أكد الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، اليوم الثلاثاء، أن الاحتلال الإسرائيلي يستغل أكثر من 85% من المساحة الكلية للأراضي في فلسطين التاريخية، بينما استغل اليهود في عهد الانتداب البريطاني فقط 1،682 كيلو مترا مربعا شكلت ما نسبته 6.2% من أرض فلسطين التاريخية.
ووفق بيان صادر عن الإحصاء الفلسطيني، بمناسبة الذكرى الخامسة والأربعين ليوم الأرض، فإن عـدد الفلسطينيين المقدر في نهاية عام 2020 بلغ حوالي 13.7 مليونا، يعيش 5.2 ملايين منهم فـي دولة فلسطين، وحوالي 1.6 مليون فلسطيني في أراضي 1948، فيما بلغ عدد الفلسطينيين في الدول العربية حوالي 6.2 ملايين فلسطيني، وعدد الفلسطينيين في الدول الأجنبية حوالي 738 ألفاً.
ويحيي الشعب الفلسطيني ذكرى يوم الأرض سنوياً، والذي استشهد فيه ستة من الشبان الفلسطينيين بالداخل الفلسطيني المحتل عام 1948 رداً على قرار مصادرة الاحتلال الإسرائيلي 21 ألف دونم من أراضي الجليل والمثلث والنقب، في الثلاثين من مارس/ آذار عام 1976، إذ أصبح هذا اليوم ذكرى لتخليد وتجسيد تمسك الشعب الفلسطيني بأرضه ووطنه ولتخليد شهداء يوم الأرض.
واستغل الاحتلال الإسرائيلي تصنيف الأراضي حسب اتفاقية أوسلو (أ، ب، ج) لإحكام السيطرة على أراضي الفلسطينيين خاصة في المناطق المصنفة (ج) والتي تخضع بالكامل لسيطرة الاحتلال الإسرائيلي من ناحية الأمن والتخطيط والبناء، إذ يستغل الاحتلال الإسرائيلي بشكل مباشر ما نسبته 76% من مجمل المساحة المصنفة (ج)، تسيطر المجالس الإقليمية للمستعمرات على 63% منها.
وبلغت مساحة مناطق النفوذ في المستعمرات الإسرائيلية في الضفة الغربية (تشمل المساحات المغلقة والمخصصة لتوسيع هذه المستعمرات) نحو 542 كم2 كما هو الحال في نهاية العام 2020، وتمثل ما نسبته حوالي 10% من مساحة الضفة الغربية، فيما تمثل المساحات المصادرة لأغراض القواعد العسكرية ومواقع التدريب العسكري حوالي 18% من مساحة الضفة الغربية، بالإضافة إلى جدار الضم والتوسع الذي عزل أكثر من 10% من مساحة الضفة الغربية.
وتضرر ما يزيد على 219 تجمعاً فلسطينياُ جراء إقامة الجدار، كما قامت سلطات الاحتلال الاسرائيلي بمصادرة حوالي 8,830 دونماً من الأراضي الفلسطينية، بالإضافة إلى 11,200 دونم تم إعلانها كمحميات طبيعية من قبل الاحتلال الإسرائيلي تمهيداً للاستيلاء عليها.
ووفق الإحصاء الفلسطيني، فقد بلغ عدد المواقع الاستعمارية والقواعد العسكرية الإسرائيلية في نهاية العام 2019 في الضفة الغربية 461 موقعاً، منها 151 مستعمرة و26 بؤرة مأهولة تم اعتبارها كأحياء تابعة لمستعمرات قائمة، و140 بؤرة استعمارية.
أما في ما يتعلق بعدد المستعمرين في الضفة الغربية، فقد بلغ 688,262 مستعمراً وذلك في نهاية العام 2019، بمعدل نمو سكاني يصل إلى نحو 2.6%، ويشكل استقدام اليهود من الخارج أكثر من ثلث صافي معدل النمو السكاني بدولة الاحتلال.
ويتضح من البيانات أن حوالي 46% من المستعمرين يسكنون في محافظة القدس، (حيث بلغ عـددهم 316,176 مستعمراً منهم 232,093 مستعمراً في "القدس J1" (تشمل ذلك الجزء من محافظة القدس الذي ضمه الاحتلال الإسرائيلي إليه عنوة بعيد احتلاله للضفة الغربية في عام 1967)، وتشكل نسبة المستعمرين إلى الفلسطينيين في الضفة الغربية حوالي 23 مستعمراً مقابل كل 100 فلسطيني، في حين بلغت أعلاها في محافظة القدس حوالي 69 مستعمراً مقابل كل 100 فلسطيني.
