- خلف غيث وصف الاقتحام بأنه كان مفاجئًا وعنيفًا، مشيرًا إلى استخدام القوة والغاز المسيل للدموع دون مسوغ قانوني، مما أثار تساؤلات حول دوافع الاقتحام.
- ردود الفعل متباينة حيث نفى المفوض السياسي للخليل علاقتهم بالحادثة، بينما بررت الأجهزة الأمنية الاعتقالات بالحاجة لملاحقة المتورطين، وأشار غيث إلى أن الاعتقالات قد تكون لأسباب سياسية.
اقتحمت أجهزة الأمن الفلسطيني، فجر اليوم الخميس، منازل عائلة غيث في مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية، واعتقلت 5 أفرادٍ منهم بتهمة المشاركة في الاعتداء على عناصر الأمن خلال شجار عائلي وقع مساء أمس عند مدخل المدينة، حيث وثّقت فيديوهات ومقاطع مصورة نشرت عبر مواقع التواصل شجاراً دار بين شبّان وعناصر الأمن الفلسطيني تخلله ضرب متبادل بالعصي وإطلاق نار في الهواء.
وأكدت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" ألا علاقة لعائلة غيث بالحادث، وإنما دار شجار بين أفراد عائلة أخرى في المدينة مع عناصر الأمن على خلفية إيقاف الأمن الفلسطيني مركبة غير قانونية فيها رجال ونساء، وعلى أثره، تطورت الحادثة حتى وقع الشجار والعراك. ويظهر في المقاطع المصورة التي انتشرت على مواقع التواصل تعرض عناصر الأمن للضرب رغم أنهم مسلّحون. ساعات بعد ذلك، قام الأمن الفلسطيني بالرد باقتحام منازل لعائلة غيث بحجّة مشاركتهم في الشجار، واعتقال أفراد من العائلة وضرب النساء والأطفال.
وقال خلف غيث، أحد أفراد العائلة، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنهم فوجئوا بعد الساعة الثالثة من فجر اليوم الخميس باقتحام نحو 150 ملثمًا العمارة السكنية المكونة من 6 طوابق. وأضاف أنهم اقتحموا كل المنازل وكسروا محتوياتها، وضربوا جميع من فيها ورشّوا الغاز المسيل للدموع في وجوه النساء والأطفال والرجال، واعتقلوا آخرين من دون أي مسوغ قانوني أو توضيح لسبب الاقتحام أو إبراز مذكرة اعتقال قانونية.
وتابع غيث: "في البداية، اعتقدنا أن قوات الاحتلال اقتحمت المنزل لأن من عائلتنا أسيرين وشهيداً ارتقى قبل 4 أعوام، ولأن الاحتلال اقتحم منازلنا وهددنا مرات عديدة منذ بداية الحرب على غزة بأن يكرر الاقتحامات والاعتقالات بحق أفراد العائلة، لكننا فوجئنا بأنهم عناصر أمن فلسطيني، وظننا أن الاقتحام على خلفية سياسية كما كانوا يقتحمون منازلنا بالعادة، لكنهم يدّعون أن أبناء عائلتنا هم من اعتدوا على الأجهزة الأمنية".
#السلطة_الفلسطينية تقتحم منازل عائلة غيث في #الخليل وتعتدي على رجال العائلة بالضرب المبرح.#فلسطين #حرب_غزة #طوفان_الاقصى pic.twitter.com/MBelKYmNOX
— 🔻 Maram Mayed (@MaramMayed) May 2, 2024
وأكد غيث أن المقاطع المصورة تثبت وجود فرد واحد من العائلة خلال الشجار مع الأمن الفلسطيني. وأوضح أن الأمر يتعلق بنجله الذي كان يمر من الشارع خلال الحادثة. وأشار إلى أن المقاطع المصورة لم تشفع للعائلة، حيث اعتُقل 5 أفراد من أقاربه لا علاقة لهم بالحادثة ولم يكونوا في موقع الشجار. وإثر الحادثة، نقل 6 أفراد من الرجال والنساء والأطفال من عائلة غيث إلى المستشفى لتلقي العلاج على خلفية تعرضهم للضرب بالعصي الكهربائية والحديدية.
وتواصل "العربي الجديد" مع المفوض السياسي العام لمحافظة الخليل إسماعيل غنام، الذي أشار إلى أنه لا علاقة لهم بالحادثة، وأن القضية متابعة مباشرة من قبل محافظ الخليل خالد دودين، الذي لم يرد على اتصالات "العربي الجديد". وحاول "العربي الجديد" التواصل مع المفوض السياسي والناطق باسم الأجهزة الأمنية طلال دويكات، لكن من دون ردٍ يذكر. ونشر دويكات بيانًا حول الحادثة، جاء فيه: "الأجهزة الأمنية في محافظة الخليل أوقفت بعض المتورطين في الاعتداء على عناصرها، والعمل جارٍ لملاحقة آخرين والقبض عليهم وتحويلهم إلى جهات الاختصاص لاتخاذ المقتضى القانوني بحقهم، وهناك استغلال من بعض الخارجين على الصف الوطني للحالة التي سببها الاحتلال الإسرائيلي بفعل إجراءاته، للقيام بأفعال مخلّة بالقانون والأمن الداخلي، وهذا لن يمر دون حساب".
وردًا على بيان دويكات، قال غيث: "هذا ادعاء كاذب ولم يكن لأفراد عائلتنا علاقة بالحدث، وقد اعتقل 5 من بيننا، 4 منهم كانوا في منازلهم أثناء الحادثة، وواحد فقط كان يمر من الشارع الذي وقع في الشجار". واعتبر غيث أن مهاجمة الأجهزة الأمنية عائلتهم جاءت على خلفية انتماء العائلة السياسي حيث إن الأمن الفلسطيني يتعامل بمبدأ "الثأر" مع العائلة التي تصنفها الأجهزة الأمنية بأنها معارضة وأبناؤها في السجون الإسرائيلية يعيشون في أقسام حركة حماس. وأشار إلى أنهم كعائلة "مع القانون وتحقيق الأمن العام، لكن لا أن يكون على شكل تصفية حسابات واستغلال ظروف العائلة المنهكة بفعل الملاحقة الإسرائيلية لها".