قمعت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الإثنين، فعالية سلمية احتجاجية ضد الاستيطان وتجريف أراضٍ في يطا، جنوب الخليل، جنوبي الضفة الغربية المحتلة، بالتزامن مع هدمها منزلاً سكنياً وبئراً لجمع المياه في بلدة بني نعيم، شرق الخليل.
وأفاد منسق اللجان الوطنية والشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في جنوب الضفة الغربية راتب الجبور، لـ"العربي الجديد"، بأن قوات الاحتلال قمعت، اليوم، فعالية احتجاجية سلمية ضد تجريف أراضٍ تقع شرق يطا لصالح التوسع الاستيطاني، بعدما حاول الأهالي منع جرافات المستوطنين من العمل.
وأضاف أن "جيش الاحتلال تدخل وقمع الفعالية، وأطلق قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، ما أوقع عدداً من الإصابات بحالات اختناق تمت معالجتها ميدانياً، فيما تم اعتقال شابين والمسن سليمان الهذالين، وهو بالثمانينيات من العمر، وجرى اقتيادهم إلى جهة مجهولة".
في سياق آخر، قال الجبور "إن قوات الاحتلال هدمت المنزل الواقع بين بلدة بني نعيم ومدينة الخليل، وهو مكون من 3 طوابق بحجة البناء بدون ترخيص".
في حين ذكرت مصادر صحافية أن قوات الاحتلال هدمت في المنطقة ذاتها بئراً لجمع مياه الأمطار بسعة 200 متر مكعب، وألحقت أضراراً بمواد البناء الموجودة في المكان.
إلى ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال شابة فلسطينية (لا تزال مجهولة الهوية)، في منطقة جبل الريسان، حيث يقيم مستوطنون بؤرة استيطانية هناك، وفق ما أفاد به رئيس مجلس قروي "راس كركر" راضي أبو فخيذة، لـ"العربي الجديد"، والذي أشار إلى أن قوات الاحتلال أغلقت المكان ومنعت أياً كان من الاقتراب أو الدخول إلى المنطقة.
كما اعتقلت قوات الاحتلال، اليوم، ثلاثة فلسطينيين من مخيم العروب ومدينة الخليل، بينما كانت قد اعتقلت شاباً من مدينة طوباس (شمال شرقي).
كذلك اعتقلت الفتى عبيدة عطا الله العمور (17 عاماً)، من بلدة تقوع، شرق بيت لحم (جنوباً)، وشاباً آخر من مخيم عايدة في بيت لحم، إضافة لاعتقال فلسطينيين من مخيم جنين (شمالاً).
وفي القدس المحتلة، اعتقلت قوات الاحتلال، اليوم الإثنين، شابين من قرية بيت دقو (شمال غربي)، و4 فتية من مخيم شعفاط (شمال شرقي).
وكانت قوات الاحتلال قد اقتحمت، فجراً، مدينتي رام الله والبيرة وسط اندلاع مواجهات أصيب خلالها العديد من الفلسطينيين بحالات اختناق.
ودهمت قوات الاحتلال مؤسسة "لجان العمل الصحي" في مدينة البيرة، وحطمت أبوابها، واستولت على أجهزة حواسيب وملفات من داخلها، وعاثت فيها فساداً، واعتقلت محاسب المؤسسة تيسير حسن أبو شربك من منزله بحي أم الشرايط بالمدينة، كما اعتقلت قوات الاحتلال شاباً من مدينة رام الله وشابين آخرين من بلدة بير زيت، شمال رام الله.
من جهتها، استنكرت مؤسسة "لجان العمل الصحي" في بيان، هذا "السلوك الإجرامي من قبل سلطات الاحتلال، لا سيما أنه ليس الأول ضدها".
ودعت المؤسسات الصحية والحقوقية المحلية والدولية للعمل الجاد في فضح وملاحقة الاحتلال بسبب ممارساته ضد المؤسسات الفلسطينية والعاملين فيها بما يخالف قواعد وقوانين الشرعة الدولية التي تكفل حماية وحرية عمل هذه المؤسسات تحت الاحتلال.
وأكدت المؤسسة عزمها على المضي قدماً في تقديم خدماتها الصحية والتنموية لجماهير الشعب الفلسطيني، وأن ممارسات الاحتلال لن تثنيها عن واجباتها تجاه الفلسطينيين وهو ما اعتادته منذ العام 1985.
في غضون ذلك، اقتحم عشرات المستوطنين، اليوم، وبحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي، ساحات المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، في سياق الاقتحامات اليومية التي تتم بالقوة على فترتين صباحية وبعد الظهيرة.
ونفذ المستوطنون جولات استفزازية في ساحاته، وتلقوا شروحات عن "الهيكل" المزعوم وأدوا طقوساً تلمودية قبالة مصلى "باب الرحمة" وقبة الصخرة المشرفة، في ظل فرض إجراءات مشددة، حيث مُنع المصلون المسلمون من دخول المسجد خلال الاقتحامات.