استمع إلى الملخص
- أظهرت استطلاعات الرأي تقدم هاريس بين الناخبين الشباب، خاصة في الولايات المتأرجحة، مع تزايد نسبة الشباب الذين يخططون للتصويت شخصياً في يوم الانتخابات.
- تشهد الحملات الانتخابية إنفاقاً كبيراً على الإعلانات، حيث تركز هاريس على قضايا الاقتصاد والضرائب، بينما يسعى الجمهوريون لزيادة نسبة التصويت المبكر لصالح ترامب.
واصل المرشحان إلى الانتخابات الرئاسية الأميركية الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطية كامالا هاريس، جولاتهما الانتخابية، مع بقاء 10 أيام فقط على يوم الانتخابات في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وظهر بشكل واضح تركيزهما على فئة الشباب التي يتوقع أن تحسم نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية حال تصويتهم. كما أظهر آخر استطلاعات الرأي لصحيفة نيويورك تايمز تعادل فرص المرشحين على المستوى الوطني بنسبة 48% لكل منها، وهو ما تكرر في استطلاع رأي لشبكة "سي أن أن"، نشر الجمعة الماضي، بنسبة 47%. ونادراً ما كان الناخبون منقسمين بالتساوي في الاستطلاعات بنفس التوقيت في السنوات الماضية، وهو ما يكشف مدى صعوبة وتقارب السباق.
من المتوقع أن يلعب الشباب دوراً رئيسياً في حسم نتيجة السباق للبيت الأبيض
تبلغ نسبة الشباب المؤهلين للتصويت 41 مليوناً، بزيادة قدرها 8 ملايين عن انتخابات 2020، من بين إجمالي 244 مليون شخص مؤهلين للتصويت في الانتخابات الرئاسية الأميركية. وتختلف شروط التصويت من ولاية إلى أخرى، حيث تلزم ولايات المقيمين بها بضرورة التسجيل، بينما يحق التصويت للبعض في ولايات أخرى تلقائياً.
دور الشباب في حسم الانتخابات الرئاسية الأميركية
من المتوقع أن يلعب الشباب دوراً رئيسياً في حسم نتيجة السباق المتقارب للبيت الأبيض في الولايات المتأرجحة. وسعى هاريس وترامب إلى جذب الناخبين الشباب من جيل الألفية والجيل "زد" في الأيام الأخيرة من الحملة. وظهر ترامب في مباريات كرة القدم الأميركية والملاكمة الشعبية وعلى "يوتيوب" و"بودكاست"، بينما اتجهت هاريس إلى وسائل التواصل الاجتماعي والحصول على التأييد من مشاهير، بما في ذلك تايلور سويفت وبيلي إيليش لزيادة دعمها بين الشابات. وكانت قد حصلت على تأييد المطربة بيونسيه في التجمع الانتخابي في تكساس، أمس السبت، وذلك بعد أن كانت حصلت أخيراً على دعم الممثل ليوناردو دي كابريو.
سعت هاريس، وهي تعقد تجمعها الانتخابي الكبير في ولاية حمراء تصوت للجمهوريين في العادة، إلى تسليط الضوء على دور ترامب في تقييد حق الإجهاض. واستهدفت النساء والشباب في حديثها، وهي تدعو إلى "النضال من أجل مستقبلنا وعدم السماح لبعض الأشخاص بإعادتنا للوراء". وقالت إن ترامب تمكن خلال رئاسته من "محو نصف قرن من التقدم الذي حققته المرأة"، محذرة من أنه يريد حظر الإجهاض على مستوى البلاد حال فوزه بالرئاسة. ويتناقض هذا التصريح مع ما أعلنه ترامب بأنه لن يتدخل لفرض قرار فيدرالي بحظر الإجهاض في جميع الولايات.
في المقابل، ظهر ترامب مع جو روغان، صاحب البودكاست الأكثر مشاهدة خاصة بين الشباب، والذي شاهده بعد خمس ساعات من إذاعة الحلقة نحو 4.8 ملايين مشاهد على "يوتيوب"، بالإضافة إلى ملايين على المنصات الأخرى. ووصف ترامب، خلال الحلقة التي استمرت لنحو ثلاث ساعات، غريمته بأن "معدل ذكائها منخفض"، معتبراً أن الندبة التي خلفتها الرصاصة التي اخترقت أذنه "تجعله رجلاً أكثر صلابة".
كما ظهر ترامب في تجمع انتخابي في ميشيغن المتأرجحة، والتي يعاني فيها الديمقراطيون بسبب غضب الأميركيين العرب في الولاية -القادرين على حسم الانتخابات لأي منهما- من إدارة الرئيس جو بايدن وهاريس لعدم وقف الحرب في غزة. وتساءل: كيف يدعم العرب والمسلمون كامالا، رغم تحالفها مع ليز تشيني التي تسبب والدها ديك تشيني في سنوات من الحرب والدمار في الشرق الأوسط، معتبراً أن هذه العائلة قتلت عدداً من العرب أكثر من أي شخص على وجه الأرض. وركز ترامب، الذي تظهر تصريحاته بشكل دائم أنه لن يكون أفضل للعرب والمسلمين، على غضبهم من الأوضاع الحالية في الشرق الأوسط. وقال خلال خطابه، بينما كانت إسرائيل تهاجم إيران: "الليلة الشرق الأوسط عبارة عن برميل بارود، وبايدن نائم، كامالا نائمة في حفلة رقص مع بيونسيه، والعرب والمسلمون سيرفضونها ولن يؤيدوها".
