الانتخابات الجزائرية.. لا مناظرة بين تبون ومنافسيه

27 اغسطس 2024
ملصقات تظهر صور المترشحين للانتخابات الرئاسية الجزائرية 25 أغسطس 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **غياب المناظرة الانتخابية:** انتخابات الرئاسة الجزائرية في سبتمبر 2024 لن تشهد مناظرة بين المرشحين، رغم استعداد المرشحين المنافسين للرئيس تبون للمشاركة.
- **موقف السلطة المستقلة:** رئيس السلطة المستقلة للانتخابات أكد أن المناظرة ليست ضرورية، مشيراً إلى أن المرشحين لديهم الوقت الكافي لشرح برامجهم.
- **تفسير سياسي:** المحللون يرون أن الرئيس تبون يتجنب المناظرة لتفادي المواجهة المباشرة مع المرشحين الآخرين، وللحفاظ على هدوء الحملة الانتخابية.

بخلاف الانتخابات الجزائرية للرئاسة في عام 2019، والتي شهدت أول مناظرة انتخابية في تاريخ الاستحقاقات الانتخابية في الجزائر، والتي شارك فيها حينها أربعة مرشحين، بمن فيهم الرئيس عبد المجيد تبون، فإن انتخابات السابع من سبتمبر/ أيلول القادم لن تشهد مناظرة مماثلة، بفعل عدم تحمس حملة الرئيس تبون لإجراء المناظرة الانتخابية. ولن تشهد الانتخابات الجزائرية للرئاسة التي تجري حملتها الدعائية حتى الثالث من سبتمبر/ أيلول الداخل، مناظرة انتخابية بين المترشحين الثلاثة للرئاسة، عبد المجيد تبون، ورئيس حركة مجتمع السلم عبد العالي حساني والسكرتير الأول يوسف أوشيش، بعدما تجاوزت السلطة المستقلة للانتخابات فكرة تكريس تنظيم المناظرة الانتخابية بين المترشحين.

وعلى الرغم من إبداء المرشحين المنافسين للرئيس تبون، حساني وأوشيش، وفريقهم الانتخابي، قابلية كبيرة واستعداداً سياسياً للقيام بمناظرة انتخابية، إذ قال جمال بالول، مدير حملة المرشح أوشيش، لـ"العربي الجديد": "نحن جاهزون إذا كانت هناك مناظرة كفرصة للنقاش السياسي ومظهر للمنافسة الحضارية، مرشحنا جاهز لتقديم وجهة نظره دائما". وكان مدير حملة المترشح الرئاسي عبد العالي حساني، أحمد صادوق، قد أطلق قبل أيام تصريحات سياسية بشأن جاهزية المرشح للمشاركة في المناظرة الانتخابية في حال تنظيمها، إلا أن الرئيس المترشح والقائمين على إدارة حملته الانتخابية، لم يعطوا أية إشارة إيجابية ولم يبدوا حماسا كافيا لإنجاز المناظرة التي كان يمكن أن تتيح مواجهة بين المترشحين وتكرس مشهدا ديمقراطيا.

وكان واضحا منذ فترة الحملة الدعائية لانتخابات السابع من سبتمبر/ أيلول، أن الانتخابات لن تشهد مناظرة بين المترشحين، إذ قال رئيس السلطة المستقلة للانتخابات محمد شرفي عشية بدء الحملة الانتخابية منتصف أغسطس/آب الجاري، في تصريح للصحافيين، إن المناظرة ليست واردة، مضيفاً: "قد يكون الأمر مهما فعلا، لكننا نعتقد أن المرشحين الثلاثة، لديهم ما يكفي من الوقت لشرح برنامجهم للناخبين، وبالتالي، فإن موضوع المناظرة في هذه الظروف ليس موضوع الساعة".

وبالتفسير السياسي، كانت تلك رسالة سياسية من محيط الرئيس تبون إلى منافسيه بعدم إحراجه بالإلحاح أو المطالبة بمناظرة انتخابية وتجاوز الأمر، وهو ما قد يفسر عدم وجود مطالبات سياسية بشأن إجراء المناظرة وإتاحة فرجة انتخابية للجزائريين، وتعزيز أشكال الحوار والنقاش السياسي خاصة في الظروف الانتخابية، لكن محللين يفسرون ذلك بأن الرئيس تبون ربما لا يرى ضرورة سياسية أو جدوى انتخابية من المناظرة، ويتلافى أية مواجهة مباشرة مع المرشحين الآخرين، لاعتبارات سياسية تعفيه من أسئلة حرجة ومن نقد مباشر إزاء حصيلته أو برنامجه الانتخابي.

وفي السياق، يقول المحلل السياسي مختار كاوص، في تصريح لـ"العربي الجديد": "أعتقد أن ظروف انتخابات عام 2024 تختلف كلية عن انتخابات عام 2019 التي كانت في وضع مختلف بسبب الحراك الشعبي، وبالتالي كانت المناظرة الانتخابية في تلك الفترة جزءاً من إغراء انتخابي وتطعيماً إضافياً للمشهد بشكل ديمقراطي جديد يعطي صدقية أكبر لسلطة الانتخابات التي كانت قد تشكلت قبل ذلك بوقت قصير، لكن انتخابات سبتمبر/ أيلول المقبل مختلفة تماما، لذلك أعتقد أن السلطة السياسية لا ترى ضرورة لإخراج الانتخابات الرئاسية عن الإطار الهادئ الذي تجري فيه، كون المناظرة في كل الحالات قد يكون فيها بعض الشحن والعنفوان السياسي".

المساهمون