجموعتي عمل تشكلتا خلال الجولة الأولى من المباحثات يوم الثاني من الشهر الجاري، الأولى لمناقشة العقوبات التي يجب أن ترفع، والثانية لمناقشة الإجراءات النووية التي يجب أن تتخذها طهران.