استمع إلى الملخص
- **الوضع الإنساني في مدينة حمد**: المنطقة تضم ما يزيد عن مائة ألف فلسطيني، وبدأ السكان في إخلاء المدينة وفكك النازحون خيامهم، مما زاد من الأعباء في ظل ضعف البنية التحتية وغياب الدعم الحكومي.
- **مجزرة حيّ الدرج وتأثيرها على المفاوضات**: ارتكب جيش الاحتلال مجزرة في حيّ الدرج، ما أوقع أكثر من 100 شهيد وعشرات الجرحى، مما قد يؤثر على مساعي استئناف المفاوضات حول وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
الاحتلال يريد زيادة التضييق على السكان ودفعهم للخروج على المقاومة
يواصل جيش الاحتلال عملياته العسكرية في عدة مناطق بقطاع غزة
الاحتلال ارتكب فجر السبت مجزرة جديدة في حيّ الدرج شرقيّ مدينة غزة
أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، تحذيرات بشنّ عملية عسكرية، شمال غربي خانيونس، بعد أن دعا السكان إلى إخلاء ما أسماه "حيّ الجلاء" بزعم إطلاق صواريخ تجاه مستوطنات غلاف غزة ووضع حركة حماس بنى تحتية في المنطقة. ودعا جيش الاحتلال، في بيان، السكان إلى الابتعاد عن مناطق القتال، والانتقال إلى "المنطقة الإنسانية" المزعومة بشكل "مؤقت".
وأفاد مراسل "العربي الجديد" بأن المقصود بالمنطقة هي مدينة حمد السكنية، التي بدأ باستهدافها منذ صباح اليوم، وإنه لا يوجد حي بهذا الاسم وإنما شارع في مدينة غزة. وادعى جيش الاحتلال، في بيانه، أنه "نظراً لعمليات عديدة واستغلال المنطقة الإنسانية لأنشطة إرهابية وإطلاق قذائف صاروخية نحو إسرائيل من داخل حيّ الجلاء، أصبح البقاء في تلك المنطقة خطيراً، لذلك تجري ملاءمة المنطقة، وفق معلومات استخبارية تفيد بوضع حماس بنى تحتية في المنطقة التي صنفت منطقة إنسانية". وجاء البيان في صيغة متطابقة لبيانات سابقة طالب فيها جيش الاحتلال الإسرائيلي، الأهالي بالنزوح للمزاعم ذاتها، ما يوحي بتحويل هذه الأماكن لمراكز قيادة لفصائل المقاومة والحكومة التي تديرها حركة حماس، في وقت يقول فيه الفلسطينيون إنه يراد منه جعل القطاع بأكمله بقعة غير آمنة وغير قابلة للحياة، ولزيادة التضييق على السكان، ودفعهم إلى الخروج على فصائل المقاومة.
وألقى جيش الاحتلال منشورات وأرسل رسائل قصيرة واتصالات هاتفية مطالباً الفلسطينيين بإخلاء مدينة حمد. وطالب النازحين وأهالي المنطقة بالخروج منها "مؤقتاً" والانتقال إلى المنطقة الإنسانية التي تمت ملائمتها بعد هذا الإعلان الإسرائيلي. ومدينة الشيخ حمد السكنية أقامتها دولة قطر لدعم الفلسطينيين قبل سنوات، وتقع على مساحة نحو 126 دونماً، وتضم 53 عمارة سكنية، وهي تشكل نحو 3 آلاف شقة سكنية، وتعرضت لدمار لافت منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 7 أكتوبر الماضي.
الفلسطينيون ينزحون من مدينة حمد السكنية
والمنطقة التي طلب الاحتلال من سكانها إخلاءها، تضم بين جنباتها ما يزيد عن مائة ألف فلسطيني من سكانها والنازحين، وفق تقديرات محلية، وتمتلئ بالخيام، في ظل التكدس الكبير للنازحين بالمناطق الإنسانية. وقبل ذلك هجّر الاحتلال نحو 60 ألف فلسطيني من مناطق شرق ووسط خانيونس، مع تكرار الأسباب والمزاعم نفسها من جانب الاحتلال الإسرائيلي. وبدأ الفلسطينيون في إخلاء ما تبقى من عمارات مدينة حمد، وفكك النازحون حول المدينة وفي طرقاتها خيامهم، وأضحى المشهد مأساوياً في ظل تكرار عمليات النزوح ما يزيد من الأعباء على الفلسطينيين ويعمق الجراح، في ظل ضعف البنية التحتية فيما بات يعرف بالمناطق الإنسانية، وغياب الدعم الحكومي للنازحين الذين تكرر نزوحهم ما يزيد عن 15 مرة.
ورغم الحديث الإسرائيلي المتكرر عن رصد إطلاق صواريخ من هذه المناطق المستهدفة بالإخلاء، وإنشاء بنى تحتية لحماس أو فصائل المقاومة، فإنّ رصداً دقيقاً لعمليات إطلاق الصواريخ في الفترة الأخيرة يؤكد أن الرشقات أطلقت من مناطق التوغل الإسرائيلي في مدينة رفح وليس من خانيونس، وأنّ هذه المزاعم يراد منها فقط تحريض الفلسطينيين النازحين ضد المقاومة.
وتأتي أوامر الإخلاء الجديدة بعد ساعات من ارتكاب جيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر السبت، مجزرة جديدة في حيّ الدرج شرقي مدينة غزة، بعد أن استهدف مدرسة التابعين التي تؤوي نازحين خلال صلاة الفجر، ما أوقع أكثر من 100 شهيد وعشرات الجرحى، وفي وقت اعترف فيه جيش الاحتلال باستهداف المدرسة، وحاول التذرع بوجود عناصر لحركة حماس داخل المدرسة لتبرير المجزرة المروعة، نفت الأخيرة المزاعم، فيما أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن من بين الأسماء التي نشرها الاحتلال في قائمة زعم أنها للعناصر المستهدفين، شهداء سقطوا قبل وقوع المجزرة بيوم، مشيراً إلى أنه "يستطيع الجزم بأن القائمة مغلوطة ومضللة 100%". وجاءت المجزرة بعد يومين من إعلان موعد جديد لجولة تفاوض جديدة حول وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين حماس والاحتلال الإسرائيلي، لكن حتى الآن لا يعرف كيف ستنعكس المجزرة على مساعي استئناف المفاوضات.