أعلنت الرئاسة اللبنانية أن البابا فرنسيس قرّر زيارة لبنان، في شهر يونيو/حزيران المقبل، على أن يُصار إلى تحديد التاريخ وبرنامج الزيارة وموعد الإعلان عنها رسمياً بالتنسيق بين الجانبين.
وستكون زيارة البابا فرنسيس، المقرَّرة في يونيو/ حزيران، بعد استحقاق أساسي يفترض أن يخوضه لبنان في 15 مايو/أيار المقبل، وهو الانتخابات النيابية التي يتطلع إليها الخارج والمجتمع الدولي "كفرصة بيد الشعب اللبناني لإحداث التغيير الذي يطمحون إليه، ورفعوا شعاراته في انتفاضة 17 أكتوبر 2019، وكمطلب رئيسي مرفق ببرنامج إصلاحي شامل لتقديم الدعم المالي القادر على النهوض بالبلد اقتصادياً".
وتبلّغ الرئيس اللبناني ميشال عون القرار عبر رسالة خطية من بابا روما، سلّمه إياها السفير البابوي في لبنان المونسنيور جوزف سبيتري، خلال لقائهما بعد ظهر اليوم الثلاثاء في قصر بعبدا الجمهوري.
وأوردت الرئاسة اللبنانية، في بيان، أن "الرئيس عون أعرب عن سعادته لتلبية قداسة البابا الدعوة التي كان جددها له لزيارة لبنان خلال لقائهما الأخير في الفاتيكان يوم الاثنين 21 مارس/آذار الماضي"، مشيراً إلى أن "اللبنانيين ينتظرون هذه الزيارة منذ مدة للتعبير عن امتنانهم لمواقف قداسته تجاه لبنان وشعبه وللمبادرات التي قام بها والصلوات التي رفعها من أجل إحلال السلام والاستقرار فيه والتضامن مع شعبه في الظروف الصعبة التي يمرّ بها".
ووجه عون، خلال لقائه البابا فرنسيس ضمن جولة قام بها على العاصمة الإيطالية روما، دعوة رسمية لزيارة البلاد، والذي قال بدوره إنه "يصر أكثر من أي وقتٍ مضى على أن يزور لبنان لإعادة إحياء الرجاء فيه".
وقال البابا فرنسيس إن "للبنان مكانة خاصة في صلاته وفي صلب اهتماماته على الرغم من الوضع الدولي المتأزم على أكثر من صعيد وهو لا يغيب عن اهتمامات الكرسي الرسولي".
وأشار إلى أنه "يطلع بأسى على ما آلت إليه الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة في لبنان"، مشدداً على أنه "يسعى مع الجميع في العالم من أجل الحفاظ على هذا الوطن".
وطلب عون من بابا الفاتيكان خلال لقائهما الاستمرار في دعم لبنان ومساندته في المحافل الدولية والإقليمية، واضعاً إيّاه في أجواء العمل الذي يقوم به لبنان لوضع خطة التعافي والانطلاق بها من أجل قيامته.
ويعتبر الرئيس اللبناني أن "إيطاليا تقوم بتقديم مساعدات اقتصادية بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي وهي بإمكانها أيضاً أن تلعب دوراً سياسياً، إذ إن أي مساعدة تقوم على دعم الأطراف اللبنانيين للتلاقي والتوافق على حل يكون أمر مفيداً"، وفق ما أكد في حديثه إلى إحدى الصحف الإيطالية.
وتعرّض الرئيس اللبناني، خلال زيارته روما، لموجة انتقادات سياسية، خصوصاً من الأحزاب التقليدية المعارضة التي اعتبرت أن عون حمل لواء الدفاع عن "حزب الله" وموقعه الشرعي كمكوّن أساسي في لبنان، جاعلاً منه أحد حماة المسيحيين في البلاد، في مواقف وضعت في الإطار الانتخابي في ظل حاجة فريق رئيس الجمهورية، ولا سيما صهره رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، للتحالفات القادرة على كسبه مقاعد انتخابية وتخفيف حدّة الخسائر المتوقع أن تلحقَ به بينما كان يتربّع على عرش الأكثرية المسيحية، خصوصاً أن الانتخابات النيابية محطّة يراهن عليها لتعبّد طريقه إلى رئاسة الجمهورية.
وأكد عون أن "ليس لحزب الله من تأثير بأي طريقة على الواقع الأمني للبنانيين في الداخل"، مشدداً على أن "الحزب الذي قام بتحرير الجنوب اللبناني من الاحتلال الإسرائيلي مكون من لبنانيين عانوا من الاحتلال، ومقاومة الاحتلال ليس إرهاباً"، على حدّ تعبيره.
ولا تلتقي مواقف الرئيس عون في هذا الإطار مع تلك التي يطلقها البطريرك الماروني بشارة الراعي ويصوّب فيها دوماً على "حزب الله" والتي تتركز دائماً على اعتماد نظام الحياد الإيجابي في علاقات البلاد الخارجية، ورفض تحويل لبنان إلى ساحة لصراعات المنطقة ومنصة صواريخ وجبهة قتال.