الاحتلال يشرع بهدم خربة "حمصة الفوقا" في الأغوار الفلسطينية للمرة الثانية

أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان له، مساء الأربعاء، أن طواقمه قدمت الإسعافات الأولية، والإسعاف النفسي الأولي يوم الأربعاء، لـ 11 عائلة تضم 76 فردًا، من بينهم 48 طفلاً، في التجمعات البدوية في منطقة حمصة الفوقا بالأغوار الشمالية الفلسطينية.

وأشار الهلال الأحمر إلى أن مواجهات نشبت بين قوات الاحتلال وأهالي المنطقة، نتجت عنها العديد من الإصابات، تم التعامل معها وعلاجها ميدانيًا.

شدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس على استمرار صمود الشعب الفلسطيني وقيادته في وجه المخططات الإسرائيلية الاستيطانية الرامية إلى فرض الأمر الواقع الاحتلالي الاستعماري في منطقة الأغوار الفلسطينية، وبالذات الهجمة الإسرائيلية المسعورة على الأغوار الشمالية، معبراً عن بالغ الغضب من استمرار هذا العدوان الهمجي.

جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه الرئيس عباس، مساء اليوم الأربعاء، مع المواطنين المعتصمين في قرية حمصة الفوقا في الأغوار الشمالية، الذين تحاصرهم قوات الاحتلال الإسرائيلي بعد قيامهم بالاعتصام في أرضهم التي تريد سلطات الاحتلال تهجيرهم منها بالقوة.

ووجه عباس رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وليد عساف المتواجد برفقة المعتصمين، بضرورة الاستمرار في الصمود والدفاع عن الأرض والحقوق الفلسطينية ومقاومة الاستيطان الاستعماري الإسرائيلي مهما كان الثمن، مشددًا على حق الشعب الفلسطيني في أرضه ووطنه استناداً إلى الشرعية الدولية التي تكفل الحق في مقاومة الاستعمار والاحتلال.

فككت قوات الاحتلال الإسرائيلي مساء الأربعاء، الخيام السكنية في خربة حمصة الفوقا بالأغوار الفلسطينية، والتي أعادت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان بناءها الأربعاء، بعد أن هدمتها قوات الاحتلال، صباحًا، وهي المرة الثالثة التي تهدم فيها قوات الاحتلال الخربة خلال 3 أيام، وفق ما أكدته هيئة مقاومة الجدار والاستيطان.

وأشارت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان إلى أن جيش الاحتلال شرع بتفكيك الخيام في الخربة التي تم بناؤها لإيواء أهالي حمصة الفوقا، فيما احتجزت قوات الاحتلال الوزير وليد عساف رئيس الهيئة، ومحافظ طوباس اللواء يونس العاص وكوادر هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وأهالي المنطقة.

باشرت كوادر وطواقم هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية، عصر اليوم الأربعاء، بإعادة ما هدمه الاحتلال من خيام ومساكن في خربة حمصة الفوقا، من أجل تعزيز صمود أهاليها في وجه محاولات تهجيرهم، وفق ما أكده لـ"العربي الجديد"، مدير هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية في شمال الضفة الغربية، مراد اشتيوي.
وأكد اشتيوي أنّ قوات الاحتلال انسحبت قبيل عصر اليوم، من خربة حمصة الفوقا بالأغوار الشمالية الفلسطينية، بعد أن سوّت بالأرض وهدمت جميع المساكن والحظائر المبنية من الخيام المتعلقة بالسكان، وصادرتها مع مقتنياتهم، لكن النشطاء أصروا على إعادة ما تم هدمه.

تتواصل الحملة العسكرية الواسعة التي تنفذها قوات الاحتلال الإسرائيلي في خربة حمصة الفوقا بالأغوار الشمالية، حيث تم هدم كلّ الخيم والبركسات، وعددها ثمانية، كما جرت مصادرة سيارتين تتبعان لـ"هيئة مقاومة الجدار والاستيطان" الفلسطينية.

وقال مسؤول ملف الاستيطان في محافظة طوباس والأغوار معتز بشارات لـ"العربي الجديد"، إن الاحتلال أغلق الخربة لمدة أسبوع بشكل كامل.

وأشار إلى أن الاحتلال اعتقل الناشط في "هيئة مقاومة الجدار والاستيطان" محمد أبو حسن، كما منع الطواقم الصحافية من الدخول للمنطقة وضرب حولها طوقاً مشدداً.

أوضح مدير مكتب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية في شمال الضفة الغربية، مراد اشتيوي لـ"العربي الجديد"، أن نشطاء الهيئة اعتصموا منذ هدم خربة حمصة الفوقا بالكامل أول من أمس الثلاثاء، في أراضي الخربة دعماً وإسناداً للأهالي، وأعادوا بناء جزء من خيامهم، لكن قوات الاحتلال اقتحمت الخربة صباح اليوم، وشرعت بهدمها.
وأشار اشتيوي إلى أن قوات الاحتلال أحضرت معها رافعات كبيرة، وشرعت بهدم مساكن الخربة التي أعيد بناؤها، من أجل الهدم ومصادرة خيامهم السكنية وممتلكاتهم، لإجبار الأهالي على الرحيل والسيطرة على الأراضي، فيما لا تزال عملية الهدم مستمرّة حتى اللحظة.
وناشد اشتيوي المنظمات والمؤسسات الدولية والمجتمع الدولي ضرورة التدخل والضغط على قوات الاحتلال، من أجل وقف "مجزرة الهدم والترحيل" بحق أهالي خربة "حمصة الفوقا" بالأغوار.