البحرين تدعو مواطنيها إلى مغادرة لبنان مع تصاعد الأزمة

03 نوفمبر 2021
حذّرت البحرين مواطنيها من السفر إلى لبنان بشكل دائم (محمد الشيخ/ فرانس برس)
+ الخط -

حثت البحرين، يوم الثلاثاء، جميع مواطنيها في لبنان على المغادرة فوراً، مع تصاعد الأزمة الدبلوماسية بين دول الخليج العربية ولبنان الذي يعاني ضائقة مالية.

وأمرت وزارة الخارجية البحرينية، في بيان لها، جميع البحرينيين بمغادرة لبنان "بسبب الوضع المتوتر هناك، الأمر الذي يتطلب الحذر"، وذلك بعد أيام من قيام الإمارات بخطوة مماثلة. وحذّرت الوزارة مواطنيها من السفر إلى لبنان "بشكل دائم لتجنب تعرضهم لأية مخاطر".

وسحبت المملكة العربية السعودية والبحرين والإمارات العربية المتحدة والكويت سفراءها من بيروت بسبب تصريحات وزير الإعلام جورج قرداحي.

واستدعت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، الثلاثاء، سفيرها لدى لبنان عبد الله الدعيس للتشاور في ما وصفتها بـ"التصريحات المستهجنة" من وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، التي انتقد فيها التدخل العسكري للتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن.

وجاء التحاق اليمن بعدد من دول الخليج التي سحبت سفراءها من بيروت، متأخراً رغم أنّ اليمن كان محوراً رئيساً للأزمة المستمرة منذ الأسبوع الماضي، واقتصر الموقف اليمني طوال الأيام الماضية على التنديد فقط بتصريحات قرداحي.

وتكررت تعليقات الوزير قرداحي على الإنترنت خلال الأسبوع الماضي، ما أثار حفيظة منطقة الخليج العربية التي أطلقت سلسلة من الخطوات العقابية التي تزيد من عزلة لبنان وتهدد بتقسيم حكومته الائتلافية الجديدة، المكلفة الآن وقف التدهور الاقتصادي في البلاد.

ويشنّ تحالف عسكري تقوده السعودية حملة جوية في اليمن منذ 2015 على الحوثيين المدعومين من إيران بعد اجتياحهم العاصمة صنعاء. إلى جانب سحب مبعوثيهم، طردت الدول الأربع سفراء لبنان لديها. وحظرت المملكة العربية السعودية جميع الواردات اللبنانية، في ضربة كبيرة لبلد في أمسّ الحاجة إلى العملة الأجنبية.

لبنان في عنق الزجاجة.. هل يستقيل قرداحي بعد التصعيد الخليجي؟

هذا وحاول رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي على هامش قمة المناخ في غلاسكو الاسكتلندية (كوب 26)، طلب المساعدة في حلّ الأزمة الجديدة مع السعودية وبعض دول الخليج، والاستغاثة للحصول على دعم مالي، في ظلّ تسارع مسار الانهيار الاقتصادي.

ولم تنجح مشاوراته واتصالاته حتى اللحظة في تخفيف حدّة الأزمة مع الرياض، أو أقلّه فرملة الإجراءات الصارمة التي يتخذها أغلب الدول الخليجية في المجالات كافة، في مؤشر على عمق الخلاف وصعوبة الخروج منه هذه المرّة.

وأعلن أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، عزمه على إيفاد وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إلى بيروت قريباً، للبحث في السبل الكفيلة بدعم لبنان، واستكمال البحث في الملفات المطروحة، ولا سيما معالجة الأزمة اللبنانية – الخليجية.

وزير الخارجية اللبناني يردّ على صحيفة سعودية

إلى ذلك، ردّ وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب، على صحيفة سعودية اتهمته بأنه "أظهر حقده على السعودية ودول الخليج، وانسجامه مع دعاية تنظيم "حزب الله""،  قائلاً إنه يسعى لفتح باب الحوار.

وكانت صحيفة "عكاظ" السعودية قد أوردت الثلاثاء أنها حصلت على "تسجيلات تظهر حقد بو حبيب على السعودية ودول الخليج، وانسجامه مع الدعايات المغرضة التي يروجها زعيم مليشيا حزب الله (حسن نصر الله) وأعوانه في طهران".

وقالت الصحيفة، بحسب ما نقلته وكالة "الأناضول"، إنّ "تصريحات بو حبيب أدلى بها لمجموعة من الصحافيين على خلفية الأزمة الدبلوماسية الأخيرة مع السعودية، لكنه حاول التراجع عنها، مطالباً إياهم بإخفائها وعدم نشرها، بعد أن نصحه مستشاروه بذلك".

ورداً على الصحيفة، لم ينفِ وزير الخارجية إجراء المقابلة والتسجيلات، إلا أنه أوضح في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي أنّ "اللقاء الصحافي كان مقرراً موعده قبل نشوء الأزمة الراهنة الخميس الماضي 28 أكتوبر/تشرين الأول".

وأضاف: "يهمني التأكيد أن هدف هذه المقابلة كان السعي إلى فتح باب الحوار وإزالة الشوائب بغية إصلاح العلاقة مع المملكة العربية السعودية وإعادتها إلى طبيعتها، وهو الهدف الذي أعمل جاهداً لأجله".

ومما ذكرته الصحيفة أنّ "الوزير بدا منفعلاً من القرار الخليجي"، وقال: "إذا كنا لا نستطيع أن نختلف، لا اريد هكذا أخوة، اليوم إذا أقالوا قرداحي ماذا سنحصد من المملكة؟ لا شيء. سيطلبون أموراً أكثر".

وبحسب الصحيفة، فإن "وزير خارجية لبنان خفف من أهمية الدعم المالي الخليجي إلى لبنان، ولم يتردد في التأكيد أن (حزب الله) مشكلة في لبنان وللبنان، وقال إن الأميركيين كانوا يطلبون منا بشدة خلال عهد ترامب التخلص من (حزب الله)".

واتهمت الصحيفة السعودية "الوزير اللبناني بأنه قلل من شأن دول الخليج وتعدى على سيادتها، وأطلق اتهامات لا مسؤولة تجاه المملكة، على نحو يعكس توجهات نظام بلاده السياسي وفق رؤى الحزب (حزب الله) الخاضع لوصاية إيرانية".

وقال الوزير في بيانه: "كنت أتمنى من الصحيفة أن تساعدنا في السعي إلى حل هذه الأزمة بدلاً من نشر سرديات مجتزأة ومغلوطة تصبّ الزيت على النار، لتأجيج محاولات مد جسور التلاقي".

ولفت بيان الوزير إلى أنه "سيصدر توضيحاً مفصلاً في شأن هذا الموضوع"، آملاً "من كل وسائل الإعلام أن تكون وسيلة للتقارب لرأب الصدع".

المساهمون