في ما يدل على تحول على مسار "صفقة" التبادل بين نظام بشار الأسد وإسرائيل، ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن سلطات الاحتلال أفرجت، بعد عصر اليوم، عن اثنين من رعاة الأغنام السوريين، ألقي القبض عليهما قبل أسبوعين بحجة أنهما اجتازا الحدود إلى إسرائيل، تمهيدا لإطلاق شابة إسرائيلية ألقت السلطات السورية القبض عليها بعد دخولها الحدود بشكل غير قانوني.
وذكر يوسي ميلمان، معلق الشؤون الاستخبارية في صحيفة "هآرتس" في تغريدة على حسابه على "تويتر"، أن إسرائيل قامت بتسليم الراعيين إلى الصليب الأحمر الدولي، الذي قام بتسليمهما إلى النظام السوري. وأشار ميلمان إلى أن جيش الاحتلال ألقى القبض على الراعيين بهدف المساومة من أجل الدفع نحو الإفراج عن الشابة الإسرائيلية، التي تجاوزت الحدود إلى سورية قبل أسبوعين. وأشار ميلمان إلى أن الشابة الإسرائيلية التي سيطلق سراحها من سورية سيتم نقلها إلى موسكو ومن ثم إعادتها إلى إسرائيل.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد كشفت عن عوائق حالت دون تنفيذ الصفقة أمس، وأبرزها رفض المواطنَين السوريين اللذين يطالب النظام السوري بالإفراج عنهما ضمن الصفقة، وهما نهال المقت وذياب قهموز، التوجه إلى دمشق.
وذكر موقع صحيفة "يسرائيل هيوم"، اليوم الخميس، أن تطورات جوهرية طرأت على مسار الصفقة، لافتة إلى أن هذه التطورات جاءت بفعل مواصلة روسيا جهود الوساطة بين دمشق وتل أبيب. وأشار إلى أن القيود التي فرضتها الرقابة العسكرية تحول دون الكشف عن المزيد من التفاصيل حول طابع هذه التطورات.
وتناول موقع الصحيفة الروايات المتضاربة حول الشابة الإسرائيلية التي يفترض أن يتم الإفراج عنها ضمن الصفقة، وأشارت من ناحية إلى أنها "مختلة عقلياً"، ومن ناحية لفتت إلى أنها ارتبطت بعلاقة عاطفية افتراضية مع مواطن سوري. من جهتها، أشارت قناة التلفزة الإسرائيلية الرسمية إلى أن هذه الشابة، التي تنحدر من مستوطنة "موديعين عيليت"، تجيد اللغة العربية.
وكانت قناة التلفزة الإسرائيلية الرسمية "كان" قد قالت إن عوائق تحول دون تنفيذ صفقة تبادل الأسرى. وأضافت أن قهموز، الأسير السوري المعتقل في سجن "كتسيعوت" الصحراوي في النقب يفضل البقاء في السجن على الذهاب إلى دمشق، وهو الموقف نفسه الذي تتبناه نهال المقت، من بلدة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل. وأشارت القناة إلى أن المقت غير معتقلة بل تنفذ حكماً بـ"خدمة الجمهور" في إحدى المستوطنات شمالي إسرائيل. وحسب القناة فإن إسرائيل أرسلت مبعوثين إلى مجدل شمس لإقناع المقت بالتوجه إلى سورية، في حين تبذل السلطات العسكرية جهوداً لإقناع قهموز بعدم إعاقة تنفيذ الصفقة والتوجه إلى دمشق.
وفي السياق، نقلت القناة عن مصادر إسرائيلية تأكيدها أن إسرائيل لم تلتزم بتقليص عدد الغارات التي تنفذها في سورية ضمن الصفقة المتبلورة. ويذكر أن كلاً من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزيري الأمن بني غانتس والخارجية غابي أشكنازي ورئيس مجلس الأمن القومي مئير بن شابات، قد أجرى اتصالات مكثفة مع كبار المسؤولين الروس، وضمنهم الرئيس فلاديمير بوتين، بهدف إنجاز الصفقة.