الانتخابات الجزائرية.. المرشحون يغرقون في قضايا الأمن والحدود

28 اغسطس 2024
خلال مشاركة المرشح الرئاسي يوسف أوشيش في حملته الانتخابية 15 أغسطس 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **قضايا الحدود والأمن في خطابات المرشحين**: تركز خطابات مرشحي الانتخابات الرئاسية الجزائرية على قضايا الحدود الجنوبية والأمن، مع الدعوة لتعزيز الدفاع وتحصين الجبهة الداخلية، خاصة مع التطورات الأخيرة مثل التحشيد العسكري لقوات حفتر والقصف في تين زواتين.

- **مواقف المرشحين حول الأمن والتنمية**: يوسف أوشيش يدعو لبناء منظومة دفاعية، إبراهيم مرّاد يؤكد على خطة تنموية للجنوب، وعبد العالي حساني شريف يشدد على ضرورة التنمية بجانب الحلول الأمنية.

- **أهمية الوجود الميداني**: المرشحون يزورون مناطق الحدود لتعزيز حضورهم، مثل زيارة تبون لجانت، وحساني شريف لتمنراست وأدرار، وأوشيش لمدن الجنوب. الباحث عمار سيغة يربط هذا التركيز بتصاعد التحديات الميدانية والصلاحيات الدستورية للرئيس.

تستحوذ قضايا مناطق الحدود في الجنوب والصحراء والحدود مع دول الساحل خاصة، وبشكل غير مسبوق، على خطابات مرشحي الانتخابات الجزائرية للرئاسة. ومنذ بدء الحملة الانتخابية في 15 أغسطس/آب الجاري، لم يخل أي خطاب انتخابي للمرشحين للرئاسة من الحديث عن مشكلات الحدود والتحديات الأمنية التي تواجهها البلاد، إذ سحبت هذه القضايا وما يتصل بها من الدعوة إلى تعزيز مقومات الأمن والدفاع وتحصين الجبهة الداخلية، والتحذير مما توصف "بالمؤامرات ومخططات تستهدف البلاد"، النقاشات الانتخابية إليها بشدة، خاصة بالتزامن مع بعض التطورات التي باغتت الظرف الانتخابي في الجزائر، على غرار التحشيد العسكري الذي قامت به قوات اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر في منطقة غدامس قرب الحدود الجزائرية، والقصف الذي استهدف مدنيين ماليين في تين زواتين على المسافة صفر من الحدود المالية الجزائرية.

المرشح الرئاسي يوسف أوشيش قال، خلال مؤتمر صحافي الأربعاء، إن هناك حاجة ماسة إلى "تعزيز مؤسسات الجمهورية والوقوف ضد كل المحاولات التي تستهدف السيادة الوطنية ووحدة البلاد واستقرارها، والسبيل الوحيد للتصدي لهذه المخاطر هو بناء جبهة داخلية متينة بانخراط الجميع". وشدد على ضرورة "بناء منظومة دفاعية حقيقية تصون الأمن القومي للبلاد". وكان قد أكد خلال زيارته إلى ورقلة، عاصمة النفط في جنوبي الجزائر، أن "مناطق الجنوب، لا يجب أن تكون محل تذمر فقط في الاستحقاقات الانتخابية والسياسية فقط، بل يتعين أن تكون في قلب السياسات كونها تمثل العمق الوطني وجدار الصد الأول ضد أية تهديدات تمس بأمن البلاد".

وفي تمنراست، عاصمة الصحراء الجزائرية، قال وزير الداخلية إبراهيم مرّاد، بصفته مدير حملة الرئيس المترشح عبد المجيد تبون، في لقاء مع أمنوكال الأهقار (كبير العقال) ومنتخبي وأعيان المنطقة أن الأخير يولي في سياساته "اهتماما بالغا للجانب المتعلق بالأمن والدفاع عن استقرار البلاد". وتعهد بوضع خطة تنموية واعدة لولايات الجنوب، لاستدراك الاختلالات القائمة". وأكد، في تجمع انتخابي بتلمسان الحدودية مع المغرب، "تحصين الوطن من خلال الدعم المتواصل للأجهزة الأمنية في مقدمتها الجيش الوطني الشعبي التي تشكل بعون المواطنين الأوفياء الحصن المنيع للجزائر من مختلف التهديدات لاسميا مخططات إغراق المجتمع وشباب الجزائر بالمخدرات والمؤثرات العقلية".

من جهته، أسهب المترشح عبد العالي حساني شريف في أكثر من تجمع انتخابي، في الحديث عن الاستحقاقات الأمنية والحدود والمشكلات التي تواجه البلاد على حدودها الغربية بسبب تدفق المخدرات، أو الجنوبية بسبب التوترات في شمال مالي وشمالي النيجر، أو الحدود الجنوبية الشرقية مع ليبيا حيث يجري تحشيد عسكري منذ فترة لقوات حفتر للسيطرة على الحدود القريبة من الجزائر، لكن حساني يعتقد أن الحلول الأمنية لسيت كافية بشأن ضمان الاستقرار وتأمين المناطق الحدودية الرخوة، ويؤكد أنها مناطق تحتاج إلى مجهود لإنجاز التنمية وتثبيت السكان. وقال، خلال لقائه أعيان ولاية تمنراست، عاصمة الصحراء الجزائرية القريبة من الحدود مع مالي الليلة الماضية، إن "منطقة تمنراست تحمل أبعادا استراتيجية في كل ما يتعلق بأمن واستقرار الوطن والحفاظ على التنوع داخله، كما أنها تشكل بوابة نحو أفريقيا"، ما يستدعي "خطة تنموية خاصة بالمناطق الجنوبية للتكفل العاجل بمشكلات المناطق الحدودية"، خاصة مع "تفاقم معضلة تدفقات الهجرة من دول الساحل".

وما يفسر التركيز الكبير للمرشحين على مناطق الحدود، هو إصرارهم على الوجود ميدانيا خلال الحملة الانتخابية، فعلى الرغم من أن الرئيس تبون برمج أربعة تجمعات انتخابية في ثلاث من كبرى مدن الشمال، إلا أنه أصر على تنشيط تجمع انتخابي الخميس في منطقة جانت، أقصى الحدود الجنوبية الشرقية القريبة مع ليبيا، بما يعنيه ذلك من رسالة سياسية، كما زار المرشح عبد العالي حساني المنطقة نفسها وتمنراست وأدرار جنوبا وبشار وتلمسان على الحدود الغربية، وزار أوشيش عددا من مدن الجنوب كورقلة وتمنراست وغرداية.

 ويفسر الباحث في الشؤون السياسية والأمنية عمار سيغة قضايا الأمن والحدود ومشكلات الجنوب في الصحراء بأنها مرتبطة "أولا بتصاعد وتيرة التحديات ميدانيا بالنسبة لدوائر اهتمامات المؤسسة العسكرية، وتقاطع الاهتمام في خطاباتها الموجهة إلى الجمهور، كذلك الإشادة بوحدة الاهتمام لدى المؤسسات السياسية، ما خلق نوعا من التماهي في توحيد الاهتمامات والخطابات لدى مؤسستي الجيش والرئاسة على حد سواء". أضاف: "وثانيا، لا ننسى طبيعة الصلاحيات الدستورية لرئيس الجمهورية باعتباره وزيرا للدفاع وقائدا لأركان الجيش الشعبي الوطني، ودلالات الخطاب بالنسبة للمترشحين على أنهم مضطلعون ومهتمون بمهام الدفاع والأمن القومي في ظل التحديات الراهنة".