ولفت الائتلاف، في تصريح صدر عن رئيسه هادي البحرة، الى أنه "طالب مراراً وتكراراً بتسليح الجيش الحر، ونبّه إلى خطر تنظيم "داعش" في وقت مبكر"، مشيراً إلى أن "الجيش الحر أدرك مدى خطورة عناصر التنظيم وتطرفهم، فحاربهم وهزمهم في مناطق عديدة بداية السنة".
واعتبر البحرة أن "الجيش الحر قادر على إنجاز هذه المهمة، لكنه يحتاج للدعم الكافي كي يتمكن من حماية السوريين في وجه التطرف والاستبداد".
وإذ شدد الائتلاف الوطني، بصفته الممثل الشرعي للشعب السوري، على "ضرورة إتاحة المجال لتدريب وتسليح الجيش السوري الحر"، فقد أعرب عن "استعداده كي يكون شريكاً في الحلف الدولي، ليس للقضاء على التنظيم فقط، بل لتخليص الشعب السوري من طغيان نظام الأسد أيضاً".
وفي دعوة ليشمل استهداف "داعش" النظام السوري أيضاً، رأى الائتلاف أن "تنفيذ الضربات العسكرية ضد تنظيم الدولة قد يلعب دوراً مهماً في سياق الجهود الدولية الرامية للقضاء على هذا التنظيم المتطرّف، لكن يجب على المجتمع الدولي أن يدرك أمراً آخر في نفس الأهمية، فنظام الأسد هو السبب الأصلي للعنف، وهو خطر جوهري على المنطقة".
وقال نائب رئيس الائتلاف الوطني المعارض، محمد قداح، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنّ "الائتلاف أعلن موقفه صراحة بأنّه ضد الإرهاب والتطرّف الذي يمثله تنظيم "داعش"، لكنه يصرّ وبشكل كبير على أن يكون التحرك الدولي ضد النظام السوري أولاً، وقبل تنظيم الدولة الإسلاميّة، لأن هذا النظام هو أساس الإرهاب والتطرّف، في سورية وفي المنطقة، وهو من استقدم الميليشيات الإرهابية أولاً، كحزب الله اللبناني، ولواء أبو الفضل العباس، وميليشيات شيعية أخرى من إيران والعراق وغيرهما، لمواجهة الشعب السوري، بعدما هُزمت قواته في الكثير من المناطق، أمام الجيش الحر".
ورأى نائب رئيس الائتلاف إشارات إيجابية في إعلان الرئيس الأميركي، كمساعدة "المعارضة السورية المعتدلة"، لكنّه أكّد على ضرورة التعاون مع الجيش الحرّ، وتقديم السلاح النوعي له، ليقوم بواجبه في محاربة الإرهاب والتطرّف، وكذلك تقديم المساعدات اللوجستية، ولا سيما فرض منطقة حظر جوي في سورية، حتى يكمل مهمته في إسقاط النظام السوري وتحقيق أهداف ثورة الشعب السوري في الحريّة والكرامة وإنهاء الاستبداد.
ولفت قداح إلى أن الائتلاف "سيقوم خلال اليومين المقبلين، بالعديد من الزيارات إلى عواصم دول القرار، وأصدقاء الشعب السوري، لشرح وجهة نظره، ورؤيته في هذه المرحلة، لا سيّما بعد الإعلان عن التحرك الدولي لضرب داعش، وطلب التعاون مع الائتلاف ومؤسساته السياسية والعسكرية، خصوصاً أن الجيش الحر مستعد للقيام بدوره، في هذا التحرك الدولي"، وكذلك طلب التحرك ضد نظام الأسد بالتوازي مع ضرب الإرهاب والتطرف.
واعتبر قداح أن "مؤسسات الائتلاف موجودة في المناطق التي خرجت عن سيطرة النظام، سياسياً (المجالس المحلية، وغيرها)، وعسكرياً (الجيش الحر)، وهي مستعدّة لإدارة المناطق التي قد تخرج عن سيطرة نظام الأسد في أي بقعة من الأراضي السورية"، مشيراً إلى أنّ "النظام استقدم أو سهّل دخول تنظيم الدولة الإسلامية إلى المناطق التي فقد السيطرة عليها، كما حصل في الرقّة ودير الزور وغيرهما".