الاحتلال يهدم منزل الشهيد أبو شخيدم شمالي القدس وينفذ حملة اعتقالات

01 فبراير 2022
تعرضت عائلة الشهيد فادي أبو شخيدم للتنكيل والاعتقال (مصطفى الخروف/ الأناضول)
+ الخط -

هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الثلاثاء، منزل الشهيد الفلسطيني فادي أبو شخيدم في مخيم شعفاط شمالي القدس المحتلة وهو منفذ عملية إطلاق النار في البلدة القديمة من المدينة قبل نحو 3 أشهر، فيما نفذت عمليات اعتقال في مناطق متفرقة من الضفة الغربية طاولت 35 فلسطينياً.

وانسحبت قوات الاحتلال، عصر اليوم، من داخل منزل الشهيد أبو شخيدم الكائن في الطابق الرابع من مبنى مكون من خمسة طوابق في مخيم شعفاط، بعدما أحدثت دماراً كبيراً في المنزل وحطمت جدرانه الداخلية وألحقت أضراراً أخرى في المبنى ومنازل مجاورة، وفق ما أفاد به شبلي السويطي خال الشهيد في حديث لـ"العربي الجديد".

وأشار السويطي إلى أن والدة الشهيد وأشقاءه تركوا كامل المبنى الذي تقع فيه شقة الشهيد، وشقق والدته وأشقائه.

في هذه الأثناء، سارع العشرات من أهالي مخيم شعفاط بعد انسحاب قوات الاحتلال من داخل المنزل المدمر لإزالة أنقاض ما خلفه جنود الاحتلال من ردم في محيط المنزل وفي الطريق المؤدي إليه، في وقت تجمع أهالي المخيم لمساندة العائلة المنكوبة.

وخلال انسحاب قوات الاحتلال من محيط المنزل، اندلعت مواجهات عنيفة مع الشبان، أصيب خلالها ثلاثة فلسطينيين على الأٌقل بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، إضافة إلى وقوع حالات اختناق عديدة بالغاز المسيل للدموع الذي أطلقه جنود الاحتلال بكثافة.

وأفادت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، بأن حجارة ألقيت على جنود الاحتلال من أسطح بعض البنايات، وسط هتافات التكبير والتنديد بالجريمة، التي نفذها جنود الاحتلال.

وأفاد مدحت ديبة، محامي عائلة الشهيد أبو شخيدم في حديث خاص لـ"العربي الجديد"، بأن المئات من جنود الاحتلال شاركوا في تأمين عملية الهدم والإغلاق التي نفذها خبراء في هندسة المتفجرات التابعين لشرطة الاحتلال، والذين قاموا بتحطيم منزل والدة الشهيد في الطابق الخامس، قبل أن يتوجهوا إلى شقة الشهيد نفسه في الطابق الرابع، حيث تم تخريب وتدمير جميع الجدران الداخلية في المنزل وإغلاقه بالكامل بالمواد الإسمنتية والحديد.

وأشار ديبة إلى أن عملية الهدم والإغلاق التي نفذتها قوات الاحتلال تأتي بعد يومين فقط من رفض المحكمة العليا للاحتلال التماساً للعائلة ضد عملية الهدم والإغلاق أخذا برأي قاضي ما يسمى بالأقلية في المحكمة.

وفي وقت سابق اليوم، قال خال الشهيد أبو شخيدم، شبلي السويطي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "قوات الاحتلال شرعت بهدم الجدران الداخلية لشقة الشهيد في الطابق الثالث من بناية تملكها عائلته، ثم أغلقت الشقة، علماً بأنّ أفراد عائلة الشهيد وإخوته يسكنون في الطابقين الرابع والخامس".

ووفق خال الشهيد، فإنّ عدداً كبيراً من جنود قوات الاحتلال شاركوا في عملية الهدم، لافتاً إلى أنّ عملية الهدم ما زالت مستمرة وقد تزامنت مع اقتحام مخيم شعفاط، مواجهات مع أهالي المخيم في عدة محاور.

واستشهد فادي أبو شخيدم بعد تنفيذه عملية إطلاق نار في البلدة القديمة من القدس، في نوفمبر/تشرين الثاني 2021، وقد قتل فيها إسرائيلي وأصيب ثلاثة آخرون، فيما استشهد أبو شخيدم برصاص قوات الاحتلال ولا يزال جثمانه محتجزاً.

وتعرّضت عائلة الشهيد للتنكيل والاعتقال من قبل قوات الاحتلال، بينهم زوجته وأطفاله، بالإضافة إلى مداهمة المدرسة التي يعمل فيها، كما أخطرت قوات الاحتلال بهدم منزله، ورفضت، أخيراً، استئنافاً تقدم به محامي عائلة الشهيد لمنع هدم منزله.

إخطار بإخلال منزل عائلة سالم في الشيخ جراح

على صعيد آخر، أخطرت سلطات الاحتلال، مساء الإثنين، عائلة سالم المقدسية بإخلاء منزلها في حي الشيخ جراح، ما بين الأول من مارس/آذار والأول من إبريل/نيسان المقبلين، بعد تقديم مستوطن أوراقاً مزورة يدعي فيها ملكيته للأرض والمنزل، وبموجبها تم اتخاذ قرار بالإخلاء.

