الانفصاليون يضعون شروطاً لعودة الحكومة اليمنية: خطوط حمراء للبقاء

27 ديسمبر 2020
تشير تصريحات بن بريك إلى أن الحكومة اليمنية ستكون منزوعة المخالب (فيسبوك)
+ الخط -

وضع المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً، شروطاً جديدة في مقابل السماح للحكومة اليمنية الجديدة بالعودة إلى عدن وممارستها مهامها بدون تدخلات، وذلك غداة أداء مراسم اليمين الدستورية في العاصمة السعودية الرياض.

وتزامنت التحذيرات التي أطلقها الزعيم السلفي، هاني بن بريك، مع استكمال قوات التحالف السعودي الإماراتي والسلطات المحلية في العاصمة اليمنية المؤقتة، الترتيبات لاستقبال حكومة الشراكة الجديدة، التي يشارك فيها الانفصاليون بخمسة وزراء من إجمالي 24. 

وقالت مصادر حكومية لـ"العربي الجديد"، إن السعودية دفعت بآليات عسكرية مختلفة وقوات إلى مديرية صيرة التي يقع في نطاقها قصر معاشيق الرئاسي في مدينة كريتر، بهدف تأمين مقر إقامة الحكومة الجديدة التي تأجل موعد وصولها إلى اليومين القادمين، بعد أن كان مقرراً اليوم الأحد. 

وأشارت المصادر إلى أن قوات سعودية ويمنية ستتولى تأمين المنطقة التي تربط مقر إقامة الوزراء في قصر معاشيق الرئاسي إلى مقر الأمانة العامة لمجلس الوزراء في مديرية خور مكسر، التي من المتوقع أن تشهد اجتماعات مكثفة عقب وصول الحكومة. 

ولا يُعرف ما إذا كان وزير الإدارة المحلية، حسين الأغبري، سيلتحق بالحكومة الجديدة إلى عدن رغم عدم تأدية اليمين الدستورية في الرياض أمام الرئيس عبد ربه منصور هادي، والاكتفاء بمراسم افتراضية عبر الإنترنت، أو أن التنظيم الناصري الذي ينتمي إليه سينفذ تهديداته وينسحب رسمياً من الحكومة. 

وفي السياق، أعلن المجلس الإعلامي لمحافظة عدن، أن المحافظ أحمد لملس، ترأس الأحد اجتماعاً لمناقشة الترتيبات لاستقبال الحكومة عند وصولها من العاصمة السعودية الرياض. 

وقال بيان صحافي إن الاجتماع ناقش كل الترتيبات لاستقبال الحكومة، وفي مقدمتها قوائم المستقبلين من مسؤولين مدنيين وعسكريين وشخصيات اجتماعية وإعلاميين، وأقر مراسم الاستقبال في المطار، وخط سير موكب الحكومة والتجهيزات الأمنية. 

وتزامنت الترتيبات مع تحذيرات جديدة أطلقها المجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً للحكومة الجديدة، حيث وضع نائب رئيس المجلس، الزعيم السلفي، هاني بن بريك، ما يشبه الخطوط الحمراء لاستمرار بقائها في عدن. 

ودعا بن بريك، في تغريدة على تويتر، الحكومة ووزراءها إلى احترام الرأي العام في الجنوب، وأن يكون تركيزها على الخدمات فقط، وتوجيه الجهود العسكرية لمواجهة جماعة الحوثيين. 

واعتبر الزعيم الانفصالي ذكر وزراء الشرعية لمفردة الوحدة اليمنية، وجلبها في كل خطاب، أنه يستفز الجنوبيين ولا يساعد على النجاح، داعياً إياهم إلى التعقل. 

وتشير تصريحات بن بريك إلى أن الحكومة اليمنية ستكون منزوعة المخالب، ولن يكون بمقدورها رفع علم الجمهورية اليمنية في المناسبات الرسمية داخل عدن، التي باتت أعلام التشطير الانفصالية ترتفع في شوارعها ومقرات مؤسسات الدولة. 

وكان خبراء قد أكدوا في وقت سابق لـ"العربي الجديد" أن الحكومة الجديدة ستكون مشلولة ومحدودة الصلاحيات، وستجد نفسها محاصرة في قصر معاشيق الرئاسي، في ظل استمرار الهيمنة العسكرية والأمنية للمجلس الانتقالي على العاصمة المؤقتة عدن. 

وقال الخبراء إن المؤشرات تؤكد أنه لكن يكون بمقدور جميع الوزراء ممارسة مهامهم من عدن، وأن المجلس الانتقالي لن يسمح بعمل إلا من ترضاه الإمارات، وهو ما سيجعل بعض الوزراء يمارسون مهامهم من الرياض، كما فعلت الحكومات المتعاقبة منذ 2015.

 

 

 

المساهمون