استمع إلى الملخص
- يواصل جيش الاحتلال محاصرة جباليا، مدعيًا وجود منازل مفخخة وكمائن أعدتها كتائب القسام، مما يشير إلى استعداد لعمليات عسكرية طويلة الأمد.
- تهدف "خطة الجنرالات" إلى تهجير 300 ألف من سكان شمال غزة للسيطرة العسكرية، مع زعم أن ذلك سيؤدي إلى تأليب السكان ضد حماس وتسريع صفقات إطلاق سراح المحتجزين.
عشرات آلاف السكان يرفضون مغادرة جباليا والتوجه جنوباً
أبقى جيش الاحتلال فرقة نظامية لمحاصرة جباليا
تقوم الخطة على تهجير نحو 300 ألف من سكان غزة من الشمال
تشهد حرب الإبادة والتجويع الإسرائيلية المستمرة منذ عام على قطاع غزة، شكلاً جديداً أساسه "خطة الجنرالات" التي تركّز في هذه المرحلة على محاصرة وتهجير وتجويع شمال القطاع، كما يحصل في جباليا ومحيطها على وجه الخصوص، ويبدو أن ذلك سيستمر لعدة أشهر، وفق تقديرات لجيش الاحتلال، فقد بدأت مصادر فيه تتحدث عن رفض سكان المنطقة مغادرتها، ما قد يعني، بناء على تجارب سابقة، التمهيد لارتكاب مجازر بحق المدنيين، على غرار الحاصل في شتى أرجاء القطاع.
رغم إعلان الاحتلال قطاع غزة "جبهة ثانية" لأول مرة منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023 مع تحويله مركز الثقل الى لبنان، خاصة منذ بدء الاجتياح البري هناك، فإن الجرائم التي يرتكبها في غزة لا تفرق بين "جبهة أولى" و"ثانية".
وأبقى جيش الاحتلال فرقة نظامية تابعة لقيادة المنطقة الجنوبية لمحاصرة جباليا، وهذه المرة بحسب ما أوردته صحيفة يديعوت أحرنوت اليوم الجمعة، لفترة طويلة تتجاوز الحديث عن بضعة أسابيع، لأسباب من بينها رفض عشرات آلاف السكان المغادرة جنوباً وهو ما وصفته الصحيفة بالأمر "الاستثنائي"، في ظل تشديد قوات الاحتلال منذ يوم السبت الماضي، تطويق جباليا وحصارها.
يزعم جيش الاحتلال أن كتائب القسام (الجناح العسكري لحركة حماس)، "التي تعيد بناء قدراتها"، أعدّت لجنوده منازل مفخخة في المنطقة، وزرعت عبوات ناسفة في بعض المناطق، كما أعدت كمائن وقذائف مضادة للدروع في المناطق التي سبق أن عمل فيها جيش الاحتلال في الأشهر الأخيرة. ونقل موقع واينت العبري اليوم، عن جهات في جيش الاحتلال، قولها "نحن جاهزون للعمل المتواصل هنا أيضاً لعدة أشهر".
بخلاف عمليات الدهم السابقة، التي تمت في إطار "المرحلة الثالثة" من القتال في غزة، والتي تعتمد على عمليات موضعية، قد تستمر لسنوات مقبلة وفق التقديرات الإسرائيلية، ذكرت الصحيفة العبرية أن العملية العسكرية تأتي هذه المرة في ظرفين مختلفين، الأول أن جبهة الحرب الرئيسية باتت في الشمال، والثاني يتعلق بالظروف الميدانية، إذ يرفض معظم السكان الغزيين في منطقة العملية العسكرية التي تم تطويقها، تهجيرهم نحو مدينة غزة.
ويدور الحديث إسرائيلياً عن 30 إلى 70 ألفاً من سكان غزة المنتشرين أيضاً على مشارف جباليا وفي بيت حانون وبيت لاهيا، كما يزعم الاحتلال وجود مقاومين من "حماس" في أوساطهم.
اجتياح جباليا... نسخة مصغرة عن "خطة الجنرالات"
يزعم ضباط يقودون العملية العسكرية أن هزيمة "حماس" بصفتها إطاراً عسكرياً في جباليا تمت منذ بداية الحرب، ولكن لا بد من العمليات الحالية من أجل استمرار القضاء على محاولات إعادة بناء نفسها. كما يدعي جيش الاحتلال أنه قتل حتى الآن ما لا يقل عن 100 من المقاومين في جباليا، وعثر على أنفاق هجومية تابعة لحركة حماس، بعضها لم يتم الكشف عنها من قبل. ودفعت هذه الظروف، بحسب الصحيفة العبرية، قيادة المنطقة الجنوبية، لإدراك أن هذه العملية بخلاف العمليات العسكرية السابقة التي استمرت لمدة أسبوع حتى ثلاثة أسابيع، ستستمر لوقت أطول قد يصل إلى عدة أشهر.
وأضافت "يديعوت أحرنوت" أن العملية العسكرية الحالية في جباليا، تشكّل نسخة مصغّرة وأولية لمبادرة اللواء في الاحتياط غيورا آيلاند، أو ما يعرف باسم "خطة الجنرالات"، التي اقترح من خلالها نقل نحو 300 ألف من سكان غزة الذين لا يزالون في شمال القطاع، إلى جنوبه، بعد إخضاعهم للتفتيش على محور نيتساريم الذي يقسم القطاع الى جزأين. وتتحدث الخطة صراحة عن اعتماد الحصار والتجويع عواملَ أساسية.
بحسب الخطة التي يقترحها آيلاند، يقوم جيش الاحتلال بتهجير نحو 300 ألف من سكان غزة من شمال القطاع، وتحويل المنطقة الشمالية بأكملها إلى منطقة خاضعة للسيطرة العسكرية الإسرائيلية الكاملة. ويدّعي آيلاند أن الاستيلاء على المنطقة سيؤلّب سكان غزة ضد "حماس"، وأن هذا سيكون "أكبر كابوس يواجه السنوار"، ما سيسرّع إبرام صفقة لإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة، وهزيمة "حماس".
وقالت جهات في جيش الاحتلال إنه لا يزال لدى حماس سيطرة في هذه المنطقة، "ولكن على نحو محدود جداً، ونشعر بأنها غير قادرة على ملء الفراغ، وهناك اختلاف كبير بين حماس اليوم وتلك التي قمنا بعملية برية ضدها قبل نحو سنة"، زاعمة العثور على أسلحة داخل منازل ولكن بكميات أقل بكثير "لذلك نحن نعمل على تدمير هذه القدرات أيضاً، بالأساس في منطقة جباليا، حيث ازدادت الإنذارات بأن حماس تحاول إطلاق صواريخ من هناك باتجاه إسرائيل، وحتى القيام بعمليات".
يوم أمس الخميس أعلن جيش الاحتلال مقتل ثلاثة جنود احتياط في وحدة المساعدة الإدارية 5460 من اللواء 460، خلال عملية عسكرية في منطقة جباليا، شمالي قطاع غزة. وبحسب وسائل إعلام عبرية، عبر الثلاثة السياج الحدودي إلى غزة لتقديم المساعدة اللوجستية لمقاتلي الفرقة 162، حين انفجرت بمركبتهم عبوة ناسفة، ما أدى الى مقتلهم، وإصابة جنديين آخرين بجروح خطيرة.