استمع إلى الملخص
- **الصراع في الولايات المتأرجحة**: تشهد الولايات المتأرجحة صراعاً حول ضم أو حذف مرشحين مستقلين، حيث يمكن أن تؤدي أصواتهم إلى تغيير النتائج لصالح أحد المرشحين الرئيسيين.
- **استراتيجيات الأحزاب ودعم المرشحين**: يدعم الجمهوريون مرشحي الأحزاب الثالثة مثل كورنيل ويست، بينما يدعم الديمقراطيون مرشح الحزب الدستوري راندال تيري، معتقدين أنه يمكن أن يجتذب أصوات ناخبين من ترامب.
مع بدء التصويت في الانتخابات الرئاسية الأميركية عبر البريد في ولاية كارولينا الشمالية، أمس الجمعة، تبرز أسماء خمسة مرشحين إضافيين للمرشحَين الرئيسيَين، الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب والديمقراطية كمالا هاريس. فإضافة إلى هذين الاسمين، ظهرت في ورقة الاقتراع أسماء كل من مرشحة الحزب الأخضر جيل ستاين، ومرشح حزب العدالة للجميع كورنيل ويست، ومرشح الحزب الليبرتاري تشيس أوليفر، ومرشح الحزب الدستوري راندال تيري، والمستقل روبرت كينيدي جونيور، الذي تقدم للترشح في الانتخابات الأميركية تحت اسم حزب نحن الشعب. ومن الممكن ظهور أسماء جديدة في عدد آخر من الولايات، كما حصل في جورجيا مع ترشح كلوديا دي لا كروز، وسط خشية ديمقراطية وجمهورية من أن يؤثر هؤلاء المرشحون الهامشيون على حظوظ مرشحَي الحزبين الرئيسيين، خصوصاً في الولايات المتأرجحة.
والولايات المتأرجحة في هذه الانتخابات هي: ميشيغن، ويسكونسن، بنسلفانيا، جورجيا، أريزونا، نيفادا وكارولينا الشمالية، وهي التي تعدّ ساحة المعركة الرئيسية مقارنة بولايات محسومة مسبقاً لصالح الجمهوريين أو الديمقراطيين، وتحدّد مصير الانتخابات الأميركية ومن يصل إلى البيت الأبيض.
يخشى الديمقراطيون أن يحصل مرشحون على أصوات من الأقليات تؤدي إلى خسارة هاريس في ولايات متأرجحة
وتشهد الولايات المتأرجحة صراعاً بين الجمهوريين والديمقراطيين في الانتخابات الأميركية من أجل ضمّ أو حذف مرشحين رئاسيين مستقلين أو من الأحزاب الثالثة. ففي كارولينا الشمالية، طعن الديمقراطيون من أجل بقاء روبرت كينيدي جونيور الذي قاتل من أجل حذف اسمه عن بطاقة الاقتراع في هذه الولاية بعد إعلان انسحابه من الانتخابات في الولايات المتأرجحة وتزكيته ترامب. لكن لجنة الانتخابات الأميركية رفضت حذف اسمه، وقالت رئيسة اللجنة في الولاية برينسون بيل إن طلب كينيدي لا يمكن تنفيذه لأن الولاية طبعت بالفعل أكثر من مليوني بطاقة اقتراع في 67 من أصل 100 مقاطعة وليس لديها الوقت أو المال لإعادة بدء التصويت المبكر.
وفاز ترامب بهذه الولاية المتأرجحة بفارق يزيد عن نقطة في الانتخابات الرئاسية عام 2020، ويأمل الديمقراطيون بأن يقتطع كينيدي من نسبة الأصوات التي قد يحصل عليها الرئيس الجمهوري السابق، خصوصاً بين المستقلين الذين لم يحسموا أصواتهم بعد سواء لصالح ترامب أو هاريس.
