الاحتلال يدمر مباني ومنشآت صناعية بعملية هدم واسعة شرق القدس المحتلة

06 سبتمبر 2023
عدة جرافات تابعة لجيش الاحتلال نفذت عملية الهدم ببلدة عناتا شرقي القدس (منصة إكس، فيسبوك)
+ الخط -

هدمت جرافات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، منزلاً ومبنىً قيد الإنشاء وعشر منشآت صناعية في حيّ البقعان بأراضي بلدة عناتا شمال شرقي القدس المحتلة.

وأفاد المواطن زكريا حمدان، في حديث لـ"العربي الجديد"، بأن قوات كبيرة من جنود الاحتلال وضباط ما تسمى الإدارة المدنية اقتحمت الحيّ وهدمت منزله الذي يؤوي 8 أفراد، وحولت منشآت صناعية، من بينها محل لبيع قطع السيارات، إلى ركام.

كذلك هدمت قوات الاحتلال مزرعة أغنام و"بركساً" ومغسلة للمواطن أشرف أبو عودة، وتعمدت تجريف وتخريب مواقع المنشآت حتى لا يعاد بناؤها مجدداً.

بدوره، قال الناشط أحمد حلوة من حيّ البقعان، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "عملية الهدم التي جرت اليوم في البلدة هي الأوسع منذ سنوات طويلة، وقد اضطرت قوات الاحتلال إلى إزالة وهدم مقطع من جدار الفصل العنصري الذي يحيط بالحيّ ويمتد على مسافة تزيد على كيلومترين لتنفيذ عملية الهدم".

وتعتبر المنطقة الصناعية في حيّ البقعان بأراضي بلدة عناتا واحدة من أهم المناطق الصناعية في منطقة شمال شرق القدس حيث بلدات حزما، جبع، ومخماس.

وقدّر الناشط في عناتا خسائر أصحاب المحالات والمنشآت الصناعية المهدّمة بمئات آلاف الشواقل بالعملة الإسرائيلية (الدولار يساوي 3.80 شيكل)، لافتاً إلى أن عمليات الهدم استهدفت المنشآت ومحتوياتها.

في الأثناء، قال رئيس المجلس المحلي لبلدة عناتا، طه نعمان الرفاعي، لـ"العربي الجديد"، إن "جرافات ضخمة نفذت عمليات التدمير والهدم للمنشآت الصناعية في البلدة، خصوصاً المتاخمة لجدار الفصل العنصري الذي التهم أكثر من 1700 دونم من أراضي عناتا".

وأشار الرفاعي إلى أن عمليات الهدم تتركز في المنطقة المصنفة (ب) من أراضي البلدة، علماً أن الاحتلال يمنع البناء في جميع الأراضي بتصنيفاتها المختلفة (أ) و(ب) و(ج) في البلدة.

وقال الرفاعي: "من أصل 32 ألف دونم تشكل المساحة الاجمالية لبلدة عناتا، تسمح سلطات الاحتلال بالبناء في 900 دونم فقط، وهو مساحة مخططها الحالية، ما سبّب أزمة سكانية خانقة مردّها الزيادة الطبيعية في عدد السكان الأصليين من أبناء البلدة وانتقال آلاف المواطنين من مختلف المحافظات للإقامة والعمل فيها لقربها من القدس.

يذكر أن سلطات الاحتلال كانت قد صادرت مساحات كبيرة من أراضي البلدة لصالح مستوطناتها ومعسكراتها، من بينها مستوطنة ومعكسر "عناتوت"، و"علمون"، و"نافيه برات".

في شأن آخر، أصيب شاب فلسطيني، ليل الثلاثاء الأربعاء، بجروح بعيار معدني مغلف بالمطاط، فيما اعتقل اثنان آخران خلال مواجهات عنيفة شهدتها بلدة سلوان جنوبيّ المسجد الأقصى، في القدس المحتلة.

واقتحم وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير حيّ راس العامود في البلدة، أمس الثلاثاء.

وأفاد أحد المسعفين لـ"العربي الجديد" بأن قوات الاحتلال أطلقت الرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الغاز السام المسيل للدموع بكثافة وبصورة عشوائية خلال مواجهتها للشبان، فيما تلقى عدد من المواطنين إسعافات أولية داخل منازلهم جراء الاختناق بالغاز المسيل للدموع.

وقال زياد الحموري، مدير مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية، إن بن غفير "يحاول أن يثبت للفلسطينيين، وخصوصاً المقدسيين، أنه صاحب البيت، وذلك من خلال جميع جولاته التي يقوم بها، سواء في الطور وراس العامود أو في المسجد الأقصى والنقب".

وأضاف الحموري: "هذا ما نراه بوضوح من خلال تصريحات بن غفير اليومية، وهي تصريحات تكشف حجم وقاحته التي يعبّر عنها من خلال دعمه لمن يقتل الفلسطينيين، وتوفيره الغطاء لاعتداءات شرطته".

من جانب آخر، واصل المستوطنون، الأربعاء، اقتحاماتهم لباحات المسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال، فيما فتشت الأخيرة حقائب الطلبة المدرسية عند مداخل المسجد، بحثاً عن كتب من المنهاج الفلسطيني في القدس، ضمن عمليات تفتيش متواصلة منذ أيام، لمنع المنهاج الفلسطيني.

من جهة أخرى، قال نادي الأسير الفلسطيني، في بيان صحافي، إن قوات الاحتلال اعتقلت 12 مواطناً على الأقل من الضفّة الغربية خلال ليل الثلاثاء الأربعاء وفجر اليوم.

المساهمون