الائتلاف السوري المعارض يستنكر "تطبيع" الإمارات مع النظام: خطأ استراتيجي فادح

11 نوفمبر 2021
شدد الائتلاف السوري على "خطورة السعي إلى مد اليد" نحو النظام السوري (Getty)
+ الخط -

أعلن "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية"، في بيانٍ له مساء الخميس، رفضه لـ"أي تواصل مع النظام السوري"، وذلك تعقيباً على زيارة وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان إلى دمشق.

وشدد الائتلاف، في بيان، على "خطورة السعي إلى مد اليد نحو نظام مجرم، أثبتت كل التجارب أنه نظام لا يتحالف إلا مع القتلة والمجرمين، ويسعى لتنفيذ مخطط إيران لزعزعة أمن المنطقة وضرب استقرارها".

وتابع البيان: "لطالما كان السوريون على ثقة بأشقائهم العرب تجاه الالتزام بقرارات جامعة الدول العربية ومواقف الشعوب العربية، ومقتضيات القانون الدولي والقرارات الدولية في ما يتعلق بالحل في سورية والعلاقة مع النظام المجرم"، مُشيراً إلى أنه "لا نزال نعتقد بأن الأشقاء في الإمارات سيعودون إلى هذا الموقف العربي الموحد، وأنهم لن يكونوا طريقاً أو طرفاً في أي محاولة لتعويم نظام مجرم قاتل سافك للدماء هجّر ملايين السوريين وقتل مئات الآلاف منهم بالقصف والإعدام وتحت التعذيب".

ولفت الائتلاف إلى أن "الترويج لإعادة العلاقات مع نظام الأسد المجرم يُمثل خطأ استراتيجيا فادحاً وتحركاً نحو أفق مسدود، إذ لا مستقبل لهذا النظام إلا المحاكم والسجون، ولن يتمكن أحد من منح الشرعية لعصابة مسؤولة عن ملايين الضحايا والمعتقلين والمهجّرين، ارتكبت المجازر باستخدام الأسلحة الكيميائية والبراميل المتفجرة".

الترويج لإعادة العلاقات مع نظام الأسد المجرم يُمثل خطأ استراتيجياً فادحاً وتحركاً نحو أفق مسدود

وأشار إلى أن "أي محاولة لتعويم النظام تعني بالضرورة تكريماً للقتلة والمجرمين وحلفائهم، ودعماً لمشروع يسعى لتكريس الاستبداد والفساد والإرهاب، ولن يكون ذلك إلا دعماً للمشروع الإيراني الذي بات كابوساً للجميع في المنطقة"، مضيفا: "تعويم الأسد يعني إعطاء دفعة لخطط ومشاريع طهران في كل المنطقة العربية، وتكريس لتمددها وسيطرتها وتعزيز لتدخلاتها، ما يجعله خطيئة استراتيجية".

وقال الائتلاف إن "حاجة الملف السوري إلى تحريك وإنهاء الأزمات المتراكمة لا تتم من خلال مبادرات أو خطوات أحادية الجانب وغير محسوبة، وأي حلول لن تنجح إلا عبر تنفيذ القرارات الدولية، ومحاسبة مجرمي الحرب، وضمان عدم إفلاتهم من العقاب، بالتوازي مع العمل من أجل انتقال سورية إلى نظام سياسي مدني جديد وفق مقتضيات بيان جنيف وقرار مجلس الأمن 2254".

وطالب الائتلاف الدول العربية بـ"تحمل مسؤولياتها تجاه دفع المجتمع الدولي ومجلس الأمن والأطراف الدولية الفاعلة نحو بناء آلية دولية صارمة تتضافر فيها العقوبات مع إجراءات عملية ذات إطار زمني محدد يضمن وقف الجريمة المستمرة في سورية، وإنهاء معاناة عشرات آلاف المعتقلين في سجون النظام، وضمان العودة الآمنة للمهجّرين"، مؤكداً: "الثورة السورية مستمرة، والسوريون يراهنون على الحق والعدالة والكرامة، وهم ماضون في نضالهم وقادرون على ابتكار الوسائل الكفيلة بتحقيق النصر".

وكان رأس النظام السوري قد استقبل وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان الثلاثاء في العاصمة السورية دمشق، وجرى خلال اللقاء "بحث العلاقات الثنائية بين البلدين، وتطوير التعاون الثنائي في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك، وتكثيف الجهود لاستكشاف آفاق جديدة لهذا التعاون، وخصوصا في القطاعات الحيوية من أجل تعزيز الشراكات الاستثمارية في هذه القطاعات"، وفق رئاسة النظام السوري.

المساهمون