وفي جورجيا، يقاتل الديمقراطيون من أجل حذف أسماء بعض مرشحي الأحزاب الثالثة أو المستقلين، خصوصاً أنها ولاية متأرجحة لم يفز فيها الديمقراطيون منذ عام 1992 إلا في انتخابات 2020، وبأقل من 12 ألف صوت، في حين طعن الجمهوريون سعياً إلى إبقاء جميع المرشحين على ورقة الاقتراع. ورفض وزير الخارجية في الولاية (جمهوري)، والمسؤول الأول عن الانتخابات براد رافينسبيرغر، قراراً قضى باستبعاد كورنيل ويست الذي يترشح كمستقل في الولاية، وكلوديا دي لا كروز، المرشحة عن حزب التحرير والاشتراكية، وجيل ستاين. وعلّقت دي لا كروز، الاسم الثامن في بطاقات الاقتراع، على القرار بقولها إن الحزب الديمقراطي يرغب في تقييد الخيارات المتاحة لناخبي جورجيا لأنهم لا يريدون التنافس مع حملة اشتراكية تقدم حلولاً حقيقية للمشاكل الضخمة التي يواجهها العمّال.
ومن المتوقع أن يستأنف الديمقراطيون القرار، وهم يخشون أن يحصل هؤلاء المرشحون على أصوات من الأقليات تؤدي إلى عدم فوز هاريس بالانتخابات في الولاية، علماً أن هؤلاء المرشحين الثلاثة يطالبون بوقف العدوان الإسرائيلي على غزة، ووقف تمويل إسرائيل، وحقّ الفلسطينيين في حياة كريمة. ويمنح الدستور الأميركي الولايات الحق في تنظيم قواعد الانتخابات وقبول أوراق المرشحين. وتختلف قوانين الانتخابات الأميركية من ولاية إلى أخرى، إذ تطلب بعض الولايات عادة من الأحزاب الصغيرة نسبة محدّدة من الأصوات في انتخابات سابقة أو أن يكون لديها عددٌ معين من الناخبين المسجلين ليكون لها مكان في بطاقات الاقتراع. بينما تطلب بعض الولايات من المستقلين جمع عدد من تواقيع الناخبين المسجلين، أو رسوم تسجيل أو كليهما.
وتشير تقارير إلى أن مجموعات من الناشطين السياسيين الجمهوريين والمحامين وحلفائهم تحاول دعم وجود مرشحي الأحزاب الثالثة، خصوصاً كورنيل ويست وكلوديا دي لا كروز وجيل ستاين، وهم المرشحون الثلاثة الذين يعارضون دعم إسرائيل ويطالبون بوقف الإبادة الجماعية في غزة، بينما تحاول مجموعات من الناشطين الديمقراطيين وحلفائهم دعم مرشح الحزب الدستوري راندال تيري، الذي يوجد اسمه في 12 بطاقة اقتراع حتى الآن.
يحاول ناشطون جمهوريون إبقاء مرشحي الأحزاب الثالثة، خصوصاً كورنيل ويست وكلوديا دي لا كروز وجيل ستاين
وأشاد ترامب بترشح كورنيل ويست، ووصفه بأنه "أحد المرشحين المفضلين لديه"، وكذلك جيل ستاين، وقال: "أنا أحبها كثيراً، هل تعلم لماذا؟ لأنها تأخذ 100% منهم (يقصد أنها ستحصل على أصوات كانت ستذهب للديمقراطيين)، وهو أيضا يأخذ 100%". فيما يفضل الديمقراطيون وجود روبرت كينيدي جونيور في الانتخابات، وأيضا مرشح الحزب الدستوري راندال تيري، المرشح الرئاسي المناهض للإجهاض، معتقدين أنهما يمكن أن يجتذبا أصوات ناخبين من ترامب.
مرشح في الانتخابات الأميركية خسّر الديمقراطيين
سبق أن أدى وجود المرشح الأميركي من أصل لبناني رالف نادر عن حزب الخضر إلى خسارة الديمقراطيين في الانتخابات الرئاسية عام 2000، حيث خسر المرشح الديمقراطي آل غور أمام الجمهوري جورج بوش الابن ولاية فلوريدا (كانت ولاية متأرجحة في هذه الانتخابات)، بفارق 536 صوتاً فقط، في حين حصل نادر على 97 ألف صوت في الولاية، ما أدى إلى حصول المرشح الجمهوري على مقاعد المجمع الانتخابي في هذه الولاية.
