على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك انعقد، مساء الخميس، اجتماع وزاري لدعم لاجئي فلسطين ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، بدعوة من الأردن والسويد على مستوى وزاري، وبحضور الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس.
وفي مداخلته خلال الاجتماع، قال غوتيريس "إنني فخور جداً بعمل أونروا، التي تعد شريان الحياة للملايين من لاجئي فلسطين؛ لكنني قلق للغاية بشأن مستقبلها. تستمر الاحتياجات في الازدياد إلا أنّ الأموال تراوح مكانها أو تتناقص. إنّ الحفاظ على أونروا يصبّ في مصلحتنا الجماعية وهي مسؤوليتنا الجماعية".
وعقد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي ومفوض "أونروا" فيليب لازاريني مؤتمراً صحافياً بعد الاجتماع الوزاري. وتحدث لازاريني عن تدني مستوى التعهدات من الدول المانحة، لافتاً إلى أنه لن يكون بإمكان "أونروا" الحفاظ على خدماتها الأساسية الحيوية للاجئي فلسطين إلا لشهري سبتمبر/ أيلول وأكتوبر/ تشرين الأول، في حال استمر مستوى التعهدات من الدول المانحة على حاله.
وشدد على أنّ الوكالة "ستواصل بذل جهودها من أجل حشد التمويل اللازم لاستدامة خدماتها حتى نهاية العام"، مؤكداً أنّ "المطلوب بشكل عاجل هو حل سياسي عادل للاجئي فلسطين، الذين لا تزال محنتهم واحدة من أطول أزمات اللاجئين التي لم تحل في العالم".
وأوضح لازاريني أنّ "أونروا تحتاج حتى نهاية العام إلى ما بين 170 و190 مليون دولار من أجل أن تتمكّن من الاستمرار بتقديم خدماتها الأساسية حتى نهاية العام، بالإضافة إلى 100 مليون دولار للتمكّن من الاستمرار وتقديم المساعدات الغذائية في غزة وسورية ولبنان"، وعبّر عن أسفه لأنه لم تتم تغطية كل هذا المبلغ، واعداً بأنه سيواصل جهوده للحصول على المزيد من التبرعات.
ومن جهته، قال وزير الخارجية الأردني إنّ اجتماع نيويورك جاء كاستمرار لجهود أردنية بالتعاون مع السويد و"أونروا" لحشد الدعم للوكالة، في الوقت الذي تستمر فيها الوكالة في مواجهة صعوبات مالية تحول دون قيامها بتقديم خدماتها كما يجب للاجئين.
وأضاف الصفدي "سيشهد العام المقبل مرور 75 عاماً على تأسيس أونروا، وكانت هيئة مؤقتة آنذاك لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين إلى حين عودتهم إلى بيوتهم، وبعد 75 عاماً ما زلنا نواجه هذا التحدّي".
وتحدث عن "الأمل الوحيد الذي تمثله الوكالة لملايين اللاجئين الذين فقدوا بيوتهم ولم يتحقق لهم حقهم بالعودة"، مشدداً على "ضرورة أن يتحرّك المجتمع الدولي بشكل فاعل وسريع لتوفير الدعم المالي الذي تحتاجه الوكالة لسدّ العجز الذي تعاني منه هذه السنة، ولإيجاد آلية تضمن توفير الدعم المستمر طويل المدى كي لا تجد الوكالة نفسها مجدداً في مواجه تحدّي تقديم الخدمات الأساسية كالتعليم والصحة أو عدمه".
وتوقف الوزير الأردني مطوّلاً عند "الدور الحيوي والمهم لأونروا"، وشدد على أنه "لا يمكن الاستغناء عنها"، ووصفها بأنها "نقطة الأمل الوحيدة في وضع يسوده اليأس والحرمان مع استمرار غياب الأفق السياسي لتحقيق العدالة وحلّ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حلّ الدولتين الذي لا نرى بديلاً عنه سبيلاً لتحقيق السلام العادل والشامل الذي نريده جميعاً".
وحذر من أنّ "حرمان الوكالة من التمويل يعني حرمان أكثر من خمسة ملايين لاجئ فلسطيني من مساعدات حيوية تقدم لهم وحرمان أكثر من 250 ألف طالب في غزة وحدها من حقهم في الذهاب إلى المدارس، وحرمان الملايين من الفلسطينيين من الخدمات الطبية وغيرها"، مشيراً إلى وجود تحديات كبيرة وصعوبات متفاقمة تواجهها الوكالة.
وعبّر عن أمله في "أن يتحرّك المجتمع الدولي لتوفير ما تحتاجه الوكالة من دعم، وإذا كنا ما زلنا عاجزين عن توفير العدالة للفلسطينيين، فلنقدم لهم على الأقل فرصة للعيش الكريم والأمِل ولنعطي للأطفال اللاجئين فرصة في مستقبل أفضل من الواقع المؤلم الذي يعيشونه".