هاريس تتقدم على المستوى الوطني
أظهر استطلاع هارفارد للشباب، نشر الجمعة الماضي، أن هاريس تتقدم على ترامب على المستوى الوطني في سباق الفوز في الانتخابات الرئاسية الأميركية بفارق 28 نقطة بين الناخبين المسجلين الذين تقل أعمارهم عن 30 عاماً، بنسبة 60% مقابل 32%، بينما تتقدم على ترامب في جميع الولايات السبع المتأرجحة الرئيسية التي ستحدد الفائز بالرئاسة، وهي أريزونا وميشيغن وجورجيا وبنسلفانيا وكارولينا الشمالية ونيفادا وويسكونسن، بفارق 9 نقاط.
ووجد الاستطلاع الجديد أن الشباب ربما هم من سيحددون نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية هذه المرة في ظل تقارب السباق بينهما. وأظهر أن هناك فجوة متزايدة بين الناخبين الشباب، إذ قال 71% من ناخبي هاريس مقارنة بـ59% فقط من ناخبي ترامب، إنهم يخططون للتصويت. وفي الولايات المتأرجحة، قال 50% من الناخبين إنهم يخططون للتصويت لصالح هاريس، مقابل 41% لصالح ترامب، فيما قال 4% إنهم سيصوتون لحزب ثالث، و6% لم يحسموا موقفهم بعد. وعبر 20% فقط من العينة التي شملها الاستطلاع عن ثقتهم في أنه سيكون هناك انتقال سلمي للسلطة بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية بغض النظر عمن سيفوز، فيما عبّر 18% صراحة عن اعتقادهم أنه لن يكون هناك انتقال سلمي للسلطة. كما كشف الاستطلاع أن 50% من الناخبين المحتملين بين الشباب يخططون للتصويت شخصياً في يوم الانتخابات الرئاسية الأميركية مقارنة بـ37% في انتخابات 2020، وذلك مع انخفاض التصويت بالبريد هذا العام مقارنة بالانتخابات السابقة.
جون ديلا فولبي: تأثير الأصدقاء يمكن أن يحدد مدى إقبال الشباب في هذه الانتخابات
قال جون ديلا فولبي، مدير استطلاعات الرأي في معهد السياسة في كلية كينيدي بجامعة هارفارد، في بيان، إن تأثير الأصدقاء والمحيطين، وليس فقط سياسات المرشحين، يمكن أن يحدد مدى إقبال الشباب في هذه الانتخابات، وربما من سيصبح الرئيس المقبل. ووفقاً للاستطلاع، فإن أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 سنة، والذين يعتقدون أن أصدقاءهم يخططون للتصويت كانوا أكثر تحمساً بنسبة 79% للقول إنهم يخططون للتصويت بأنفسهم، مقابل 35% لهؤلاء الذين لا يعتقدون أن أصدقاءهم سيذهبون للتصويت.
إنفاق ضخم
من جهة ثانية، واصلت الحملات الرئاسية جمع وإنفاق مبالغ ضخمة على الإعلانات والتواصل مع الناخبين، حيث أنفق المرشحان إلى الانتخابات الرئاسية الأميركية أكثر من نصف مليار دولار في الـ16 يوماً الأخيرة. وجمعت هاريس 97 مليون دولار مقابل 16 مليون دولار فقط لترامب في النصف الأول من أكتوبر/تشرين الأول الحالي. وكان أكثر من أنفق في هذه الفترة مليارديرات التكنولوجيا، حيث قدم إيلون ماسك نحو 44 مليون دولار إضافية إلى لجنة العمل السياسي المؤيدة لترامب في النصف الأول من الشهر الحالي، ليصل إجمالي مساهماته إلى أكثر من 118 مليون دولار. فيما دعم داستن موسكوفيتز، المؤسس المشارك لـ"فيسبوك"، هاريس بـ25 مليون دولار، ليصل إجمالي مساهماته إلى 38 مليون دولار.
ووفقاً لوكالة بلومبيرغ الأميركية تخطط حملة هاريس لشراء إعلانات كبيرة في ولايات ساحة المعركة الرئيسية، وستركز الرسالة على الاقتصاد، حيث تحاول الوصول إلى الناخبين الذين لم يحسموا قرارهم بعد وأسر الطبقة العاملة. ومن المتوقع أن تتضمن الإعلانات خططها لخفض الضرائب عن البعض، ومكافحة التلاعب بالأسعار من قبل الشركات. بينما يأمل الجمهوريون أن تساهم زيادة نسبة تصويت الجمهوريين المبكر في حسم الانتخابات لصالح ترامب، يأمل الديمقراطيون، في المقابل، أن يساهم استمرار التسجيل في بعض الولايات المتأرجحة حتى يوم الانتخابات الرئاسية الأميركية في زيادة إقبال الناخبين المترددين والديمقراطيين الذين لم يخرجوا للتسجيل في حسم النتائج لصالحهم.
وتجاوز إجمالي من أدلوا بأصواتهم مبكراً حتى أمس الأول 34 مليوناً، بينما ارتفع خلال الأيام القليلة الماضية عدد المسجلين للتصويت المبكر إلى 64.8 مليوناً، وهي أقل من النسبة التي صوتت مبكراً في انتخابات 2020، والتي بلغت نحو 103 ملايين شخص في التصويت المبكر وبالبريد. وشهدت الانتخابات الرئاسية الأميركية في عام 2020 إقبالاً قياسياً على التصويت بنسبة 66.6%، حيث تجاوز إجمالي من أدلوا بأصواتهم 158 مليون ناخب. وحال شهدت انتخابات 2024 نفس الإقبال فيتوقع إدلاء أكثر من 162 مليون شخص بأصواتهم في الانتخابات.