روبرت كينيدي
يوجد اسم روبرت كينيدي جونيور في بطاقات 18 ولاية، من بينها 3 ولايات متأرجحة، هي ميشيغن وبنسلفانيا وويسكونسن. وحتى الآن رفضت اللجان الانتخابية في الولايات الثلاث طلب المرشح حذف اسمه. وأعلن كينيدي، الذي يتحدر من عائلة ديمقراطية عريقة، دعمه لترامب.
كورنيل ويست
يوجد اسم كورنيل ويست، الذي يترشح مستقلا في بعض الولايات وعن حزب العدالة للجميع الذي أسّسه أخيرا، في بطاقات عشر ولايات، من بينها ويسكونسن وكارولينا الشمالية، وأظهرت السجلات أن منظمة People Over Party غير الربحية ومقرها فيرجينيا، ساهمت في وضع اسم ويست في بطاقات الاقتراع في عدد من الولايات، وتشير تقارير إلى أنها منظمة محسوبة على مجموعة جمهورية، خصوصاً أن مستشارها والمسؤول الرئيسي فيها بول هامريك نفى أن يكون ديمقراطياً، وصوّت خلال الأعوام الـ18 الأخيرة للجمهوريين، كما تبرع لممثلين للحزب الجمهوري في ألاباما وجورجيا.
جيل ستاين
أما مرشحة حزب الخضر جيل ستاين فيوجد اسمها على بطاقات الاقتراع في 22 ولاية إضافة إلى مقاطعة كولومبيا (العاصمة واشنطن، والتي تنتخب الرئيس ولا يحق لسكّانها التصويت في مجلسي النواب والشيوخ لعدم وجود ممثلين لها)، من بينها خمس ولايات متأرجحة، هي ميشيغن وأريزونا وكارولينا الشمالية وبنسلفانيا وويسكونسن. ترشحت جيل ستاين مرتين للانتخابات الرئاسية، آخرها في عام 2016، وحصلت على نحو 1% من الأصوات، وهي نسبة أكبر من هامش فوز ترامب في بعض الولايات المتأرجحة.
تشيس أوليفر
يعد الحزب الليبرتاري ثالث أكبر الأحزاب في الولايات المتحدة، ويخوض الانتخابات ممثلاً عنه تشيس أوليفر في 42 ولاية، من بينها جميع الولايات المتأرجحة، ويؤكد خطابه على الحرية الفردية ومقاومة توغل الحكومة في حياة المواطن، وكانت أكبر نتائجه الحصول على نسبة 3% في عام 2016 حين رشّح غاري جونسون للرئاسة، فيما حصلت مرشحة الحزب جو جورغنسون في عام 2020 على نسبة 1%.
راندال تيري
أطلق راندال تيري حملته الرئاسية في الانتخابات الأميركية كجزء من حزب الدستور، الذي يروّج لنفسه باعتباره "الحزب الوطني الوحيد الذي يؤيد الحق في الحياة" بنسبة 100%، ويترشح في 12 ولاية، بينها ولايتان متأرجحتان، هما ميشيغين وويسكونسن، ويأمل الديمقراطيون بأن يتمكن من الحصول على أصوات ناخبين ينتقدون موقف ترامب الحالي من قضية الإجهاض التي أعلن أنه سيتركها للولايات، ولن يسّن تشريعاً فيدرالياً يحرّم الإجهاض. وأسّس تيري منظمة Operation Rescue، وهي منظمة معروفة تستهدف منع الوصول إلى عيادات الإجهاض، كما أنه يصف على موقع حملته على الإنترنت مؤيدي الإجهاض بأنهم "قتلة أطفال"، وعبّر في تصريحات له عن غضبه من الرئيس السابق ترامب. وقال عنه: "لقد أثار دونالد ترامب غضب المؤيدين للحياة، وأنا منزعج جداً من تردده".