بعد أسبوع من مباحثات نائبه إنريكي مورا المكلف بتنسيق شؤون مفاوضات فيينا وساعي البريد بين طهران وواشنطن، أجرى مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، مساء اليوم الجمعة، مباحثات هاتفية مع وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، ركزت على بحث تطورات مفاوضات فيينا فضلا عن الحرب في أوكرانيا.
وقال بوريل خلال اتصاله مع أمير عبد اللهيان: "إننا في الوقت الراهن في مسار جديد لاستمرار الحوار والتركيز على الحلول"، وفق بيان لوزارة الخارجية الإيرانية، مضيفا أن الاتحاد الأوروبي عازم على مواصلة جهوده واتصالاته بين طهران وواشنطن بهدف تقريب مواقفهما، وعبر عن أمله في الوصول إلى "النتيجة الجيدة".
فيما أكد وزير الخارجية الإيراني، خلال الاتصال، وفق بيان للخارجية الإيرانية، أن بلاده "جادة للوصول إلى اتفاق قوي ومستدام ولديها حسن النية والإرادة اللازمة للتوصل إلى هذا الاتفاق".
وخلال زيارة نائب مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي إلى إيران، الأسبوع الماضي، أشار أمير عبد اللهيان إلى بحثه "ابتكارات" تهدف لإخراج مفاوضات فيينا من الجمود.
وجاءت المباحثات الهاتفية بين بوريل وأمير عبد اللهيان بعد يوم من مباحثات مماثلة أخرى بين وزير الخارجية الإيراني ونظيره الروسي سيرغي لافروف، مساء الخميس، بحثا فيها آخر مستجدات هذه المفاوضات لإحياء الاتفاق النووي، فضلا عن قضايا ثنائية وإقليمية ودولية والحرب في أوكرانيا، حسب بيان للخارجية الإيرانية.
وأكد وزير الخارجية الإيراني لنظيره الروسي أن "الاتفاق في المتناول إذا ما تصرف الأميركيون بشكل منطقي"، داعيا جميع الأطراف إلى تقديم مبادرات وابتكارات عملية.
من جهته، أكد وزير الخارجية الروسي على أهمية علاقات بلاده مع إيران، معلنا دعم موسكو لحصول الاتفاق في مفاوضات فيينا، وقال إن روسيا ستواصل جهودها لإبرام "اتفاق عادل يحقق مصالح ومطالب الطرف الإيراني"، حسب بيان الخارجية الإيرانية.
إلى ذلك، كان المساعد والمستشار العسكري الأعلى للمرشد الإيراني الأعلى، اللواء يحيى صفوي، القائد العام الأسبق لـ"الحرس الثوري"، قد أكد، اليوم الجمعة، أن الولايات المتحدة "سترضخ" للاتفاق مع بلاده في مفاوضات فيينا وتعود إلى الاتفاق النووي وإحيائه.
هذا، وما زالت مفاوضات فيينا النووية تراوح مكانها ومتعثرة بعدما توقفت منذ أكثر من شهرين في 11 مارس/آذار الماضي، فيما لم تحدث الزيارة التي أجراها نائب مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي إنريكي مورا المكلف بتنسيق شؤون المفاوضات إلى طهران الأسبوع الماضي، اختراقا في المواقف المتباعدة بين طهران وواشنطن، على الرغم من الحديث بـ"إيجابية" عن نتائج الزيارة، إلا أنها لم تؤد بعد إلى استئناف المفاوضات.
وفيما تقول طهران إن ثمة قضايا عالقة بالمفاوضات، من بينها رفع "الحرس الثوري الإيراني" من قائمة الإرهاب الأميركية، تؤكد الأطراف الغربية أن رفع الحرس هو العائق الوحيد أمام التوصل إلى اتفاق، معتبرة أن مطالبة إيران بذلك تمثل مطلبا خارج الاتفاق النووي، إلا أن الأخيرة بدورها تؤكد أن رفع الحرس وشركاته من قائمتي الإرهاب والعقوبات "خط أحمر" لن تتخلى عنه.