دعت الإمارات، اليوم الأحد، جيوش الدول الحليفة إلى العمل معاً لبناء "درع" يحمي من خطر الطائرات المسيّرة، بعدما تعرضت لهجمات من قبل جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) اليمنية بصواريخ وطائرات من دون طيار مفخخة.
وافتُتح في أبوظبي، الأحد، مؤتمر متخصّص في "الأنظمة غير المأهولة" بحضور ممثلين عن جيوش دول عربية وغربية، بينها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، لمناقشة تطور هذه الأنظمة وكيفية التصدي لأخطارها.
وقال وزير الدولة للذكاء الاصطناعي عمر سلطان العلماء، أمام قادة عسكريين وخبراء: "اليوم، أكثر من أي وقت مضى، نتفهم أهمية حماية أمتنا من خلال ضمان أن هذه التقنيات هي أدوات يمكننا استخدامها، لكن لا يمكن أن تُستخدم ضدنا".
وأضاف "أصبحت هذه الأنظمة أرخص بكثير ويمكن الوصول إليها أكثر من أي وقت مضى. وإمكانية الوصول هذه تسمح للأنظمة بالوقوع في أيدي الأشخاص الذين لا نريد أن تقع في أيديهم، وهم الجماعات الإرهابية".
وتابع المسؤول "هذا التحدي يتطلب منا التكاتف والعمل معاً لضمان أنه يمكننا بناء درع يحمي من خطر استخدام هذه الأنظمة".
وتشارك الإمارات في التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن دعما للحكومة ضد الحوثيين المتحالفين مع إيران منذ 2015. وسحبت في 2019 قوّاتها من البلد الفقير الغارق في نزاع مسلّح منذ 2014، لكنّها لا تزال لاعباً مؤثراً فيه.
وتعرّضت الإمارات الشهر الماضي لثلاث هجمات بصواريخ بالستية وطائرات مسيّرة شنها الحوثيون بعد خسارتهم مناطق في اليمن على أيدي قوات يمنية موالية للحكومة درّبتها الإمارات. ونجحت الدفاعات الإماراتية في إسقاط غالبيتها، بعدما أدى الهجوم الأول لوقوع ثلاثة قتلى في أبوظبي.
كما أعلنت جماعة "ألوية الوعد الحق"، غير المعروفة على نطاق واسع، مسؤوليتها عن محاولة استهداف الإمارات بطائرات من دون طيار في بداية فبراير/شباط.
واستخدمت الدولة الخليجية بطاريات "باتريوت" للتصدي للصواريخ والطائرات، وكذلك نظام "ثاد" الأميركي القادر على اعتراض الصواريخ البالستية على ارتفاعات عالية، وهي المرة الأولى التي جرى فيها استخدام النظام في عملية قتالية، بحسب الجيش الأميركي.
وعلى أثر الهجمات، قرّرت الولايات المتحدة إرسال مدمّرة وطائرات مقاتلة إلى الإمارات لمساعدة حليفها على التصدي للهجمات. كما أعلنت فرنسا تعزيز تعاونها الدفاعي مع الدولة الخليجية.
وقال وزير الدولة الإماراتي لشؤون الدفاع محمد بن أحمد البواردي في مؤتمر أبوظبي: "علينا أن نتحد لمنع استخدام الطائرات من دون طيار في تهديد أمن المدنيين وتدمير المؤسسات الاقتصادية".
ويأتي انعقاد المؤتمر في وقت يتصاعد خطر الطائرات المسيّرة في المنطقة. فقد تعرضت السعودية لمئات الهجمات من قبل الحوثيين.
(فرانس برس)