تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتداءها على المواطنين الفلسطينيين في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة. في وقت توسعت فيه المواجهات التي يخوضها الفلسطينيون ضد قوات الاحتلال والمستوطنين، والتي تصاعدت بعد اقتحام بن غفير صباح اليوم، حي الشيخ جراح مجدداً بعد أقل من 24 ساعة على إخراجه من هناك من قبل شرطة الاحتلال.
وفي بيان له خلال مؤتمر صحافي في خيمة أقامها في حي الشيخ جراح وافتتح بها مكتبه، قال إيتمار بن غفير، إنه عازم على إبقاء مكتبه في الحي مفتوحاً: "أنا باقٍ هنا. في الساعات القليلة الماضية، كانت هناك كل أنواع المقترحات من وسطاء وأطراف ثالثة تحاول حل ما يحدث هنا في حي الشيخ جـراح في القدس. لن أغادر المكان حتى يتم حماية اليهود في الحي، سأبقى هنا، نحن أصحاب المكان".
ومع وصول بن غفير مجدداً إلى حي الشيخ جراح، أغلقت قوات الاحتلال محيط منزل عائلة سالم المهدد بالتهجير وحظرت الوصول إلى هناك في حين تسمح فقط لتجمعات المستوطنين قرب المنزل.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي، قد دفعت، مساء اليوم، بأعداد إضافية من عناصرها إلى حي الشيخ جراح في القدس المحتلة الذي يشهد توتراً شديداً بعد اعتداء جنود الاحتلال على المتضامنين هناك، ومحاولة المستوطنين التعرض لوفد تضامني برئاسة الشيخ عكرمة صبري، رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس، وحاتم عبد القادر، رئيس الهيئة الإسلامية المسيحية.
وهاجم جنود الاحتلال حشداً من المتضامنين وأبعدوهم بالقوة، واعتدوا بالضرب على عوض السلايمة، أحد كوادر حركة فتح وعضو إقليمها في القدس.
من جانبه، أكد الشيخ صبري لـ"العربي الجديد" أن ما يحدث في الشيخ جراح هو امتداد لمعركة مستمرة في هذا الحي منذ أكثر من عام، وهو اعتداء على الوجود المقدسي في هذا الحي الذي يتعرض لأسوأ عملية تطهير عرقي.
وخلال لقائه عائلة سالم وأهالي حي الشيخ جراح، أكد صبري وقوف المقدسيين جميعاً مع الأهالي في مواجهة ما يتعرضون له من عدوان.
بدوره، حمّل حاتم عبد القادر، في حديث لـ"العربي الجديد"، الاحتلال وحكومته تبعات ما يجري من عدوان خطير على أهالي حي الشيخ جراح، وقال: "الاحتلال وحده يتحمل هذا الانفلات العنصري الذي يقوده ايتمار بن غفير ضد المقدسيين".
وفي سياق عدوانها اليوم على الفلسطينيين، اعتدت قوات الاحتلال على الشقيقين محمد ومالك فادي مطور قبل أن تقوم باعتقالهما.
ووفق ما أفاد به شهود عيان لـ العربي الجديد"، تستهدف قوات الاحتلال بصورة خاصة الطواقم الإعلامية وتمنع الصحافيين من القيام بمهامهم، وسجلت الليلة، اعتداءات على عدد من هذه الطواقم وإصابة الصحافي يوسف مسودة نتيجة تعرضه للضرب.
من جانبه، قال "الهلال الأحمر" في القدس إن طواقمه تعاملت مع أربع إصابات في حي الشيخ جراح في القدس المحتلة، جراء اعتداء قوات الاحتلال عليهم، وأن أحد الإصابات كانت اعتداء بالضرب، و٣ إصابات برش الغاز والاعتداء، وتم نقل إصابتين للمستشفى وإصابتين تم علاجهما ميدانياً.
ومساء اليوم الاثنين، اندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في الخربة، بين بلدة بيت أجزا وقرية بيت دقو شمال غرب القدس، بعد مهاجمة قوات الاحتلال مسيرة مساندة لأهالي بلدة السيلة الحارثية غرب جنين، والتي هدم فيها الاحتلال منزل الأسير محمود جرادات، وكذلك مساندة لأهالي حي الشيخ جراح.
في حين، رشق مستوطنون اليوم، مركبات للفلسطينيين بالحجارة من أعلى شارع النفق الواصل بين بلدتي بدو والجيب شمال غرب القدس.
في سياق منفصل، اقتحم عشرات المستوطنين، اليوم الاثنين، المسجد الأقصى المبارك، بحراسة مشددة من قوات الاحتلال، ونفذوا جولات استفزازية وأدوا طقوساً تلمودية في باحاته، خصوصاً في المنطقة الشرقية منه.
على صعيد آخر، هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، منزلاً قيد الإنشاء في حي سطح مرحبا بمدينة البيرة الملاصقة لمدينة رام الله وسط الضفة الغربية، يعود للمواطنين، ثائر فليفل وسالم جويلس.
في حين، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، شخصاً وهدمت بركساً تجارياً في بلدة الرام شمال القدس المحتلة، والذي يستخدم لبيع الخضار.
في غضون ذلك، أصيب الفلسطيني سمير سيف بجروح في رأسه، اليوم الاثنين، بعد اعتداء مستوطنين عليه في أراضي قرية برقة شمال غرب نابلس شمال الضفة الغربية، وذلك أثناء تواجده بمنطقة باب الواد في القرية، المحاذية لمستوطنة "حومش" المخلاة، ونقل إثرها إلى المستشفى، وفق تصريحات لمسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة غسان دغلس.
من جهة أخرى، اندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الاثنين، في قرية الجانية غرب رام الله، تزامناً مع مداهمة عدة منازل، دون أن يبلغ عن وقوع إصابات.
كما شهدت منطقة باب الزاوية بمدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، مساء اليوم، مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي من دون أن يبلغ عن وقوع إصابات.