الاحتلال يوسّع نشر الروبوتات المتفجرة شماليّ غزة

14 أكتوبر 2024
فلسطينيون ينزحون من شماليّ غزة جراء القصف الإسرائيلي، 12 أكتوبر 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي حصاره للمناطق الشمالية لقطاع غزة لليوم العاشر، بهدف تهجير السكان والسيطرة على المنطقة وتحويلها إلى منطقة عازلة، مع استخدام مكثف للروبوتات المتفجرة.
- تشمل المناطق المحاصرة مخيم جباليا وبلدات مثل بيت لاهيا وبيت حانون، حيث ينفذ الاحتلال عمليات تفجير ممنهجة، مما يزيد من معاناة السكان.
- اتهم المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان جيش الاحتلال باستخدام الروبوتات المتفجرة بشكل عشوائي، مما يتسبب في خسائر كبيرة بالأرواح وأضرار واسعة، ويعتبر ذلك جريمة دولية.

يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي لليوم العاشر حصار المناطق الشمالية لقطاع غزة في تنفيذ عملي لمخطط تهجير سكان المنطقة والسيطرة عليها وجعلها من ضمن المناطق العازلة. وبالتزامن مع ذلك، يوسع الاحتلال استخدام الروبوتات المتفجرة في عمليات نسف وتفجير المناطق السكنية لإلحاق الكثير من الدمار في المناطق المستهدفة وللإسراع في تنفيذ خطته.

ويُطبق جيش الاحتلال حصاره على مخيم جباليا وبلدات جباليا البلد والنزلة وبيت لاهيا وبيت حانون والتوام والعطاطرة والصفطاوي والفالوجا، ويواصل عملياته البرية في وسط المخيم وأطرافه وفي المناطق الغربية من محافظة الشمال، والتي يجري فيها أكبر عمليات تفجير وتدمير ممنهج واستهداف للمواطنين المتبقين في منازلهم.

ولم يتوقف القصف المدفعي على المناطق الشمالية، وبالتزامن معه يستمر الطيران المُسيّر المُحمل بالرشاشات بإطلاق النار على كل من يتحرك في المناطق حتى البعيدة عن مركز عمليات جيش الاحتلال ووجود قواته.

ويعمل الاحتلال على تنفيذ مخطط لتفريغ المنطقة من خلال استهداف المنازل ومراكز الإيواء وما تبقى من بنية تحتية من خلال الاستهداف المُركز، بعدما فشل في إجبار الأهالي على النزوح، ولجعل المنطقة بدون أي مقومات حياة يمكن للسكان الاعتماد عليها في البقاء فيها ولدفعهم للنزوح جنوباً.

واضطر الأهالي في مناطق وجود جيش الاحتلال للنزوح إلى مناطق بيت لاهيا والمشروع وليس إلى المناطق التي طلب جيش الاحتلال الذهاب إليها جنوباً، ويعتقد الأهالي أنّ صمودهم يمكن أنّ يغير المعادلة وأنّ يمنع إسرائيل من تنفيذ مخططات التهجير التي تنوي من خلالها تفريغ المنطقة الشمالية بالكامل.

وفي الساعات الأخيرة، نفذ جيش الاحتلال عمليات قصف بالمدفعية والطيران الحربي والمُسير مستهدفاً المناطق ذاتها التي يستهدفها منذ اليوم الأول للعملية، ويبدو أنه يمهّد الطريق لقواته لمزيد من إطباق الحصار بالقوة النارية وتأمين تقدم القوات إلى مناطق جديدة، وفق شهود عيان تحدثوا لـ"العربي الجديد".

وذكر الشهود أنّ جيش الاحتلال خلال ساعات الليل والصباح الباكر نفذ عمليات تفجير ونسف واستهداف في وسط مخيم جباليا وحيّ الفالوجا والمنطقة الغربية من المحافظة الشمالية، سواء بالقصف الجوي أو الروبوتات المفخخة، والتي تحمل أطناناً من المتفجرات وتستهدف أحياءً بأكملها وتحدث دماراً كبيراً في المنازل وما يتبقى منها لا يعود قابلاً للإصلاح.

وكان المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان قد اتهم في وقت سابق جيش الاحتلال الإسرائيلي باستخدام الروبوتات المتفجرة المحملة بأطنان من المتفجرات في عمليات التدمير والقتل الواسعة التي ينفذها في شمال غزة خلال اجتياحه المتواصل، مع تصعيد وتيرة جريمة الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين هناك بارتكاب المجازر وجرائم القتل العمد والتجويع والتهجير القسري واسع النطاق.

وأشار المرصد إلى أنّه تلقى شهادات عديدة عن استخدام جيش الاحتلال روبوتات مفخخة وتفجيرها عن بعد، محدثاً أضراراً واسعة النطاق في المنازل والمباني المحيطة وخسائر كبيرة بالأرواح، في وقت يتعطل فيه بالكامل تقريباً عمل طواقم الإسعاف والدفاع المدني، باستثناء نطاق ضيق في بعض الأحياء.

وقال "الأورومتوسطي" إن استخدام إسرائيل للروبوتات المفخخة أمر محظور بموجب القانون الدولي، حيث إن هذه الروبوتات تعد من الأسلحة ذات الطابع العشوائي التي لا يمكن توجيهها أو حصر آثارها فقط بالأهداف العسكرية، فنظراً لطبيعتها، فهي تصيب السكان المدنيين على نحو مباشر، أو تصيب الأهداف العسكرية والمدنيين أو الأعيان المدنية بشكل عشوائي دون تمييز. وبالتالي، تعد من الأسلحة المحظورة بموجب القانون الدولي، ويشكل استخدامها في المناطق السكنية جريمة دولية قائمة بحد ذاتها.

المساهمون