غداة الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية الفرنسية، وقبل أسبوع من الجولة الثانية التي تُجرى الأحد المقبل في 19 يونيو/حزيران، يبدو أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يتّجه للحصول على أغلبية ضئيلة، في ظلّ تقارب نتائج حلفه وتحالف اليسار في الجولة الأولى.
وفي هذا السياق، تشير صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية في افتتاحيتها، اليوم الإثنين، إلى أن الغالبية الضئيلة التي قد يحصدها ماكرون، ستعتمد على حسن نية الحلفاء، إدوارد فيليب وفرانسوا بايرو، ما قد يعقّد مهمته، لافتة إلى أن هذه الغالبية لا يُعرف بعد ما إذا ستكون مطلقة أو نسبية. وأوضحت الصحيفة أنه في الفرضية الثانية، سيحتاج ماكرون، في كلّ تشريع، إمّا التوسل للحصول على بعض الأصوات الإضافية من اليمين أو اليسار، أو اللجوء إلى سلاح المادة 49-3 من الدستور، والتي تسمح للحكومة بتمرير قانون مرة واحدة في السنة من دون أن يصوّت عليه أعضاء الجمعية الوطنية.
وتتحدث الصحيفة عن كارثة محتملة في المستقبل، إذ إن فترة السنوات الخمس في ولاية ماكرون مهدّدة بـ"المراوغة"، ومن الصعب رؤية أي زخم إصلاحي في مجلس محروم من أغلبية حقيقية.
«Macron - Mélenchon, jeu de Nupes»
— Le Figaro (@Le_Figaro) June 12, 2022
➡Retrouvez l'éditorial d'@abrezet https://t.co/y9C8hAEPIu
من جهتها، ترى صحيفة "لوباريزيان" أنه في ضوء نتائج الجولة الأولى من الانتخابات، فإن الحديث عن تشويق انتخابي "أمر مبالغ به جداً"، لافتة إلى أنه ليس هناك أي فرصة لدخول الدولة في نظام تعايش بعد الجولة الثانية، وأن يصبح زعيم اليسار الراديكالي في فرنسا جان لوك ميلانشون، منافس ماكرون السابق على الرئاسة، رئيساً للوزراء بدلاً من إليزابيث بورن، مؤكدة في الوقت نفسه أن ماكرون لن يضمن فوزه بالأغلبية المطلقة في 19 يونيو.
وتشير بدورها إلى أهمية تأمين أغلبية مطلقة، وإلا سيجد المعسكر الرئاسي نفسه مضطراً للتفاوض بشأن التحالفات الجزئية لتمرير مشاريع القوانين الخاصة به، حيث يستطيع حزب مثل حزب الجمهوريين هنا أن يجد دوراً محورياً للعبه.
Au vu du premier tour des législatives, Jean-Luc Mélenchon et sa Nupes ne devraient pas réussir à imposer une cohabitation à Emmanuel Macron... mais rien n'est joué #legislatives2022 https://t.co/NQbCR577j9
— Le Parisien (@le_Parisien) June 13, 2022
وأظهرت نتائج الجولة الأولى من التصويت، الذي جرى أمس الأحد، أن معسكر الوسط الذي ينتمي إليه ماكرون يتجه نحو جولة الإعادة الحاسمة في انتخابات مجلس النواب، متفوقاً بفارق ضئيل للغاية على اليسار.
وحصل تحالف ماكرون "معاً" المكون من أحزاب الوسط، على 25.75 بالمائة من الأصوات يوم الأحد، وفقاً للنتيجة النهائية التي أعلنتها وزارة الداخلية، بينما جاء التحالف الذي يتزعمه جان-لوك ميلونشون في المركز الثاني بنسبة 25.66 بالمئة.
وشكك مانويل بومبارد، أحد أكبر حلفاء ميلونشون، والذي يترشح لشغل مقعد في مرسيليا، في مصداقية النتيجة. وقال بومبارد في تغريدة على "تويتر"، في ساعة مبكرة من صباح اليوم الاثنين: "تنبيه لتلاعب جديد من دارمانان"، في إشارة إلى وزير الداخلية جيرالد دارمانان.
وأضاف بومبارد أن تحالف ميلونشون فاز بحوالي 200 ألف صوت إضافي لم يتم احتسابها في النتائج النهائية، من دون تقديم أي دليل على تأكيده.
وعلى الرغم من وجود تحالف ماكرون في وضع جيد للحصول على أكبر عدد من المقاعد بفارق كبير، فإن مؤسسات الاستطلاع الرئيسية قالت إن الرئيس قد يفقد قبضته على البرلمان في الجولة الأخيرة من التصويت.
ووفقاً لاستطلاع إيلاب، من المقرر أن يفوز تحالف "معاً" بما بين 260 و300 مقعد في البرلمان، فيما سيحصل اليسار على 170-220 مقعداً، بزيادة كبيرة عن انتخابات 2017. والأغلبية المطلقة هي 289 مقعداً.
وتوقعت مؤسسة أخرى هي "إبسوس" فوز تحالف "معاً" بما بين 255 و295 مقعداً.