الاحتلال يقمع مسيرة الأعلام الفلسطينية على حدود غزة

18 مايو 2023
+ الخط -

أصيب عدد من الفلسطينيين، مساء اليوم الخميس، برصاص الاحتلال الإسرائيلي والغاز السام والمسيل للدموع إثر قمع جنود الاحتلال الإسرائيلي مسيرة الأعلام الفلسطينية على الحدود الشرقية لمدينة غزة تزامنًا مع مسيرة الأعلام التهويدية التي أقامتها جماعات استيطانية في القدس المحتلة.

وشارك آلاف الفلسطينيين في المسيرة التي دعت إليها القوى الوطنية والإسلامية، حيث رفعت الأعلام الفلسطينية فقط، ورددت الهتافات المنددة بالمحاولات الإسرائيلية الرامية لتغيير الواقع في مدينة القدس والمسجد الأقصى على وجه الخصوص.

وأشعل الشبان الغاضبون الإطارات على مقربة من الشريط الحدودي الفاصل بين الأراضي المحتلة عام 1948 وقطاع غزة، فيما أحرقت الأعلام الإسرائيلية، تعبيرًا من المشاركين عن رفضهم الاحتلال وكل مساعي الحكومة الائتلافية الحالية لتغيير الواقع وتطبيق التقسيم الزماني والمكاني في القدس.

مسيرة الأعلام الفلسطينية على حدود غزة (عبد الحكيم أبو رياش)

وأطلق جنود الاحتلال الرصاص والرصاص المطاطي تجاه المشاركين، ما تسبب في تسجيل إصابات، بالتزامن مع إطلاق طائرة مسيرة القنابل السامة والمسيلة للدموع تجاه المشاركين في المسيرة، فيما نقلت سيارات الإسعاف بعض الإصابات إلى المستشفيات لتلقي العلاج.

أما الفصائل الفلسطينية فقد أكد عدد من قادتها رفض التقسيم الزماني والمكاني، الذي تسعى المؤسسة الإسرائيلية الرسمية إلى فرضه كسياسة أمر واقع في المسجد الأقصى وتغيير الواقع القائم فيه حاليًا، مع التلويح بالذهاب بعيدًا مهما كلف ذلك من ثمن.

الهندي: محاولات الاحتلال فرض واقع جديد ستبوء بالفشل

وأكد عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" سهيل الهندي على وحدة الموقف الفلسطيني بمختلف أشكاله وتوجهاته الفصائلية الرافض لكل المساعي الإسرائيلية المتعلقة بتهويد المسجد الأقصى أو فرض واقع جديد به.

وقال الهندي، في كلمة له خلال المسيرة، إن كل محاولات الاحتلال لفرض واقع جديد ستبوء بالفشل وستُحبط بفضل انتفاضة الشعب الفلسطيني ومقاومته، إلى جانب صمود الفلسطينيين في القدس المحتلة في وجه المخططات الإسرائيلية.

وشدد عضو المكتب السياسي لـ"حماس" على ضرورة "تعزيز الوحدة الوطنية في وجه المخططات الإسرائيلية وتضافر الجهود وتعزيز العمل المقاوم، للوقوف سدًا منيعًا أمام المحاولات الإسرائيلية الرامية لتغيير الواقع في المسجد الأقصى"، لافتًا إلى أن "المقاومة ستبقى مستمرة حتى رحيل الاحتلال بشكل كامل عن فلسطين".

البطش: أرض عربية إسلامية لا تقبل القسمة

من جانبه، قال القيادي في حركة "الجهاد الإسلامي"، خالد البطش، إن "كل الشواهد التاريخية تؤكد الحق الفلسطيني في القدس والمسجد الأقصى، وأن كل المساعي الإسرائيلية لتغيير الواقع خلال سنوات الصراع التي تجاوزت 75 عامًا باءت بالفشل".

مسيرة الأعلام الفلسطينية على حدود غزة (عبد الحكيم أبو رياش)

وأضاف البطش، لـ"العربي الجديد": "القدس المحتلة هي أرض عربية إسلامية لا تقبل القسمة بين دولتين أو شعبين، ومسيرة الأعلام أو غيرها من الصلوات التلمودية في المسجد الأقصى لن تعطيهم السيادة على الأرض كونها ليست لهم من الأساس".

وشدد على أن "الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه يحاولون منذ 75 عامًا فرض سيادة وهوية لهم في القدس والمسجد الأقصى، غير أن كل هذه المحاولات فشلت"، محملاً الاحتلال المسؤولية عن أي محاولات لتغيير الواقع القائم في القدس والمسجد الأقصى.

مزهر: العمليات اللغة الوحيدة التي من شأنها أن تغير الواقع

من جانبه، اعتبر عضو اللجنة المركزية العامة لـ"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" ماهر مزهر أن تظاهرة الأعلام الفلسطينية قرب حدود غزة "بمثابة رسالة للاحتلال بحق الفلسطينيين في أرضهم وتمسكهم بالعودة إليها، رغم مرور سنوات طويلة على النكبة الفلسطينية".

وقال مزهر لـ"العربي الجديد" إن "الفلسطينيين بشكل عام وفي الضفة الغربية والقدس المحتلة مطالبون بتعزيز الاشتباك الدائم في كافة المحاور والطرق الالتفافية، لرفع كلفة الاحتلال وتنفيذ المزيد من العمليات كونها هي اللغة الوحيدة التي من شأنها أن تغير الواقع".

وأوضح أن "الدول العربية مطالبة بالانتصار للقضية الفلسطينية وإسناد سكان القدس المحتلة"، مشددًا على "ضرورة وقف كل اتفاقيات التطبيع التي شهدتها المنطقة في السنوات الخمس الأخيرة، والتي يسعى الاحتلال لزيادتها".

المساهمون