دعا المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، اليوم الثلاثاء، المجتمع الدولي لإدانة استهداف الاحتلال الإسرائيلي لمقر اللجنة القطرية لاعادة إعمار غزة، معتبراً ما قامت به إسرائيل تعدياً سافراً على القانون الدولي، وامتداداً لنهج الاحتلال في استهداف المدنيين والأعيان المدنية، الذي شمل أيضا المستشفيات والمدارس وتجمعات السكان و ملاجئ إيواء النازحين.
وقال الأنصاري في الإحاطة الاعلامية الأسبوعية إنّ قصف مقر اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة يعد "امتداداً لسياسة استهداف الانسان، وهي رسالة من قبل الإحتلال الاسرائيلي للشعب الفلسطيني والإنسان الفلسطيني بأنّ هناك من يريد أن يستهدف بقاءه على هذه الأرض".
وأكد الأنصاري على عدم الأخذ بالسردية الإسرائيلية حول مجمع الشفاء الطبي والمستشفيات الفلسطينية الأخرى، وضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل لمحاسبة إسرائيل على جرائمها المتكررة بحق المدنيين والأعيان المدنية، وإلزامها بالامتثال للقوانين الدولية.
وقال الأنصاري إنّ دولة قطر تدرس كافة الخيارات والإجراءات القانونية والسياسية رداً على استهداف مقر اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة، حتى لا يمر الأمر هذا القصف مرور الكرام، مضيفاً أن "تقديم المساعدات للشعب الفلسطيني يعد التزاماً أخلاقياً من دولة قطر لن يتوقف، ولن تثنينا محاولات الاحتلال الإسرائيلي عن تقديمها للسكان المحاصرين، واللجنة القطرية لإعمار غزة ستكون جزءاً من الجهد في المرحلة المقبلة في اعادة إعمار ما دمرته الحرب".
وتأسست اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة في شهر أكتوبر / تشرين الأول عام 2012 وهي لجنة منبثقة من وزارة الخارجية تقوم بإدارة وتنفيذ منحة الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، بإعادة إعمار غزة والبالغة 470 مليون دولار ومنح قطرية أخرى.
ووجّه أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في شهر يناير/كانون الثاني 2021 بتخصيص منحة مالية لقطاع غزة بقيمة 360 مليون دولار تصرف على مدى عام كامل في إطار مواصلة دولة قطر دعمها للشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة. وتم رصد هذا المبلغ لدفع رواتب الموظفين وتقديم المساعدات المالية للأسر المتعففة، وتشغيل محطات الكهرباء، للحد من تفاقم الوضع الإنساني والظروف المعيشية الصعبة في القطاع .
وفي معرض رده على أسئلة الصحافيين أكد الأنصاري استمرار الجهود والوساطة القطرية لتحقيق هدنة إنسانية تشمل إطلاق سراح عدد من الأسرى وإدخال المساعدات إلى غزة وصولاً إلى تحقيق وقف كامل لإطلاق النار، وأنه رغم الصعوبات والتصعيد الإسرائيلي فإنّ الجهود القطرية متواصلة لتحقيق وقف إطلاق النار وحفظ الأرواح، لأنه ليس هناك خيار آخر أمامنا.