وتعيش في المنزل المستهدف ثلاث عائلات مكونة من 10 أفراد. وبدأت قصة معاناة العائلة أمام قضاء الاحتلال منذ 35 عاماً، حيث كان هناك قرار إخلاء وتمكنت العائلة من تجميده في العام ذاته.

وفي حي الشيخ جراح، هاجم مستوطنون، مساء الإثنين، فتياتٍ مقدسيات، بالضرب والدفع أثناء سيرهن في الحي، على مرأى من شرطة الاحتلال التي لم تحركْ ساكناً إلا لحماية المستوطنين المعتدين.

كذلك، خرّب مستوطنون، أمس الإثنين، عشرات أشجار الزيتون في قرية الرشايدة شرقي بيت لحم جنوبي الضفة الغربية، تعود للمواطنين هاشم وعودة الرشايدة.

في حين، رفضت محكمة الاحتلال، أمس الإثنين، استئنافاً قدمته مؤسسة "هموكيد للدفاع عن الفرد"، لوقف هدم منزل عائلة الأسير غيث جرادات في بلدة سيلة الحارثية غربي جنين، وسمحت لقوات الاحتلال بهدم جزء منه.

واعتقل الاحتلال الشقيقين غيث وعمر جرادات، وخالهما محمد يوسف جرادات، وإبراهيم موسى طحاينة، ومحمود غالب جرادات، في 19 يناير/كانون الثاني الماضي. وتزعم قوات الاحتلال مشاركتهما في تنفيذ عملية إطلاق نار قتل فيها مستوطن في 16 يناير/كانون الثاني الماضي، على مدخل مستوطنة "حومش" المخلاة جنوب جنين.

حملة اعتقالات واسعة في الضفة

في غضون ذلك، شنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات واسعة في الضفة الغربية، الليلة الماضية، وحتّى صباح اليوم الثلاثاء، طاولت 35 فلسطينياً على الأقل، كان معظمها في مخيم الأمعري جنوبي مدينة البيرة المجاورة لمدينة رام الله.

ووفق بيان لـ"نادي الأسير" الفلسطيني، فإنه جرى اعتقال عشرين فلسطينياً من مخيم الأمعري، فيما جرى اعتقال شاب من مدينة رام الله وشاب من مدينة البيرة.

وأفادت مصادر محلية بأنّ قوات الاحتلال اقتحمت مخيم الأمعري، فجراً، ونفذت اعتقالات، ثم عاودت واقتحمت المخيم صباح اليوم، وتخلل الاقتحام عمليات دهم وتخريب لمحتويات المنازل، وإطلاق كلاب بوليسية نحو الأهالي، ما أدى إلى إصابة أحد الشبان، بينما اندلعت مواجهات في المخيم ولم يبلغ عن وقوع إصابات.

وسُجلت 8 حالات اعتقال في بلدة تقوع شرقي بيت لحم جنوبي الضفة الغربية، بينما استدعي أربعة شبان من البلدة.

واعتقل شاب من مدينة قلقيلية، وشاب آخر من بلدة بيتا جنوبي نابلس، علاوة على اعتقال شاب من بلدة قطنة شمال غربي القدس تزامناً مع اندلاع مواجهات في البلدة.

كما اعتقل شاب من بلدة سعير شمال شرقي الخليل، واعتقل شاب آخر من قرية زبزبا غربي جنين شمالي الضفة أثناء مروره على حاجز عسكري على مدخل القرية.

واعتبر "نادي الأسير" أنّ هذا التصعيد يُشكّل "جريمة"، في ظل استمرار انتشار وباء كورونا وازدياد حالات المصابين بين صفوف الأسرى بالفيروس، الأمر الذي يُعرض حياتهم لخطر مضاعف، عدا عن الخطر الأول والأساس الذي تشكله قوات الاحتلال على حياة المعتقلين عبر أدواتها القمعية والتنكيلية.

اقتحام الأقصى
تزامناً، اقتحم عشرات المستوطنين، المسجد الأقصى، بحماية قوات الاحتلال وبرفقة حاخامات قدموا شروحات مزيفة عن الهيكل المزعوم، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، وأدوا طقوساً تلمودية في المنطقة الشرقية منه.

كما اقتحمت عناصر من حكومة الاحتلال المصلى القبلي في المسجد الأقصى، ونفذوا جولة استفزازية داخله.

في سياق آخر، سرق مستوطنون مسلحون، اليوم الثلاثاء، ثلاثة رؤوس من الماشية شمال غرب سلفيت شمال الضفة الغربية، بعدما هاجموا "بركس" للمواشي في أرضه.

وسلمت قوات الاحتلال، اليوم الثلاثاء، إخطارات بوقف البناء في قرية النبي إلياس شرق قلقيلية شمال الضفة لمنشأتين زراعيتين.

وهدمت قوات الاحتلال، اليوم الثلاثاء، عدداً من بسطات الخضر، واستولت على منشار حجر، بالقرب من الحاجز العسكري المقام على أراضي قرية الجلمة شمالي جنين، بحجة عدم الترخيص.

المساهمون