قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، اليوم الثلاثاء، إن الدوحة بذلت جهوداً كبيرة أفضت إلى تحقيق التقارب بين إيران والولايات المتحدة والتوصل إلى اتفاق بشأن تبادل السجناء.
وأوضح الأنصاري، في الإحاطة الإعلامية الأسبوعية، أن دولة قطر باعتبارها وسيطاً دولياً موثوقاً، قامت بدور كبير وفعال لتحقيق التوافق بين الجانبين، وأنها تواصل جهودها في مختلف الملفات أملاً في أن يفضي هذا الاتفاق إلى تفاهمات أكبر تتعلق بالملف النووي الإيراني الذي تؤكد دولة قطر أنه ضروري لأمن المنطقة بشكل عام.
وأضاف، وفق ما أوردته وكالة الأنباء القطرية "قنا"، أن الدور الذي لعبته قطر كوسيط حيوي وحاسم، حرصت من خلاله على وضع ضوابط واقعية مقبولة للطرفين لرد الأموال المجمدة، مشيراً إلى أن هذا الاتفاق سبقته زيارات مكثفة ومكوكية لمسؤولين قطريين لواشنطن وطهران، ولقاءات مباشرة وغير مباشرة للوصول إلى هذه النتيجة المبشرة.
ولفت إلى أن الدور القطري في التوصل إلى هذا الاتفاق لم يكن بمعزل عن الجهود الدولية الأخرى، بل كان متناغماً ومتزامناً مع جهود سلطنة عمان والوسيط الأوروبي، معرباً عن أمله أن يمهد هذا الاتفاق لعودة الحديث عن الاتفاق النووي "الذي نرى أنه ذو أهمية بالغة لقطر وللإقليم بشكل عام".
المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية @majedalansari : جهود قطرية كبيرة أفضت إلى الاتفاق الإيراني الأمريكي بشأن تبادل السجناء
— الخارجية القطرية (@MofaQatar_AR) August 15, 2023
🔗لقراءة المزيد : https://t.co/i25yi8zosA#الخارجية_القطرية pic.twitter.com/jnWr7KtVaJ
كذلك نبّه إلى أن قطر دائماً ما تؤمن بضرورة حل الخلافات بالطرق السلمية، وهو ما يتوافق مع مبادئها الأساسية في سياستها الخارجية، مشيراً إلى أن المنطقة "مثقلة بالأزمات"، ومن الطبيعي أن تنبري دول المنطقة، وعلى رأسها قطر، في محاولات التهدئة وتجنيب شعوبها تبعات الصراعات.
وتوصلت الولايات المتحدة وإيران، الأسبوع الماضي ، إلى اتفاق يقضي بالإفراج عن خمسة أميركيين مسجونين، مقابل الإفراج عن العديد من الإيرانيين المسجونين، ووصول طهران في نهاية المطاف إلى حوالى 6 مليارات دولار من عائدات النفط الإيراني.
وكخطوة أولى في الاتفاق، التي تأتي بعد أكثر من عامين من المفاوضات، نقلت إيران خمسة إيرانيين أميركيين مزدوجي الجنسية إلى الإقامة الجبرية، وفقاً لمسؤولين في وزارة الخارجية ومجلس الأمن القومي.
وعن الدور القطري في الوساطة بين الغرب وأفغانستان، أوضح ماجد الأنصاري أن موقف قطر واضح ومعلن في هذا الجانب، وهو ضرورة الحفاظ على قنوات للتواصل بين المجتمع الدولي وحكومة تصريف الأعمال هناك (تتزعمها حركة طالبان)، لأن عزل أفغانستان جُرِّب سابقاً ولم ينجح، ونتجت منه حرب استمرت لعقدين من الزمن.
وأكد المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية التزام الدوحة دعم الشعب الأفغاني والعمل على استضافة اجتماعات ولقاءات مع الأطراف الدولية وبعثات الدول المختلفة في أفغانستان لإيجاد مزيد من الاتصال بين الحكومة والمجتمع الدولي، في إطار تعزيز حقوق الإنسان وضمان الحياة الكريمة للشعب هناك.
وأعرب عن فخره بالدور الذي قامت به دولة قطر في الملف الأفغاني وجهودها في التقليل من تبعات الانسحاب الأميركي من هناك، حيث أُجلِي أكثر من 80 ألف شخص ولا تزال الجهود الإنسانية مستمرة، وكذلك ما تقوم به عبر القنوات الدبلوماسية التي تجري في الدوحة بين أميركا ومختلف الدول والكيانات الدولية وحكومة تصريف الأعمال الأفغانية لضمان وجود اتصال دائم يؤسس لحالة من التفاهم مستقبلاً، ويضمن استمرار العمل على توفير حياة كريمة للشعب الأفغاني.
واستعرض المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية القطرية جهود الوزارة ومسؤوليها خلال الفترة الماضية، ومنها الرسالة الخطية التي بعث بها رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني إلى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي في جمهورية مالي، عبد الله ديوب، المتعلقة بدعم العلاقات الثنائية وتطويرها، وترحيب دولة قطر بإعلان وزيرة الخارجية الأسترالية عزم حكومة بلادها استخدام مصطلح "الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية"، واعتبار المستعمرات الإسرائيلية غير قانونية، حسب القانون الدولي، واعتبار ذلك موقفاً إيجابياً يعكس التزام الحكومة الأسترالية القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، ويعزز في الوقت ذاته كل الجهود الهادفة إلى تحقيق السلام العادل والشامل والمستدام استناداً إلى مبدأ حل الدولتين.