وشهد العام 2020 زيادة كبيرة في وتيرة بناء وتوسيع المستعمرات الإسرائيلية في الضفة الغربية، إذ صادقت سلطات الاحتلال الإسرائيلي على بناء 6,719 وحدة استعمارية في عام 2020، كما تمت المصادقة على مخططات تتضمن 12,159 وحدة استعمارية أخرى خلال العام نفسه، بالإضافة إلى إقامة 11 بؤرة استعمارية جديدة.
ونفذ المستعمرون تحت حماية جيش الاحتلال الإسرائيلي 1,090 اعتداءً بحق المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم خلال العام 2020، بزيادة بلغت 9% عن العام 2019.
وتنوعت اعتداءات المستوطنين بين اقتلاع وتدمير وحرق 8,925 شجرة، وتنفيذ 21 عملية دهس، و8 محاولات اختطاف، و26 عملية أطلاق نار، و47 عملية تجريف لأراضي المواطنين، ولم تسلم المواشي من هذه الاعتداءات حيث تم قتل وسرقة 445 رأسا من الماشية، بالإضافة إلى حرق وتدمير وأعطاب 350 سيارة ومركبة للمواطنين.
إلى ذلك، أكد الإحصاء الفلسطيني أن الاحتلال الإسرائيلي هدم ودمر خلال العام 2020، 976 مبنى، منها حوالي 30% في محافظة القدس بواقع 296 عملية هدم، منها 180 مبنى داخل أحياء مدينة القدس.
وبلغ عدد عمليات الهدم الذاتي 89 عملية هدم ذاتي للمباني الفلسطينية يقع معظمها في محافظة القدس، كما أصدر الاحتلال الإسرائيلي خلال العام 2020 أوامر بالهدم ووقف البناء والترميم لنحو 1,012 مبنى في الضفة الغربية والقدس بزيادة مقدارها حوالي 45% عن العام 2019، كما تقوم سلطات الاحتلال بوضع العراقيل والمعوقات لإصدار تراخيص البناء للفلسطينيين.
ولم تتوقف سياسة قوات الاحتلال عن هدم المباني المملوكة للفلسطينيين وما نتج عنه من تهجير للسكان من منازلهم في جميع أنحاء الضفة الغربية، إذ وثق مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي المحتلة (أوتشا)منذ عام 2009، أن قوات الاحتلال دمرت 7,514 منزلاً أو منشأة منذ عام 2009، منها 1,343 منشأة ممولة من المانحين، ما أدى لتهجير 11,356 مواطنًا، بينما تأثر 123,788 مواطنًا، توزعت عمليات الهدم بواقع 19% في القدس الشرقية، بالإضافة الى 79% في المناطق المصنفة "ج" ونحو 2% من عمليات الهدم في المناطق المصنفة "أ" و "ب".
ووثقت "أوتشا" أن نحو 851 منشأة تم هدمها خلال العام 2020، منها 157 منشأة ممولة من المانحين، ما أدى لتهجير 1,001 مواطن وتأثر 5,389 مواطناً، مثلت خربة حمصة بغور الأردن الصورة الحية لعمليات الهدم الممنهجة والتي تم هدمها ثلاث مرات خلال الربع الأخير من عام 2020،حيث يقطن في خربة حمصة عشرات العائلات من بينها ما يزيد على 40 طفلاً.
وبلغ عدد الشهداء الفلسطينيين والعرب منذ النكبة عام 1948 وحتى اليوم (داخل وخارج فلسطين) نحو مائة ألف شهيد، فيما بلغ عدد الشهداء منذ بداية انتفاضة الأقصى 10,969 شهيداً، خلال الفترة 29/09/2000 وحتى 31/12/2020.
يُشار إلى أن العام 2014 كان أكثر الأعوام دموية، إذ سقط 2,240 شهيداً منهم 2,181 استشهدوا في قطاع غزة غالبيتهم استشهدوا خلال العدوان على قطاع غزة، أما خلال العام 2020 فقد بلغ عدد الشهداء في فلسطين 43 شهيداً منهم 9 شهداء من الأطفال و3 سيدات.
وبلغ عدد الجرحى 1,650 جريحاً خلال العام 2020، أما عدد الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي نهاية العام 2020 فبلغ 4,400 أسير (منهم 170 أسيراً من الأطفال، بالإضافة إلى 35 أسيرة من بينهن 12 أسيرة أمهات)، أما عدد حالات الاعتقال فبلغت 4,634 حالة خلال العام 2020، من بينهم 543 طفلاً و128 امرأة.