الأمير هاري يعترف بقتل 25 شخصاً في حرب أفغانستان

06 يناير 2023
كان هاري طياراً حربياً خلال مشاركته في الحرب بأفغانستان (Getty)
+ الخط -

اعترف الأمير البريطاني هاري بقتله 25 شخصاً بينما كان طياراً حربياً لمروحية أباتشي، خلال مشاركته في الخدمة أثناء الحرب على أفغانستان، التي بدأت في 2001 وانتهت بالانسحاب الأميركي في 2021.

جاء ذلك في كتابه "سبير"، وهو عبارة عن مذكراته التي من المنتظر إصدارها في وقت لاحق، لكن تم عرض النسخة الإسبانية منها للبيع في مدريد عن طريق الخطأ. وتناولت المذكرات فترة مشاركة هاري في الحرب التي شنتها دول غربية على رأسها الولايات المتحدة، ضد عناصر من "طالبان" و"القاعدة" في أفغانستان.

وكشف هاري في المذكرات أنه كان ينظر لهؤلاء الأشخاص الذين استهدفهم بطائرته على أنهم "قطع شطرنج" تمت إزالتها من اللوح المخصص لها، كما نقلت صحيفة "تليغراف" البريطانية، التي قالت إنها حصلت على النسخة الإسبانية من الكتاب.

وبحسب ما ورد في الكتاب، أكد هاري أنه لم يشعر "بالفخر أو بالخزي" من عمليات القتل التي تسببت في سقوط ضحايا مدنيين. واعتبر الأمير، الذي تنحى عن مهامه الملكية وغادر المملكة المتحدة مع زوجته ميغان ماركل، القتلى الذين سقطوا بطائرته "أشراراً حاولوا قتل الأخيار".

وفي السياق، قال الأمير هاري في سيرته الذاتية إنّ شقيقه وليام وزوجته الأميرة كيت، شجعاه على ارتداء ملابس الجندي النازي مع شارة الصليب المعقوف، وهي حادثة تسببت بصدمة في جميع أنحاء المملكة المتحدة عام 2005.

ووصف الأمير هاري الحدث بأنه "أحد أكبر الأخطاء في حياتي"، كما كشف في الكتاب عن أنّ وليام وكيت "ضحكا بشدة" عند رؤيته مرتدياً ذلك الزي.

سينما ودراما
التحديثات الحية

وخدم الأمير هاري في الجيش البريطاني لمدة 10 سنوات، قام خلالها بجولتين في أفغانستان. وقُتل الآلاف من المسلحين المرتبطين بـ"طالبان" و"القاعدة" في الحرب في أفغانستان، إلى جانب آلاف المدنيين.

وفي فبراير/شباط 2008، أكدت وزارة الدفاع البريطانية أنّ الأمير هاري خدم مع الجيش في ولاية هلمند الأفغانية "لأكثر من شهرين"، وقال بيان صادر آنذاك، عن كلارنس هاوس، وهو مقر إقامة ملكي في لندن: "الأمير هاري فخور جداً بخدمة بلاده في العمليات إلى جانب زملائه الجنود والقيام بالمهمة التي تدرب عليها".

طالبان تنتقد الأمير هاري   

من جهتها، انتقدت حكومة طالبان الأمير هاري بعدما قال إنه قتل 25 شخصاً في أفغانستان، وفي أحد فصول الكتاب يتحدث الأمير عن فترتي خدمته في أفغانستان، الأولى عندما كان مسؤول تحكم جوي متقدم في 2007-2008، والثانية في 2012 حينما كان مساعد طيار مسؤولا عن توجيه النيران على متن طائرات أباتشي هجومية، كما يكشف عدد الأشخاص الذين قتلهم.

وكتب هاري "لم تكن هذه إحصائية تشعرني بالفخر لكنها أيضا لم تشعرني بالخزي"، بحسب النسخة الإسبانية من الكتاب، واستطرد "حينما وجدت نفسي وسط لهيب المعركة وارتباكها، لم أفكر في هؤلاء الخمسة والعشرين كبشر".

وانتقد عبد القهار بلخي المتحدث باسم وزارة الشؤون الخارجية في حكومة طالبان هذه التعليقات، وتابع "الاحتلال الغربي لأفغانستان هو حقاً لحظة بغيضة في تاريخ البشرية، وتعليقات الأمير هاري تمثل نموذجاً مصغراً للتجربة المؤلمة التي عاشها الأفغان على أيدي قوات الاحتلال، التي قتلت الأبرياء دون أي مساءلة".

وقال متحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية "لا نعلق على التفاصيل العملياتية لدواع أمنية". 

وتستعرض وسائل الإعلام البريطانية تفاصيل الكتاب باستفاضة، لكن كثيرين في لندن قالوا اليوم الجمعة إنهم غير مهتمين ولا يريدون التحدث عن الأمر.

وعبر بعض من أبدوا استعدادا للتحدث عن اعتقادهم أن هاري تمادى، وقال روبن باركر "أظن أنه أحمق.. شارك أبي في الحرب العالمية الثانية وسألته ذات مرة وأنا طفل إن كان قد قتل أحدا، ورفض بشدة الحديث عن أي شيء بهذا الصدد".

(الأناضول، رويترز)

المساهمون