- الحادثة تمثل الأولى من نوعها في تطبيق العراق لإجراءات ضد أنصار حزب العمال الكردستاني، مشيرة إلى جدية الحكومة العراقية في مواجهة أنشطة الحزب.
- تشكيل لجان دائمة مشتركة بين العراق وتركيا لمكافحة الإرهاب وتطوير العلاقات الاقتصادية، مع التأكيد على أن حزب العمال الكردستاني يمثل تهديدًا أمنيًا لكلا البلدين، ممهدًا الطريق لزيارة الرئيس التركي المرتقبة إلى بغداد.
اعتقلت قوات الأمن العراقية، اليوم الخميس، شخصاً أقدم على رفع صورة زعيم حزب العمال الكردستاني، عبد الله أوجلان، وسط كركوك، بعد أيام قليلة من اعتبار بغداد الحزب منظمة محظورة، ضمن تفاهمات أمنية مع أنقرة خلال زيارة وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إلى بغداد، الخميس الماضي.
وقال مسؤول رفيع في جهاز الشرطة بمحافظة كركوك (250 كيلومتراً) شمالي بغداد، إن الشرطة اعتقلت شخصاً في العقد الثالث من العمر، كان يرفع صورة زعيم حزب العمال الكردستاني على سيارته ويتجول بها وسط المدينة.
وبيّن أن الشرطة داهمت منزل الشخص ويقع شمال غربي كركوك، ووجدت صوراً وكتاباً ومنشورات تابعة لحزب العمال الكردستاني، وقامت بمصادرتها أيضاً، ويجري التحقيق معه في طبيعة الأنشطة التي يمارسها لصالح الحزب داخل المدينة.
وهذه أول مرة تنفذ فيها قوات الأمن العراقية إجراءات أمنية بحق أنصار "العمال الكردستاني" بعد قرار مجلس الأمن القومي العراقي، اعتبار الحزب الذي ينشط داخل المناطق الحدودية الشمالية مع تركيا منظمة محظورة.
ووفقاً لمعلومات أمنية في مدينة كركوك، فإن المعتقل عراقي كردي وسبق أن تم رصد أنشطة له لصالح حزب العمال الكردستاني، وقد رفع صورة أوجلان في إطار تصوير دعايات للحزب التي يحاول أن يُظهر أن له شعبية في مناطق الوجود الكردي.
ونقلت وسائل إعلام عراقية محلية، عن مصادر في الشرطة، أنّ قوة أمنية اقتحمت حي رحيم آوه في المدينة، ووجدت كتباً وصوراً لعبد الله أوجلان، وجرى مصادرتها.
يذكر أنّ عبد الله أوجلان، المعروف بلقب "آبو"، من مواليد ولاية أورفة، في 1948، وهو مؤسس وأول قائد لتنظيم حزب العمال الكردستاني عام 1978، وهو حزب يساري يسعى للانفصال عن تركيا.
وأوقفت تركيا أوجلان في فبراير/شباط 1999 وحُكم عليه بالإعدام بعد توجيه تهمة "الخيانة العظمى" له. وفي عام 2002، حوّلت تركيا حكم إعدام أوجلان إلى السجن المؤبد، ضمن سياسة إلغاء عقوبة الإعدام في البلاد، ومحاولة التلاؤم مع قوانين الاتحاد الأوروبي.
والخميس الماضي، توصلت بغداد وأنقرة إلى تفاهمات أمنية مختلفة، خلال زيارة وزيري الخارجية هاكان فيدان، والدفاع يشار غولر إلى بغداد، وعقدهما لقاءات مع مسؤولين عراقيين اتفقا خلالها على تشكيل لجان دائمة مشتركة تعمل في مجالات مكافحة الإرهاب وتطوير العلاقات الاقتصادية، تمهيداً لتبنّي مذكرة تفاهم في مختلف أوجه العلاقات، وأكدا أن حزب العمال الكردستاني يمثل تهديداً أمنياً للبلدين، وأن وجوده على الأراضي العراقية هو خرق للدستور.
وجاء في البيان الختامي المشترك أنه تم بحث "الاستعدادات الجارية لزيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المرتقبة إلى بغداد بعد شهر رمضان المبارك، وما يتطلبه ذلك من عمل وبأقصى الإمكانيات للتهيئة لهذه الزيارة التاريخية وإنجاحها، التي من المؤمل أن تكون نقلة نوعية في العلاقات بين البلدين".
وأكد البيان أن "حزب العمال الكردستاني يمثل تهديداً أمنياً لكل من تركيا والعراق، وأن وجوده على الأراضي العراقية يمثل خرقاً للدستور العراقي"، مضيفاً "كما تشاور الجانبان بشأن الإجراءات الواجب اتخاذها ضد التنظيم وامتداداته المحظورة". واتفقا على "مواصلة اللقاءات والاتصالات حول هذه القضايا ضمن الأطر المعنية بين البلدين".
ورحّبت تركيا بالقرار المتخذ من قبل مجلس الأمن الوطني العراقي، باعتبار حزب العمال الكردستاني تنظيماً محظوراً في العراق.
وبحسب ما قالت مصادر سياسية عراقية لـ"العربي الجديد"، فإنّ "تركيا تأمل تحرّكاً حكومياً على الأرض لمواجهة تنظيم العمال الكردستاني، وإنهاء مخاطره على المناطق العراقية والتركية على حدٍ سواء".
وأشارت إلى أن "المسؤولين العراقيين وعدوا ببحث آليات عمل وعسكرية جديدة بالتنسيق مع حكومة إقليم كردستان، لأن العمال الكردستاني صار يهدد بغداد بسبب عرقلة مشاريع واتفاقات بين بغداد وأربيل، من ضمنها اتفاقية تطبيع الأوضاع في سنجار".
وسبّب وجود عناصر الحزب، الذي تصنّفه أنقرة "منظمة إرهابية"، في الأراضي العراقية، العديد من الأزمات السياسية بين البلدين، كان آخرها في العام الماضي حين اتهمت بغداد القوات التركية بقصف منتجع سياحي في دهوك، والتسبب في قتل عدد من المواطنين، وهو ما نفته أنقرة.