تتجه الأنظار، الثلاثاء، إلى ولاية ميشيغين الأميركية، لمتابعة الانتخابات التمهيدية، في الوقت الذي يخطط فيه عرب ومسلمون ومسيحيون لعدم التصويت للرئيس الأميركي، وسط تعويل الكثير من العرب على هذه الانتخابات لتوجيه رسالة إلى الرئيس بضرورة سماعه المواطنين العرب الأميركيين، وأن موقفه قد يكلفه مقعد الرئاسة.
وأعلن عدد كبير من قادة المجتمع العربي والمسلم وحركات احتجاجية في ميشيغين، عزمهم التصويت بـ"غير ملتزم" في أوراق الانتخابات، احتجاجا على سياسات جو بايدن ودعمه لإسرائيل ورفضه وقف إطلاق النار في الحرب التي أودت بحياة نحو 30 ألف شخص غالبيتهم من النساء والأطفال.
وخيار "غير ملتزم"، هو خيار انتخابي يعني تصويت الناخب لحزب سياسي، مع عدم التصويت لمرشح الحزب.
ويترشح في الانتخابات الأولية للحزب الديمقراطي في ولاية ميشيغين كل من جو بايدن، ودين فيلبس عضو الكونغرس من ولاية مينيسوتا، فيما تعتبر الانتخابات الأولية في مختلف الولايات محسومة بشكل كبير لمصلحة الرئيس الحالي.
ويستهدف المجتمع العربي والمسلم والحركات الاحتجاجية الضغط وتوجيه رسالة إلى جو بايدن، أنهم لن يصوتوا له في الانتخابات المقبلة في الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني حال استمرار موقفه من عدم وقف إطلاق النار في غزة.
ويدعم الرئيس الأميركي ما تقوم به إسرائيل من إبادة جماعية في غزة، وأكد مرارا أنه ضد وقف إطلاق النار، فيما استخدمت الولايات المتحدة الفيتو في مجلس الأمن لوقف إطلاق النار أكثر من مرة.
ويقدر عدد الجالية العربية في ميشيغين بنحو يتجاوز 300 ألف نسمة، وتعد هذه الولاية من الولايات المتأرجحة التي تشكل أهمية كبرى في سباق الانتخابات، ويؤثر الفوز بها على فرص الفوز بانتخابات الرئاسة. وكان بايدن قد فاز بها بفارق نحو 150 ألف صوت في 2020، في حين كان ترامب قد فاز بها بفارق 11 ألف صوت فقط في 2016.
وطالبت أيضا الديمقراطية رشيدة طليب، عضو مجلس النواب الأميركي عن ولاية ميشيغين، الناخبين بالتصويت بـ"غير ملتزم" في هذه الانتخابات الأولية، بعد أن كانت قد نبّهت مبكرا الديمقراطيين من احتمالية أن يكون هناك تصويت عقابي، بسبب موقف بايدن والحزب من العدوان الإسرائيلي على غزة.
وتشهد ولاية ميشيغين أيضا الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، والتي يتفوق فيها بشكل كبير الرئيس السابق دونالد ترامب ويأتي بعده كل من رون ديسانتوس ونيكي هيلي.
أصوات العرب والمسلمين في ميشيغين "مؤثرة"
من جانبه، قال المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الإسلامية الأميركي (كير) داوود وليد، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إن المجتمع المسلم والعربي يتجه إلى التصويت بـ"غير ملتزم" في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي التي تتم الثلاثاء في الولاية.
وأشار إلى أن الهدف من التصويت بـ"غير ملتزم"، هو "تعريف الرئيس الأميركي بأن أصوات العرب والمسلمين وآخرين مؤثرة، وأنه لا يمكن تجاهلهم أو تجاهل مطالبهم، خاصة في عام الانتخابات، وفي ولاية مثل ولاية ميشيغين التي يشكل فيها المسلمون والعرب نسبة قادرة على حسم النتيجة لصالح أي مرشح".
وأضاف "نعلم أن حملة بايدن تراقب ما يحدث في هذه الانتخابات، ويعلم القائمون عليها أننا قد نؤثر بشكل كبير في الانتخابات المقبلة.. معظم المسلمين والعرب صوتوا له في انتخابات 2020، والمجتمع العربي والمسلم يريد من الرئيس أن يعرف أن أصواتنا مهمة، وأنها ليست مضمونة كما يتوقع الديمقراطيون، ونستهدف أن يتم الاستماع لصوتنا وهذا مهم جدا".
ولفت وليد إلى أن صوته وأصوات كثير من العرب والمسلمين هذه المرة لن تكون مضمونة على الإطلاق، مضيفا أنه التقى أعضاء بالمجتمع اليهودي والأفريقيين المسيحيين ومن الشباب وباقي فئات المجتمع، والذين أكدوا أنهم سيصوتون بـ"غير ملتزم" في الانتخابات.
وتوقع أن يحدث الأمر نفسه في عدد آخر من الولايات، وعلى رأسها ولاية بنسلفانيا، لافتا إلى أن هذه الانتخابات هي الأولى في آخر 40 عاما، والتي ستؤثر فيها السياسة الخارجية على فرص الرئيس في الانتخابات الرئاسية، قائلا "في 1980 أثرت قضية الرهائن الأميركيين في إيران على الرئيس في ذلك الوقت وكلفته الرئاسة".