الاحتلال يسعى للبقاء في محور فيلادلفيا على حدود غزة ومصر

30 مايو 2024
نازحون فلسطينيون في رفح بالقرب من محور فيلادلفيا / 4 إبريل 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- جهات عسكرية إسرائيلية تقترح تشكيل "لواء إقليمي فيلادلفيا" للسيطرة على محور فيلادلفيا بين غزة ومصر، للضغط على حماس والتأثير على القاهرة، وتحرير المحتجزين الإسرائيليين.
- الاقتراح يشمل إجراءات مثل الكشف وتدمير المنازل والأنفاق "المشبوهة" للقضاء على التهديدات، ويدعو مصر لإنشاء حاجز تحت الأرض وغرفة عمليات مشتركة.
- الجيش الإسرائيلي يدعي السيطرة العملياتية على المحور، بينما تنفي مصر الادعاءات حول التهريب عبر المحور، وتصفها بأنها "أكاذيب" لتبرير الاحتلال.

اقترحت جهات عسكرية إسرائيلية تشكيل "لواء إقليمي فيلادلفيا" في جيش الاحتلال، عقب الإعلان أمس عن السيطرة على محور فيلادلفيا على حدود قطاع غزة ومصر في محاولة للضغط على حركة حماس، والتأثير على القاهرة التي يقع المحور على حدودها. وأوضحت صحيفة "يديعوت أحرونوت" التي أوردت الخبر اليوم الخميس، أن مقترح إقامة لواء لإدارة شؤون محور فيلادلفيا والسيطرة عليه، جاء من قبل مسؤولين عسكريين كبار، والذين سبق أن خدموا في المنطقة الجنوبية، على أن يقوم جيش الاحتلال قبل ذلك بالكشف عن منازل "مشبوهة" وأنفاق، على مسافة حتى كيلومتر من المحور وتدميرها والقضاء على التهديدات.

وبحسب ذات المسؤولين العسكريين، فإن مجرد الإعلان عن إقامة اللواء سيشكّل ضغطاً على حركة حماس، وبطاقة توظّف في التوصل إلى صفقة تعيد المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة. كما يعتقد المسؤولون الإسرائيليون، طبقاً للصحيفة، أن خطوة كهذه "ستحث المصريين أيضاً على العمل بطريقة أكثر فعالية"، على سبيل المثال في إنشاء حاجز تحت الأرض، وإقامة غرفة عمليات مشتركة مع إسرائيل لإدارة المنطقة.

وذكرت "يديعوت أحرونوت" أنه "لا يؤمن الجميع في جيش الاحتلال الإسرائيلي بهذا الحل" ولكنه "أقل سوءاً" من طروحات أخرى، وسيقلّص خطر المس بالجنود الإسرائيليين في المنطقة. ونقلت عن مسؤولين كبار في الجيش، لم تسمّهم، قولهم إنه في جميع الحالات، إن "ترك محور فيلادلفيا، فإنه سيشكّل خطراً استراتيجياً كبيراً، وسيكلفنا ثمناً باهظاً". ويشير هذا الموقف إلى نية إسرائيل البقاء في المنطقة والسيطرة عليها، مع عدم أخذ أي اعتبار للموقف المصري. 

وترى أوساط في جيش الاحتلال أن السيطرة العملياتية على محور فيلادلفيا جاءت متأخرة جداً، فيما ذكرت الصحيفة العبرية أنه سيتوجب على اللجنة التي ستحقق في مجريات الحرب والقرارات المتعلّقة بها، فحص أسباب تأخر اجتياح الجيش لرفح. وتعتقد جهات في المؤسستين الأمنية والعسكرية، أنه بدون إغلاق "محور التهريب" تحت الأرض، في الأنفاق، فإنه لا يمكن إنهاء الحرب، وأن إبقاء المحور مفتوحاً سيؤدي إلى تعزيز حركة حماس قوتها من جديد، وهذه المرة من خلال وسائل جديدة وأكثر تقدّماً، ما سيؤدي إلى وصول مُسيّرات متفجّرة، وصواريخ مضادة للدروع، وصواريخ بركان، التي ستهدد أمن الإسرائيليين في المنطقة الجنوبية، ولاحقاً ستصل إلى غزة صواريخ بعدية المدى تهدد مختلف المناطق، وفق الادعاءات الإسرائيلية.

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي ادعى مساء أمس، "السيطرة عملياً على كامل" الشريط الحدودي الفاصل بين مصر وقطاع غزة، المعروف باسم "محور فيلادلفيا"، في وقت نقلت قناة القاهرة الإخبارية الخاصة عن مصدر مصري "رفيع المستوى" قوله إن "لا صحة للأمر"، موضحاً أن "هناك محاولات إسرائيلية لتصدير الأكاذيب حول وضع قواتها على الأرض في رفح". وأعلن الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس، أن القوات الإسرائيلية سيطرت "بشكل كامل" على محور فيلادلفيا، زاعماً أن هذه المنطقة "كانت بمثابة الأوكسجين بالنسبة لحركة حماس التي استخدمتها لتهريب الأسلحة"، وأوضح أن جنوده يتعاملون في "بيئة معقدة" على امتداد الحدود مع مصر، وأن الجيش يدفع "أثماناً باهظة".

ووصفت الهيئة المصرية العامة للاستعلامات سابقاً الاتهامات بالتهريب بأنها "أكاذيب" تستهدف تغطية رغبة إسرائيل في احتلال المنطقة الحدودية العازلة، المعروفة باسم محور فيلادلفيا. ويمتدّ محور فيلادلفيا من معبر كرم أبو سالم شرقاً، وهو بداية الحدود المصرية الفلسطينية، وصولاً إلى منطقة حي البرازيل في منتصف المسافة في المحور نفسه، باتجاه الغرب حيث يمتد على مسافة ما يقارب 13 كيلومتراً.

المساهمون