قال أمين سر "الهيئة السياسية" لدى "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية"، عبد المجيد بركات، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "تصريحات وزير خارجية نظام الأسد فيصل المقداد تعبر عن سلوك النظام وآلية تعاطيه مع العملية السياسية وعن استخفاف النظام في تعامله مع الأمم المتحدة والمبعوث الدولي الخاص إلى سورية وكذلك مع المجتمع الدولي".
وأكد بركات أن "هذا التصريح هو غير مفاجئ من قبل النظام الذي عطل العملية السياسية منذ بدايتها، وكان دائماً يبحث عن إطالة الوقت والتهرب من الاستحقاقات"، لافتاً إلى أن "المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمبعوث الدولي يدركون جميعاً بأن هذا النظام هو السبب الأساسي لتعطيل العملية السياسية ولتعطيل أي تحرك دولي ودبلوماسي وإقليمي من أجل الدفع باتجاه عملية سياسية إيجابية".
ويعتقد عضو الائتلاف السوري أن "النظام عندما يُصرح بهذا الشكل هو يدرك تماماً بأنه مأزوم عن المستوى السياسي؛ فهو يعاني من فقدان للشرعية ويعاني من قطيعة على المستوى الإقليمي والدولي، وأيضاً يدرك أنه لم يستطع تحقيق أي تقدم في كل الملفات التي سعى أن تتقدم في عام 2021 من إعادة لاجئين وتطبيع العلاقات وجامعة الدول العربية وكذلك التعافي المبكر"، مضيفاً: "النظام يعلم أنه عليه استحقاقات كبيرة ولم يستطع القيام بها ولديه وضع داخلي متأزم ووضع سياسي وعسكري متأزم أيضاً، وفقد السيطرة على الكثير من مفاصل الدولة بعد أن أصبح التغلغل الإيراني والروسي ليس فقط على المستوى العسكري وإنما على كل مستويات وهيكلية الدولة، لذلك هذا التصريح يأتي من شخصية ونظام متأزم".
وأشار بركات إلى أن "العملية السياسية كما نتصورها نحن في الائتلاف الوطني، هي عملية سياسية متكاملة ولها سياقات محددة وسلال محددة ولا يمكن الخروج من هذه العملية السياسية ولا الغطاء الدولي للعملية السياسية دون أن يكون هناك ضمانات حقيقية أُممية"، موضحاً: "نحن في الائتلاف الوطني السوري نعتبر أن خلق أي ساحات للمساومة ومن خارج هذا السياق هو انزياح عن القرار الدولي، لذلك نحن حتى الآن ندفع باتجاه الجهود الإيجابية من أجل إنجاز أعمال اللجنة الدستورية والسلال الأخرى وعلى رأسها سلة الحكم الانتقالي".
ويرى بركات أن "بيدرسون عليه مسؤولية كبيرة بأن يخرج ويعترف للمجتمع الدولي وللسوريين بالذات بأن هذا النظام يقوم بتعطيل العملية السياسية وبأنه رافض لأي حل وأن يضع جميع الأطراف المؤثرة في الملف السوري بصورة هذا الوضع".
وكان المقداد قد أعلن، اليوم الإثنين، عن رفض مبادرة "خطوة بخطوة" التي طرحها المبعوث الأممي الخاص إلى سورية غير بيدرسون قبل أسابيع. وقال المقداد، خلال جلسة حوارية نظمتها مؤسسة الوحدة للصحافة والنشر التابعة للنظام السوري، إن "اقتراح المبعوث الأممي غير بيدرسون حول مبادرة (خطوة بخطوة) مرفوض"، مؤكداً أن "هناك زيارة قريبة للمبعوث الروسي الخاص إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف لبحث ومناقشة الملف السوري". وأشار وزير خارجية النظام إلى أن "كل ما يرتبط بلجنة مناقشة الدستور هو شأن سوري بحت، ونجاحها مرتبط بضمان عدم التدخل الخارجي بعملها أياً كان"، لافتاً إلى أن "الغرب ليس لديه نية صادقة لإنجاح اللجنة الدستورية". وأوضح المقداد أنه "يوجد 14 سفارة عربية تعمل الآن في العاصمة السورية دمشق"، مضيفاً: "الجامعة العربية مؤسسة يجتمع فيها العرب، لم تحقق أياً من الأهداف، وما يهمنا هو تحسين العلاقات مع الدول العربية"، زاعماً أن "العرب يتوقون للعلاقات مع سورية، ومن بين القضايا التي نركز عليها هي إعادة العلاقات العربية - العربية".