الانتخابات الرئاسية الإيرانية: حظوظ بزشكيان وجليلي في الجولة الثانية

29 يونيو 2024
من مركز اقتراع في طهران خلال الانتخابات الرئاسية الإيرانية، 28 يونيو 2024 (فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- الإيرانيون يستعدون للجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية بعد عدم حسم النتائج في الجولة الأولى، مع تصدر المرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان بنسبة 43% والمرشح المحافظ سعيد جليلي بـ38%، مما يشير إلى منافسة حاسمة بين التيارين.
- المعسكر المحافظ يوحد صفوفه خلف جليلي لمنع عودة الإصلاحيين للسلطة، بينما يرى الإصلاحيون فرصة لبزشكيان في استقطاب المقاطعين والمتقاعسين لزيادة حظوظه في الفوز.
- تحليلات توقع منافسة شديدة في الجولة الثانية، مع تأكيدات على أن الفوز سيكون فرصة لفتح آفاق جديدة لإيران، وتشديد على أهمية الحشد والدعم من كلا الجانبين لضمان النجاح.

سيكون الإيرانيون على موعد مع الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الإيرانية الجمعة المقبل، بعدما لم تُحسم نتائجها في جولتها الأولى أمس الجمعة، حيث لم يحصل أي من المرشحين على أكثر من نصف أصوات الناخبين المشاركين في الانتخابات، إذ حاز المرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان، الذي تصدر النتائج، على نحو 43% من مجموع الأصوات التي بلغت 24 مليوناً و500 ألف صوت.

وينافس بزشكيان في الجولة الثانية المرشح المحافظ سعيد جليلي المحسوب على التيار المحافظ، والذي حصل على 38% من الأصوات في الجولة الأولى. وستشهد الانتخابات الرئاسية الإيرانية في جولتها الثانية منازلة أكبر من الجولة الأولى، حيث كان يشارك عدد من المرشحين المحافظين في مواجهة المرشح الإصلاحي الوحيد، لكن في جولة الإعادة يوم الجمعة المقبل، سيقف جميع أقطاب وتيارات المعسكر المحافظ خلف جليلي لإيصاله إلى سدة الرئاسة، لقطع الطريق أمام بزشكيان وعودة الإصلاحيين إلى الحكم، إذ حصل محمد باقر قاليباف وجليلي، المرشحين المحافظين، معاً، على نحو 13 مليون صوت في الجولة الأولى، أي قرابة ثلاثة ملايين صوت أكثر من المرشح الإصلاحي.

وفور الإعلان عن النتيجة النهائية للانتخابات اليوم السبت، أعلن قاليباف دعمه لجليلي داعياً "جبهة الثورة الإسلامية" إلى الوقوف بقوة إلى جانبه. وقال قاليباف في بيان: "علينا جميعاً بذل الجهود لظفر الدكتور جليلي برئاسة الدولة المقبلة"، مضيفاً أنه رغم احترامه لبزشكيان "أدعو جميع قوى الثورة وأنصارها إلى منع عودة تيار هو المتسبب في جزء مهم من مشكلات البلاد الاقتصادية والسياسية إلى السلطة".

ويقول البرلماني الإيراني الإصلاحي السابق جلال جلالي زادة، لـ"العربي الجديد"، إن الانتخابات الرئاسية الإيرانية يوم الجمعة المقبل "حاسمة وأكثر تنافسية وحساسية" بين مرشحي التيارين الإصلاحي والمحافظ، مشيراً إلى أنه "إذا ما نظرنا إلى نسبة الأصوات التي حصل عليها كل منهما في الجولة الأولى، فإن بزشكيان لديه حظوظ أكبر"، مستطرداً بأن وجود قاعدة تصويتية ثابتة للتيار المحافظ يصب في مصلحة جليلي في الانتخابات المقبلة، ومعتبراً أن نجاح بزشكيان يتوقف على مدى نجاحه في إقناع مقاطعي الانتخابات، وثم المشاركين في الجولة الأولى، بالمشاركة في الجولة الثانية.

ويرى أنه في حال نجح بزشكيان في دفع ثلث المقاطعين والمشاركين في الجولة الأولى بالتصويت له يوم الجمعة المقبل، "فسيكون هو الفائز". ويتابع جلالي زادة بأن انتخابات الجمعة المقبل هي الفرصة الوحيدة لعودة الإصلاحيين إلى السلطة، لكن إذا فاز المحافظون، فسيبقى الباب مغلقاً أمام المعسكر الإصلاحي لفترة زمنية طويلة.

إلى ذلك، أعلن الناشط لطف الله فروزندة، رئيس الحملة الانتخابية للمرشح الرئاسي المنسحب علي رضا زاكاني، أن الحملة ستوظف كل قدراتها وطاقاتها في أنحاء البلاد لفوز مرشح "جبهة الثورة"، أي جليلي. كما أكد المرشح المحافظ المنسحب أمير حسين قاضي زادة هاشمي أن "جميع الحريصين اليوم أمام مسؤولية دعم مرشح جبهة الثورة"، داعياً جميع أبناء المعسكر المحافظ لدعم جليلي.

وفي السياق، يرى الناشط الإيراني علي رضا كميلي، المقرب من المرشح سعيد جليلي، لـ"العربي الجديد"، أن "حظوظه أكبر، بسبب تدفق معظم أصوات قاليباف نحو سلته"، موضحاً أيضاً أن هناك شرائح مهمة في القرى والمناطق المتدنية في المدن لم تشارك في الجولة الأولى، بينما دعمت الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي في الانتخابات الرئاسية الإيرانية السابقة، "لكن اذا شاركت وصوتت لجليلي في الجولة الثانية، فسيفوز هو حتماً".

من جهته، يعتبر الخبير الإيراني سلمان كديور أن المرشح بزشكيان "ليس أمام حظوظ كثيرة، إلا اذا تمكن من استقطاب شريحة المتقاعسين والمقاطعين" للانتخابات. ويضيف في حديثه مع "العربي الجديد" أن نسبة مشاركة 40% المتدنية ستمنح المقاطعين المزيد من الطاقة للتمسك بموقفهم المقاطع للانتخابات، مؤكداً في الوقت نفسه أن "عنصر الخوف (من جليلي) له دوره المؤثر أيضاً في فوز السيد بزشكيان"، مشيراً إلى أن ذلك يتوقف على مدى نجاح المرشح الإصلاحي في إخافة الشارع الانتخابي من "تيار جليلي الأصولي المتشدد وتبعات ذلك على المجتمع".

ويستبعد كديور زيادة أصوات المرشح المحافظ في الانتخابات المقبلة قائلاً إنها "مجمدة، لكن سلة السيد بزشكيان أكثر كثافة"، مشيراً إلى أن حظوظه ستزداد إذا تمكن من الحصول على دعم أصوات من سلة قاليباف أيضاً. وأعلنت رئيسة جبهة الإصلاحات الإيرانية آذر منصوري أيضاً أن "الشعب الإيراني العظيم هو المنتصر في الانتخابات حتى هذه اللحظة"، قائلة إن التصويت لبزشكيان "سيفتح "آفاقاً أخرى أمام الشعب وإيران العزيزة".